تكليف الجيش والداخلية باستعادة أراضي الدولة من المتعدين قبل نهاية الشهر أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن الدولة تعمل علي توفير البنية التحتية من كهرباء ومياه وطرق للمشروعات الزراعية مما يكلفها الكثير من الأموال، التي قد تصل في بعض المناطق لمليارات الجنيهات، مؤكداً أن الدولة تقوم بتسليم المزارعين أراضي بها زراعة حديثة وأنظمة صرف وشبكات كهربائية جيدة. وشدد السيسي علي أن إنشاء بنية أساسية متطورة في دولة مثل مصر يحتاج إلي تريليونات الجنيهات، وطالب السيسي كل من يناقش أي قضية تخص الشعب بدراستها بشكل جيد قبل الخوض فيها، معلقًا: »الناس بتتكلم كأن معاها مفاتيح تحل المشاكل». ووجه السيسي حديثه للمصريين :»يوم 30 يونيو 2018 أي حاجة هعرضها عليكم من مشروعات قومية هسلمهالكم خالصة»، وأكد الرئيس علي ضرورة مواجهة الشعب المصري بالتكلفة الحقيقية لإصلاح البنية الأساسية للدولة ومرافقها والتي تتكلف مبالغ باهظة لا تستطيع الدولة تحملها في الوقت الراهن، وقال الرئيس إنه لا توجد دولة في العالم توفر الخدمات بالأسعار القليلة مثلما تقدمها مصر. جاء ذلك خلال افتتاح الرئيس السيسي أمس من محافظة قنا عبر »الفيديو كونفرانس» عدداً من المشروعات القومية التنموية الجديدة بمحافظات الصعيد في قطاعات الطرق والكباري واستصلاح بعض أراضي مشروع المليون ونصف المليون فدان بمنطقة المراشدة بقنا، كما تفقد بعض الصوامع والشون الجديدة بمحافظة قنا، وكوبري محور جرجا بمحافظة سوهاج. حضر الافتتاحات المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء والمهندس ابراهيم محلب مساعد الرئيس للمشروعات القومية والفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع والانتاج الحربي واللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية والفريق محمود حجازي رئيس أركان حرب القوات المسلحة واللواء كامل الوزير رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة وعدد من الوزراء وكبار المسئولين. لن أضحك علي الشعب وأكد الرئيس السيسي أن بناء الأمم والدول حتي تأخذ مكانتها علي الأرض ليس بالأمر اليسير، ولكن ينبغي أن يكون هناك جهد ومعاناة وحرمان، وأضاف السيسي قائلا :» لن »أضحك » علي الشعب ولو كنا عايزين نبني بلدنا بشكل حقيقي، فلابد أن نتحمل» مشيراً إلي أن الدولة لن ترضي بالمستوي الضعيف للخدمات المقدمة للمواطنين، وشدد علي ضرورة أن ننهض ببلدنا، وأننا قادرون علي القيام بذلك. وأشار الرئيس إلي أن إقامة أي دولة واستعادتها لتصبح ذات شأن مثلما يحدث في مصر الآن، هو أمر كبير جداً وصعب جداً في الوقت نفسه، مشيراً إلي أن مصر بها 93 مليون نسمة ومساحتها مليون كيلو متر مربع، وتحتاج إلي تريليونات من الجنيهات حتي يصبح لديها بنية أساسية متطورة. وشدد السيسي علي أن الدولة لن تترك المرافق تنهار مرفقا تلو الآخر، ولن ترضي إلا بتقديم الخدمات المناسبة للمواطنين في كافة القطاعات، حتي تضمن لهم معدلات التنمية والأمان، لا سيما في مشروعات الطرق والسكك الحديدية التي تحتاج إلي مليارات الجنيهات لتطويرها، وأوضح الرئيس أن هناك فارقا كبيرا بين المصروفات والإيرادات التي تحققها هذه المرافق، لافتا إلي أن تكلفة رفع كفاءة مرفق السكة الحديد في الصعيد فقط تصل لنحو 100 مليار جنيه، ولن تستطيع الدولة