عشت عمري كله ومازلت، همي الأول هو تعليم أولادي بدرجة أرضي عنها، وفرت من »قوتي» من أجل تعليم أولادي في أفضل المدارس، كنت ومازلت »استخسر» في نفسي ثمن قميص جديد وأقول لنفسي »ماله القميص اللي عندي» أي نعم »أساوره» بليت، وأي نعم »ياقته» تآكلت، لكن كله يهون »علشان تعليم أولادي» .. هذا الحوار قد تكون رددته أنت مع زوجتك بصورة أو بأخري.. فالمصريون يتنفسون حب التعليم.. ولكن للأسف حال التعليم في مصر لم يعد يسر عدوا ولا حتي حبيبا.. تراجع تصنيف الجامعات المصرية حتي أصبح لا يعترف بخريجيها في الخارج ولم تعد المدارس تعلم.. ولم تعد هناك مجانية حقيقية .. كلنا يعلم حال التعلم، وما آل إليه. وحضرتك تقرأ هذه اليوميات يكون هناك مؤتمر »التعليم نحو حلول إبداعية».. الذي تنظمه أخبار اليوم مع جامعة القاهرة. قد بدأ أعماله في قاعة الماسة أكاد أسمعك وانت تقول ، ما هو الجديد.. شبعنا مؤتمرات؟! وأرد عليك بأنك لك ألف حق ولكن الجديد أننا بحثنا عن الحلول، ولم نسع لاجترار مشكلات التعلم التي تعرفها الأم التي تربط رأسها كل يوم وهي تجاهد في محاولة تعليم ابنها أو ابنتهاوتراجع معهما الدروس بعد أن تراجع أو اختفي دور المدرسة في التعليم وحل مكانه المدرس الخصوصي في »السنتر» كل الاطراف في المؤتمر: حكومة.. وخبراء تعليم، ومجتمعا مدنيا ، وأولياء أمور وخبراء وضعوا حلولا غير تقليدية لمشكلات تقليدية. »أون لاين» الحياة كلها أصبحت »أون لاين» حتي عنوان مقالتي، وأول جملة فيها »أون لاين» لم تعد هذه المفردات غريبة، يعرفها، ربما غير المتعلم الذي لم ينل حظا من التعلم، أفضل من الذي أتم تعليمه. كلنا في عالم »الأون لاين» سواء. استبدلنا »السوشيال ميديا» بكل صور حياتنا المجتمعية التي فطرنا الله عليها.. حبا وكرها، عشقا وغيرة، ونميمة وتلصصا وتنابزا بالألقاب.. كل الناس، إلا ما رحم ربي، حياتهم مقسمة بين نوم، وعالم افتراضي.. يتجاورون في البيت، وربما في نفس السرير، وهذا رأسه بين يديه وفي يده شيطانه وهات يا »شات» مع أي حد.. ليس بالضرورة أن يكون »شات» سيئا.. ولكنه »شات» والسلام . الزوج بجواره زوجته ، وأولاده ، يتجاورون مكانيا، كالطوب المرصوص، وكل منهم له عالمه.. الرجل المتدين يشير »بوستات» صلة الرحم، والجنة التي في انتظار من يصل رحمه، وهو لا يصل أهل بيته وربما يقاطع أخوته منذ سنوات ويكتفي ب »لايك» لأخته، أو يضغط علي »ايموشن» يظهر محبته أو دموعه تتساقط. مشاعر الناس تحولت.. الغضب أصبح مجرد »صورة» جاهزة تستطيع بلمسة أن تظهر لمن تريد، وهو يرد علي الغضب بصورة أكثر غضبا. وقس علي ذلك بوستات الحب و »ايموشن» الحب والوله والدلع.. كل هذا في الفضاء، في الفراغ. الزميل يقاطع زميله الذي لم يضع له »لايك» علي شيء كتبه، والزميلة »تلقح» علي زميلتها ببوست »والحدق يفهم» هذا يدخل علي ملفات تلك ويتلصص علي صورها المتاحة في الفضاء ومنها يدلف إلي زملائها وزميلاتها. دنيا جديدة انتقلت فيها مشاعرنا من المرحلة المباشرة: حبا وكرها وعشقا وغيرة ورحمة وتواصلا إلي فضاء إلكتروني بلا مشاعر حقيقية. رءوس منحنية تطارد السيل المتدفق من المعلومات والفيديوهات والصور في الفضاء الالكتروني. أعود إلي »البوستات» وما أدرك ما »البوستات».. أنه يقصدني .. أنه يريد ان يشير إلي ويقول أن هذا الشخص القمئ هو أنا لقد قال كل أوصافي . وبقي أن يقول اسمي ، ثم نعتني بكل الاوصاف المشينة . لابد من الرد عليه ب »بوست» ألعن .. يستاهل!! هذا لن أرد عليه السلام.. لانه لم يضع لي »لايك» وتلك لا تستحق ان أدعوها لحفل زواج ابنتي لانها كتبت »كومنت» لا يليق علي عريسها.. دنيا جديدة لا أحبها، ولا أهواها جعلتنا نعيش متجاورين، لكن أي منا لا يشعر بالآخر. لا سبيل أمام الوقوف في طريق السيل العرم الذي اجترف في طريقه كل شيء.. مشاعرنا واحاسيسنا وتواصلنا وانسانيتنا وتركنا أشباه بني آدمين. إدمان »السوشيال ميديا» حضرتك مدمن فيسبوك وتحتاج إلي علاج! لا تنصدم بالجملة، ربما أكون مثلك.. هذا كلام علمي مائة في المائة، وهناك ثلاثة مراكز علي مستوي العالم انشئت لعلاج مدني الفيسبوك والانستجرام .. واذا ظهرت عليك الاعراض التي من بينهاانك لا تستطيع ان تبدأ يومك أو تغادر غرفتك، أو انك انصرفت عن كل من حولك ، بيتك ، اسرتك، أولادك ، أصدقائك في مقابل تصفح الفيسبوك فأنت تحتاج إلي الالتحاق بأحد هذه المراكز، أحدثها افتتح منذ أيام في مدينة القسنطينة الجزائرية.. كان متخصصا في علاج مدمني المخدرات والكحوليات وطور نشاطه ليمتد لعلاج مدمني »الاون لاين». أحد هؤلاء الضحايا كان طبيبا ناجحا، ولكنه وقع في فخ ادمان »السوشيال ميديا» وأهمل مرضاه، وأصبح هو نفسه مريضا. وأصبح يتأخر علي مرضاه بسبب جلوسه 9 ساعات يوميا سابحا في العالم الافتراضي، ومتابعة الفيسبوك، وفي لحظة استيقظ علي كارثة، بعد أن أهمل في عمله، وخسر رواد عيادته.. ولكنه في نفس الوقت لم يستطع ان يعود إلي حياته الطبيعية، وقرر في لحظة استنارة انه يحتاج إلي الالتحاق بهذا المركز، وبدأ العلاج.. الآن نجح بعد أسابيع من الاعداد النفسي ان يخفض عدد ساعات جلوسه علي الفيسبوك إلي عدة ساعات.. ولكنه يعاني بشدة معاناة ربما تزيد علي المعاناة التي يشعر بها المدمن بعد انسحاب المخدر من جسده. أسأل نفسك هل أنت مثل هذا الطبيب؟.. هل تستطيع أو تستطيعي ان تقضي يومك كاملا بدون متابعة زميلاتك، وجاراتك، وجروب العيلة، وجروب النادي و »جروب» زملاء ابنك وابنتك. هل تستطيع ان تبدأ عملك اليوم من دون تصفح جديد »الواتس آب»؟ ربما تكون ممن عافاك الله من هذا البلاء الذي قضي علي البقية الباقية من انسانيتنا، وحول حياتنا إلي مجرد »تاتش» أو لمسة علي شاشة الموبايل. لا أريد أن اتطرق إلي الكتائب الالكترونية الموجودة علي مدار الساعة علي »الأون لاين» تطلق مدافعها تجاه أي شيء وتسفه منه، وتحيطه وتحاصره بالشكوك.. أناس شغلتهم. اكرر شغلتهم، أنهم يدخلون يعلقون ويشتمون ، ويؤججون الفتن، ويفتعلون قصصا مثلا للوقيعة بين المسلمين والمسيحيين، وبين السنة والشيعة، ويضعون »هاشتاجات» مسيئة يرمون فيها كل انجاز للدولة.. هذا أمر يحكمه علم، وراءه أناس محترفة ، مدربة تعمل وفق برامج، وتديرها أجهزة، ولكن اتحدث عن الناس العادية، زيي أنا وأنت، الذين يقيمون الدنيا ب »كوباية الشاي» واللي عنده معزة يربطها و »السنجل مازر» و »الاندرجراوند» السائح الروسي عند الاشقاء في طريق العودة من الامارات كانت أمامي كومة من الصحف والمجلات أوحت لي بعدد من الأفكار.. كان أولها عن مؤتمر السياحة في دبي .. خرج السائح الروسي للأسف ، وذهب إلي إخواننا في الإمارات.. هذا ليس عيبهم ولكن