اعلنت وكالة الانباء السورية الرسمية أمس ان مجلس الوزراء السوري اقر مشروع مرسوم تشريعي يقضي بانهاء حالة الطوارئ في سوريا، كما اقر مشروعين اخرين بالغاء محكمة امن الدولة العليا، و تنظيم حق التظاهر السلمي. وأعلن مصدر رسمي سوري ان وزارة الداخلية دعت المواطنين في ظل "الظروف الراهنة" الي الامتناع عن القيام بأي مسيرات او اعتصامات او تظاهرات "تحت اي عنوان كان"، مؤكدة انها ستطبق "القوانين المرعية" من اجل استقرار البلاد. في تطور اخر، قال شهود عيان وناشطون حقوقيون إن قوات الأمن السورية استخدمت الذخيرة الحية والقنابل المسيلة للدموع في تفريق اعتصام شارك فيه آلاف الاشخاص في مدينة حمص بوسط سوريا للمطالبة بسقوط النظام. وقال الناشط الحقوقي نوار العمر ان 4 علي الاقل قتلوا" وأشار شاهد عيان إلي ان اطلاق الرصاص تم بكثافة شديدة وبشكل عشوائي، وان هناك عددا كبيرا من القتلي والجرحي، في حين لم تتمكن ناشطة اخري تأكيد وقوع مصابين. ونقلت قناة الجزيرة القطرية عن الناشط الحقوقي عمر أدلبي وصفه لما حدث في حمص بأنه"مجزرة". وقال شاهد عيان آخر من حمص يدعي أبو عصام إن الاتصالات الهاتفية شبه مقطوعة عن المدينة. وكان الناشط السياسي نجاتي طيارة قد أعلن أن اعتصاما بدأ مساء أمس الأول في حمص بمشاركة اكثر من 20 الف شخص في ساحة (الساعة الجديدة) التي اطلق عليها المحتجون اسم "ساحة التحرير" تيمنا بميدان (التحرير) بالقاهرة الذي كان مركزا لثورة 25 يناير في مصر. واوضح طيارة ان المتظاهرين نصبوا خياما في الساحة واحضروا مأكولاتهم، مؤكدا انه اعتصام مفتوح ومستمر حتي تحقيق مطالب المحتجين وخصوصا ضمان الحريات والافراج عن جميع معتقلي الرأي ووقف الاعتقالات السياسية.وقال طيارة "الشباب مستعدون لمواجهة جميع الاحتمالات بما فيها الشهادة". ونقلت وكالة أنباء رويترز عن ناشط حقوقي قوله ان قوات الامن طلبت عبر مكبرات الصوت منهم اخلاء المكان، ثم بدأت بعد ذلك باطلاق النار. وفي الوقت الذي أوضح فيه طيارة أن عدد المعتصمين تجاوز 20 ألفا أشارت وكالة الاسوشيتد برس أن عدد المعتصمين تجاوز خمسة آلاف. وكان ناشطون حقوقيون قد أشاروا إلي إن عشرات الاف الأشخاص في حمص شاركوا -قبل بدء الاعتصام -في تشييع جنازة ثمانية متظاهرين قتلوا الأحد مطالبين بسقوط النظام وبجانب حمص تواصلت المظاهرات أمس الأول في مدن سورية اخري بينها درعا واللاذقية. في غضون ذلك، اعلن مصدر رسمي مقتل ثلاثة ضباط سوريين واثنين من أفراد عائلة أحد هؤلاء الضباط مساء أمس الأول علي يد "مجموعات مجرمة مسلحة" في مدينة حمص. وكانت وزارة الداخلية السورية قد اتهمت في بيان لها "مجموعات مسلحة لتنظيمات سلفية""بقتل عناصر الجيش والشرطة والمدنيين والتمثيل باجسادهم" لا سيما في مدينتي حمص وبانياس. واستقبل وزير الخارجية السوري وليد المعلم أمس الأول سفراء الدول العربية والاجنبية في دمشق واكد لهم انه "لم يعد مقبولا السكوت عن قطع الطرق والتخريب".