سداد التكلفة بمفردها حتي لا تتراكم القروض الخارجية عليها. اتابع المشروعات بنفسي وأضاف الرئيس : الدولة عندما تحرك أسعار الخدمات تجد من يقول إنه »غلبان» وغير قادر، وهذا أمر تدركه الدولة، ولكنها في الوقت نفسه »غلبانة» وغير قادرة، كما تريد أن تقوم بتنمية حقيقة. وأقسم السيسي بأنه يتحدث بصدق في كل كلمة يوجهها إلي المصريين، وأنه يطالب زملاءه في الحكومة بشرح الصورة للناس، وكيف آلت له مرافق الدولة بعد سنوات من الإهمال. وكشف السيسي أنه يتابع المشروعات القومية بالدولة مع المسئولين يومياً، وأنه سيحاسب أمام الله، ولن يزايد علي ما تم عمله خلال السنوات التي سبقت توليه الحكم، حيث كانت قلة الموارد سببا رئيسياً في تدهور الخدمات، وأضاف السيسي أن زملاءه من المسئولين قد »زهقوا» من كثرة اتصالاته التليفونية للاطمئنان علي المشروعات القومية والخدمات التي تقدم للمواطنين. وانتقد الرئيس بشدة التأخر في حل مشكلة وضع اليد علي الأراضي الخاصة بمشروع استصلاح المليون ونصف المليون فدان، ووجه الرئيس بتشكيل لجنة علي مستوي مجلس الوزراء تضم هيئة الرقابة الإدارية والمحافظين ومديري الأمن وقادة الجيوش والمناطق العسكرية، مشيراً إلي أن هذه اللجنة ستقوم بحل المشكلة علي مستوي أراضي مصر بالكامل خلال شهر، لاستعادة الأراضي من المتعدين عبر إجراءات تقوم بها الدولة أو عن طريق القانون، حتي تستعيد الدولة والمواطنون حقوقهم. تسهيل إجراءات الاستثمار وشدد الرئيس علي مسئولية المحافظين ومديري الأمن بالمحافظات في الحفاظ علي سلامة الأراضي داخل نطاق محافظاتهم، حتي لا يحصل البعض من القادرين علي أراض دون وجه حق، ليأخذ حق » الغلابة»، وكلف الرئيس القوات المسلحة والشرطة بتقنين أوضاع واضعي اليد الذين قاموا بالاستزراع علي أراضي المليون ونصف المليون فدان بعد تحصيل قيمتها لصالح الدولة، علي ان تعود بقية أراضي وضع اليد البالغ مساحتها نحو 90 ألف فدان إلي الدولة لتنضم إلي شركة الريف المصري القائمة علي المشروع حتي يتم توزيعها علي المواطنين عبر طرح الشركة لأراضي الاستصلاح للاستثمار. وأوضح السيسي أن الدولة تعمل علي تسهيل إجراءات الاستثمار بشكل علمي، ولكنها لن تقبل بأي شكل وضع اليد علي الأراضي، مشدداً علي أن الدولة ستتعامل بمنتهي القوة لاستعادة هذه الأراضي، ولن تقبل أن يمد أحد يده علي الاراضي التي تعتبر ملك مصر وليس أحد آخر، وليس من حقه أو حق الدولة أن تمنحها لأحد. لسنا في طابونة وانفعل الرئيس السيسي قائلا: نحن لسنا في »طابونة» حتي يحصل أحد علي شيء لا يخصه، وأضاف أنه ينتظر أن يأخذ تماما آخر الشهر باستعادة أراضي الدولة بالكامل، وأن من يتكلم من المخالفين يتم إحالتهم إلي المحاكمة فورا، حيث لن يسمح بعد اليوم بهذا الوضع علي الإطلاق. وانتقد السيسي أيضا تأخر الإجراءات الإدارية والتنظيمية في تسليم أراضي مشروع استصلاح المليون ونصف المليون فدان، قائلا : الشركة تأسست من عام ونصف العام ولم يتم توزيع العقود الخضراء علي المواطنين حتي الآن، مشيرا إلي أنه إذا استمرت نفس الوتيرة والاجراءات التقليدية المعقدة علي الناس، فلن ينتهي المشروع الا بعد نحو عامين، مما يشجع علي وضع اليد، وأكد السيسي علي ضرورة أن تسبق الدولة المواطنين بالتخطيط الجيد والبدء في العمل، حتي نحافظ علي أموال الدولة، قائلا: المال مال مصر