العيب فينا. نفس الأمر بالنسبة للسائح الصيني الذي بدأ يغزو دول العالم المستقبلة للسياحة.. الأرقام مثلا في أبو ظبي تتحدث عن نمو قدره 4٪ في الربع الاول من هذا العام مقارنة بالعام الماضي وأرجعوا هذا بسبب منح التأشيرة لسائحي روسيا والصين عند الوصول، وأظهرت الارقام ان السياح الروس زادوا بنسبة 41٪ والصينيين زادوا بنسبة 48٪ .. وما حدث في أبو ظبي حصل مثله في دبي وزاد عدد السياح الصينيين بنسبة 64٪ والروس بنسبة 106٪ وحقق القطاع السياحي بدبي قفزة 11٪ في الربع الاول بعدما ازالوا كل عوائق سفر سياح أوروبا الغربية.. كل هذه السياسات أسفرت عن زيارة 4.57 مليون سائح لدبي خلال 3 شهور فقط. طيب أين نحن ؟ في نفس الجرائد التي اتصفحها، وكانت 6 جرائد وثلاث مجلات كانت هناك العديد من إعلانات وكلاء السياحة التي تعلن عن برامج سياحية لمواطني ومقيمي منطقة الخليج العربي، لزيارة لندن ، وباريس ، وروما وغيرها من الدول الاوروبية ، وحتي في جنوب شرق آسيا وكانت هناك اعلانات لزيارة لبنان، وتركيا وحتي دول الاتحاد السوفيتي السابقة ولم أجد إعلانا واحدا يدعو لزيارة مصر. أين المشكلة في مصر؟ لا أعلم هل ستبقي روسيا إلي الابد »تلاعبنا»؟ لماذا لا نلعب بكل الملفات التي تحت أيدينا .. ملف أمام ملف.. دنيا السياسة تحكمها المصالح.. »عض قلبي ولا تعض رغيفي».. والادارة الروسية ممثلة في صديقنا الحميم بوتين »سايقة» فيها بدون مبرر مقبول.. واذا كان علي محاربة مصر للارهاب.. فكل دول العالم لم يعد حالها يفرق عن مصر.. كلنا في مواجهة الارهاب سواء! .. إلا مصر تحت الاعلانات التي كانت تدعو لزيارة لبنان مع سويسرا في الصيف كان هناك خبر صادم عن صدور قرار إماراتي بحظر دخول خضراوات وفواكه من 5 دول عربية من بينها للأسف مصر بسبب وجود آثار للمبيدات باكثر من المسموح به.. واعتبارا من شهر مايو، الذي يستظلنا، لن تدخل فواكه أو خضراوات من هذه البلاد إلا بشهادة تثبت خلوها من »المتبقيات»التي تسببها المبيدات باكثر من اللازم. الأمر ليس جديدا ، ومنذ زمن طويل نكتب فيه لخطورته، ولا مجيب ، وإذا كانت هذه الدول تستطيع ان تطبق اشتراطاتها لحماية مواطنيها، فماذا عن المواطنين في الداخل المصري؟ لا أريد أن أصدق علي ما انتهت إليه السلطات الاماراتية فهذا حقها..ولكن لابد أن نأخذ الامر بجدية وصرامة.. ولن أقول أن الامر يحتاج إلي تشريع لمواجهة الامر.. لان لدينا غابة تشريعات .. المهم من يطبق بشرع الله. سبينر انتشرت كالنار في الهشيم أطفال، وشباب .. وحتي كبار سن يمسكونها اسمها »سبينر» لعبة صغيرة تشبه المروحة الصغيرة تستطيع ان تمسكها من المنتصف ، وتدفعها بكف يدك الثانية لتدور.. مبيعاتها بمئات الملايين من الدولارات في منطقة الخليج.. الكل أصبح يمسكها »موضة» صنعوا منها عشرات الاشكال ، بكل الألوان ، ومنها ما يضيء.. وادعوا أن اللعبة.. في سبيل ترويجها، تزيل التوتر والضغط العصبي.. والحقيقة انها تسبب التوتر والضغط العصبي لمن يلاعبها.. ولمن يراقب من يلعب.. كما قلت الأمر سبب مشكلة، للمدارس هناك إلي الحد الذي أصبحت فيه ادارات المدارس تفتش شنط التلاميذ ومن تجد معه هذه اللعبة تسحبها وتستدعي ولي أمره، لانها تسببت في انصراف التلاميذ عن دراستهم. نعيش في عالمنا العربي وموقعنا من الاعراب هو مفعول به .