* مشروع قانون لتنظيم حق التظاهر السلمي والداخلية تقطالب المواطنين بالامتناع عن التظاهر * نشطاء: بحلول منتصف نهار يوم الثلاثاء تحول وسط حمص إلى مدينة أشباح حيث الأسواق والمحلات التجارية والمدارس مغلقة * تفريق مظاهرة طلابية في جامعة حلب وقوات الأمن تعود للظهور في شوارع درعا البديل- وكالات: أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن مجلس الوزراء أقر الثلاثاء مشاريع مراسيم تشريعية تقضي بإلغاء حالة الطوارئ في البلاد وإلغاء محكمة أمن الدولة العليا وتنظيم حق التظاهر السلمي. وقالت الوكالة في خبر عاجل إن “مجلس الوزراء أقر مشروع مرسوم تشريعي يقضي بإنهاء حالة الطوارئ في سوريا“. وصدر قانون إعلان حالة الطوارىء في 1962 وطبق عند وصول حزب البعث إلى السلطة في 1963. ويعود قرار إلغاء قانون الطوارىء المطبق حتى الآن إلى رئيس الجمهورية. وأعلنت الوكالة أن “مجلس الوزراء أقر مشروع مرسوم تشريعي يقضي بإلغاء محكمة أمن الدولة العليا“. وتأسست هذه المحكمة “خارج سلطة القضاء العادي وحلت مكان المحكمة العسكرية الاستثنائية وتمتعت بسائر صلاحياتها واختصاصاتها بموجب المرسوم التشريعي رقم 47 بتاريخ 28 مارس 1968′′. وفيما أعلنت الوكالة “أن مجلس الوزراء أقر الثلاثاء مشروع قانون ينظم حق التظاهر السلمي“، أوضح التلفزيون السوري في شريط الأخبار أن القانون “ينظم حق التظاهر السلمي وإجراءات الترخيص له وآليات حماية المتظاهرين“. ودعت وزارة الداخلية السورية اليوم المواطنين إلى الامتناع عن القيام بأي تظاهرات “تحت أي عنوان كان” غداة مقتل 4 أشخاص في تفريق اعتصام في حمص. وجاء قرار وقف التظاهرات غداة اتهام وزارة الداخلية السورية “مجموعات مسلحة لتنظيمات سلفية” لا سيما في مدينتي حمص (وسط) وبانياس (شمال غرب) “بقتل عناصر الجيش والشرطة والمدنيين والتمثيل باجسادهم“. ودعت الداخلية المواطنين إلى الامتناع عن القيام بأي مسيرات أو اعتصامات أو تظاهرات “تحت أي عنوان كان“، مؤكدة أنها ستطبق “القوانين المرعية” من أجل استقرار البلاد. وفي الغضون، قال نشطاء إن القوات السورية فتحت النار في وقت مبكر يوم في حمص المدينة الأخيرة التي تجتاحها موجة من الاضطرابات ضد حكم الرئيس بشار الأسد. وقال النشطاء إنه بحلول منتصف نهار الثلاثاء تحول وسط مدينة حمص إلى مدينة أشباح حيث الأسواق والمحلات التجارية والمدارس مغلقة في المدينة التي يقطنها حوالي 700 ألف نسمة وقتل فيها 17 متظاهرا مساء يوم الأحد. وقال أحد الناشطين إن “قوات الأمن بما في ذلك ميليشيا الأسد غير النظامية الشبيحة طاردت الناس في شوارع حمص حتى الساعة السادسة صباحا والشوارع فارغة“، وقال آخر إن 25 جريحا نقلوا إلى المستشفى. وتقول جماعات حقوقية إن أكثر من 200 شخص قتلوا في الاحتجاجات التي اجتاحت سوريا بعد المظاهرات الأولى التي اندلعت في مدينة درعا بجنوب البلاد قبل شهر مستلهمة الانتفاضات العربية التي أطاحت بزعيمي مصر وتونس. وتضم الاحتجاجات التي تعد الأولى من نوعها منذ الانتفاضة الإسلامية التي تم سحقها عام 1982 جميع اتجاهات المجتمع بما في ذلك السوريون العاديون والعلمانيون واليساريون والقبائل والإسلاميون والطلاب. وهتف المحتجون “حرية. حرية. الله سوريا وحرية وبس” وردد البعض صيحات الله اكبر. وقال ناشطان حقوقيان إن العشرات من الطلاب تظاهروا في كلية الطب بجامعة دمشق اليوم وهم يهتفون “أوقفوا المذابح. سوريا حرة. سوريا الكرامة” وقال الناشطان إن قوات الأمن ضربت الطلاب لتفريق الاحتجاج. وفي درعا حيث اندلعت الاحتجاجات لأول مرة وحيث كانت الاحتجاجات أكثر دموية قال السكان إن القوى الأمنية التي بقيت بعيدة عن الشوارع في الأيام الأخيرة عززت من وجودها ربما من قبيل التحرك لاستعادة السيطرة الكاملة على المدينة المسلمة السنية.