وليس مالي أو ملك أو مال الحكومة. وشدد الرئيس علي ضرورة أن تكون الحكومة حاسمة وجادة مع الناس، لأنه يحزن عندما يتم الاستيلاء علي اراضي الدولة وهناك من لا يجد قوته. ووجه الرئيس تحذيرا شديد اللهجة لواضعي اليد علي أراضي الدولة، قائلا: »أنا بصراحة زعلان قوي من الموضوع ده، إن حد ياخد أراضي مصر وناس مش لاقية تاكل، وناس تمد إيديها ب10 آلاف فدان، و20 ألف فدان ياخدوهم ويقولوا دول بتوعي، والله العظيم ولا فدان واحد». وأعلن السيسي أنه سيسلم المشروعات القومية التي وعد بتنفيذها قبل يونيو 2018 بشكل متكامل وخلصانه، حتي لا يتم تعثر أي من المشروعات، مشيرا إلي أن مشروع استصلاح المليون ونصف المليون فدان لابد ان يتم تسليمه كمشروع متكامل يشمل البنية الاساسية والطرق والمساكن حتي يتسلم المواطن الأرض جاهزة ويعمل علي الفور من خلال مزارع نموذجية توفر لها الدولة جميع سبل النجاح، وسبل الري عن طريق مد الكهرباء لاستخدام طرق الري الحديثة بأقل كمية من المياه. تقدير لدولة الإمارات ووجه السيسي في بداية حديثه التحية والتقدير والاحترام لدولة الإمارات لمساهمتها عقب ثورة 30 يونيو في المشروعات القومية التنموية التي تنفذها مصر وبخاصة من خلال البرنامج القومي للصوامع والشون لحفظ الحبوب والأقماح، مشيرا إلي أن الإمارات ساعدت مصر. وأشار الرئيس إلي أن مشروع إنشاء 28 صومعة علي مستوي الجمهورية سيقلل من الفاقد في الحبوب والقمح بنحو من 10 إلي 20% سنويا، بما يحفظ حقوق الجميع سواء الدولة أو المواطنين، ليتم توفير نحو مليون ونصف المليون طن من القمح سنويا بعد الحفظ بعيدا عن الآفات والهدر في أثناء التخزين. ووجه الرئيس الحكومة بوضع جدول زمني للانتهاء من برنامج إنشاء الصوامع والشون لتخزين الاقماح خلال عامين، وحتي يتم توفير فاقد من القمح تصل تكلفته نحو 4 مليارات جنيه سنويا، منتقداً تأخر الانتهاء من البرنامج، وطالب الحكومة بتوفير الموارد المالية اللازمة حتي لو بلغت 4 مليارات جنيه توازي ما يتم إهداره من القمح في اثناء التخزين. وقال الرئيس إن الصومعة الواحدة أصبحت تتكلف نحو 250 مليون جنيه بعد تحرير سعر الصرف بعد أن كانت تتكلف نحو 150 مليونا منذ 3 سنوات مع بدء التخطيط لمشروع إنشاء الصوامع والشون الحديثة. توضيح الحقائق وطالب السيسي وزير الزراعة بتوضيح الحقائق للشعب المصري وحجم التحديات التي تواجهها البلاد، لافتا إلي أن الهدف من اللقاءات والافتتاحات التي يقوم بها هي بناء وعي حقيقي لدي المواطنين حتي يعرفوا الجهود التي تقوم بها الدولة من أجل توفير السلع الأساسية بأسعار مناسبة. وأضاف قائلا » أنا أقوم بتعريف المواطن بالحقائق حتي يصبح قلبه معي مثلما يكون قلبي عليه».، مضيفاً » مصر تستهلك نحو 18 مليون طن سنويا من القمح منها نحو 10 ملايين طن عبر الاستيراد من الخارج » وأشار الرئيس إلي أن المواطنين ينبغي أن يعوا تكلفة توفير القمح وعلاقة ذلك بتوفير رغيف العيش الذي يصل إلي ما بين 300 مليون إلي 400 مليون رغيف يوميا، وحتي يعرف المواطن إذا ما كانت حكومة بلاده تقف بجواره وتحرص عليه أم لا. وشدد السيسي علي أن الدولة في سباق مع الزمن لتوفير السلع الأساسية للمواطنين بالاسعار المناسبة، ومنها القمح والسكر والزيت وكذلك اللحوم والدواجن والسلع الأخري، مشدداً علي أن هناك زيادة كبيرة في استهلاك السكر