لم نندهش عندما تم تخصيص عربة في مترو الأنفاق للسيدات، ولم نتوقف كثيرا عند تخصيص شواطئ خاصة للجنس الناعم، ولكن الجديد في ذلك المسلسل هو وجود »قهوة» أو »كافيه» خاص بالبنات فقط، وعندما زرناه اكتشفنا أنه أكثر من ذلك، فهو أيضا مقر لورش التدريب علي الحرف المختلفة وعقد الندوات. صاحبة فكرة المشروع لميس محمد لمع المشروع في دماغها وأصبح حلما، فهي مثل كثيرات لا تستطيع التواجد في الكافيهات العامة برفقة الشباب فمدينتها ريفية لها عاداتها وتقاليدها، فضلا عن المعاكسات والمضايقات التي تتعرض لها أي فتاة، وبالفعل وجدت من يمول المشروع الذي بلغت تكلفته حوالي 300 ألف جنيه ويبدأ التنفيذ في القناطر الخيرية، تم في تصميمه مراعاة أذواق البنات والألوان المفضلة لهن مثل »البينك» وتم تزويده بألعاب الترفيه مثل »البلاي ستيشن» وتجهيزات عقد الندوات الثقافية وممارسة بعض الفنون كالرسم والنحت. ويستقبل الكافيه يوميا الفتيات بمختلف أعمارهن بينهن الطالبات بالجامعة والمراحل الثانوية والتلاميذ بالمراحل الإعدادية وكذلك المراحل الابتدائية التي يأتين برفقة والدتهن لمقابلة أصحابهن بمرافقة الأمهات، تقول لميس :» لقد كنا نواجه مشكلة عندما نريد أنا وصاحباتي التجمع في أي مكان عام مختلط، فلم نكن نجلس براحتنا، ولم نكن نسلم من مضايقات الشباب، فيما يوفر ذلك »الكافيه» الخصوصية والأمان لكل البنات، حيث يأتي بعضهن لقراءة الكتب والروايات بالركن الخاص بالمكتبة داخل الكافيه، وتلفت إلي انتقادات بعض أصدقائها للمشروع، وتؤكد لنا أن الهدف الأساسي ليس الربح المادي وإنما تنمية دور المرأة في المجتمع المصري والارتقاء بمستواها الثقافي والتعليمي. أما ممول المشروع ويدعي فهمي والذي كان يقدم كورسات التدريب للميس، فيتمني أن يصبح اسم الكافيه براند مشهوراً مشيرا إلي أنهم يدرسون إقامة أفرع له في عدة مناطق، فيما عبرت هاجر محمد 17سنة إحدي العاملات بالكافية عن سعادتها بالعمل فيه، وتقول :»كنت في البداية أشعر بالحرج من تقديم الطلبات وبعد التعامل مع الفتيات أصبحت أساعدهن في اختيار الأذواق الجديدة في الحلويات والمشروبات الجديدة»، وتؤكد نفس المعني زميلتها ميادة 26سنة وهي حاصلة علي بكالوريوس حاسب آلي، فلم تجد فرصة العمل وجذبتها فكرة العمل في كافيه البنات بعيدا عن مضايقات الشباب والرجال في الكافيهات المختلطة. ومن زبائن الكافيه أمنية سعيد وهي طالبة بالصف الثالث الثانوي بمدرسة شبرا الخيمة وتأتي إليه مرتين أسبوعيا للمذاكرة مع صديقاتها، في حين كانت جودي كامل الطالبة بكلية تجارة عين شمس تحتفل بعيد ميلادها مع صديقاتها، بينما تري مروة أحمد طالبة بالفرقة الثالثة بكلية العلوم أن أهم مزاياه هو البعد عن مضايقات الشباب، فيما تؤكد مرام علي طالبة بكلية الآداب جامعة عين شمس ومن سكان المعادي أن ما جذبها للكافيه هو الورشة الفنية من رسم ونحت وتعليم الأطفال، وكذلك مكتبته الصغيرة.