سواء بسبب النمو السكاني أو زيادة استهلاك الفرد الذي وصل نحو 36 كيلو سنويا بعد أن كان نحو 24 كيلو، وبما يوازي نحو 3 كيلوات شهريا للفرد. وأكد السيسي علي ضرورة أن يعرف المصريون لماذا أصبحت ظروفنا وأحوالنا هكذا، وأنه كان من الضروري إجراء الإصلاحات الاقتصادية الأخيرة، وذلك بأن تصبح قيمة الجنيه المصري قيمة حقيقية لقدراتنا الاقتصادية، بعد ان كانت منتجاتنا غير منافسة عالمياً، وذلك نتيجة الدعم الخفي وغير المباشر لسعر الدولار. وضعنا الاقتصادي خطير واوضح السيسي أن الوضع كان بمثابة دعم كل المحاصيل بشكل غير مباشر، أما الآن فقد أصبح إنتاج المزارع منافسا بالسعر الحقيقي للجنيه وبالتكلفة الحقيقية، وذلك بعد أن كانت الدولة تدعم بشكل أو آخر سعر الجنيه، مما جعل الوضع الاقتصادي خطيرا جدا وادخلنا في مشكلة اقتصادية كبيرة. وطالب الرئيس بسرعة الانتهاء من مشروعات الطرق والكباري حتي نرحم المواطنين من معاناتهم في الانتقال إلي أعمالهم، مشيرا إلي ان الدولة تعمل علي تسهيل حركة المرور بين الشرق والغرب بالصعيد عبر المحاور الممتدة أعلي نهر النيل. وطالب الرئيس أيضا بضرورة أن يتم التنسيق بين وزارتي النقل والآثار بشأن الكوبري الذي تم الانتهاء منه أعلي طريق الكباش في الأقصر، حتي لا يؤثر علي المنظر الحضاري لهذا الأثر المهم. وجدد السيسي تأكيده علي ضرورة عرض جميع المشروعات القومية علي هيئة الرقابة الإدارية قبل افتتاحها، حتي يتم التأكد من ضبط الإنفاق. وأشار الرئيس إلي »تطهير ال21 ألف فدان في بحيرة المنزلة، قامت به شركات وطنية تحت إشراف مؤسسة شديدة الصرامة في العمل - في إشارة إلي المؤسسة العسكرية - وذلك حتي يتحسن حال مصر وتتقدم إلي الأمام». وخلال الافتتاحات التي قام بها الرئيس استغل نواب محافظة سوهاج زيارة الرئيس السيسي لافتتاح كوبري جرجا أمس، والتفوا حوله للمطالبة بتحسين الخدمات بالمحافظة، حيث طلب السيد الشريف وكيل مجلس النواب من الرئيس ازدواج طريق أسيوط - سوهاج، فيما طالب النائب طارق رضوان باستكمال المستشفي المركزي بدار السلام والمغلق منذ 4 سنوات بعد إنشاء 9% منه فقط، وهو نفس الأمر الذي طالب به نواب جرجا لإنشاء مستشفي جرجا المركزي. وقد تبين أن السبب في التأخير هو فروق الأسعار، وأكد الرئيس أن هناك مشروع قانون أمام البرلمان يهدف إلي الحرص علي أن يحصل المقاولون علي حقهم بسبب فروق الأسعار.. وكلف الرئيس خلال افتتاح المشروعات الجديدة القوات المسلحة بتجهيز مساحة ألف فدان لاهالي المراشدة بقنا، لاستصلاحها ضمن مشروع المليون ونصف المليون فدان، علي أن تتحمل القوات المسلحة تكلفة التجهيز وتؤديها إلي شركة الريف المصري المسئولة عن طرح أراضي المشروع، لتكون بمثابة هدية الجيش لأهالي المراشدة. لجنة لتوزيع الأراضي ووجه الرئيس بتشكيل لجنة لتوزيع الاراضي علي أهالي المراشدة مشكلة من محافظ قنا ووزارات الدفاع والتضامن والزراعة وهيئة الرقابة الإدارية وشركة الريف المصري وجمعية الأورمان، الذي أعلن رئيسها اللواء ممدوح شعبان انه سيهدي رأس ماشية بمبلغ 25 ألف جنيه لكل أسرة من الحاصلين علي الأراضي الجديدة. كما وجه السيسي اثناء تفقده كوبري جرجا الجديد أمس بسرعة الانتهاء من محور روض الفرج قبل حلول شهر ديسمبر المقبل، وذلك للتسهيل علي المواطنين عن طريق ربط القاهرة بالمحافظات بشكل جيد.