مصر فوق الجميع هذا هو ما نحتاجه في المرحلة القادمة، فيجب ان تتوحد الكلمة تحت شعار واحد هو خدمة مصر ومصلحتها فهي الباقية الخالدة وكلنا زائلون. وحتي تتوحد الأهداف والكلمة ما احوجنا الي المشروعات القومية الحقيقية التي يلتف حولها الشعب خاصة الشباب فهم الطاقة الكبري التي يمكنها ان تقترح وتخطط وتنفذ فما حققوه خلال الثورة معجزة بكل المقاييس ولا مانع ان نطرح علي هؤلاء الشباب المشاركة بالأفكار في المشاريع التي تحتاجها مصر وأولوياتها وكيفية التنفيذ والتطبيق. استوقفني علي حديث المشاريع القومية ذلك التراشق غير المباشر حول مشروع ممر التنمية الذي اقترحه العالم المصري الكبير فاروق الباز باعتباره مشروعا قوميا لمصر والذي قدم التصور لكيفية تنفيذه ومصادر تمويله وفرص العمل التي سيوفرها وما يحققه للاقتصاد القومي وما يستهدفه من نقل مصر لمصاف الدول الكبري كدول شرق آسيا وهو مشروع في رأيه تأخر كثيرا.. واعتراض الدكتور ممدوح حمزة الاستشاري الكبير المعارض والذي أكد عدم الجدوي الاقتصادية للمشروع وان هناك عشرات المآخذ الهندسية والفنية والاقتصادية تستدعي مناقشته وطرحه علميا قبل ان نقدم عليه وتضيع فيه مواردنا كما اضعناها في مشاريع أخري لم نجن منها أي طائل. وبنفس المنطق ما اعلنه الدكتور الباز من اعتراض علي تنفيذ و طرح مشروع إنشاء محطة نووية لتوليد الطاقة الكهربائية حيث أكد من وجهة نظره ان مصر غير مؤهلة للطاقة النووية وان إنشاء مفاعل في منطقة الضبعة هو قرار سياسي غير مدروس نقلد فيه إيران فقط دون مراعاة لكل المحاذير الخطيرة رغم موافقة خبراء آخرون عليه. هذا التعارض يجعلني اتساءل هل تقاس درجة اختيارنا وتنفيذنا للمشاريع القومية بهذه الطريقة غير المدروسة لرأي هنا أو آخر هناك، لقد عانينا من المشروعات التي اطلقنا عليها صبغة القومية ثم اكتشفنا اننا وقعنا في فخ تفاهتها! إذا كان الأمر يتعلق بمشروع قومي نقترحه فنحن نحتاج إلي رأي الخبراء والمتخصصين والعلماء في مجموعات وقبل هذا وذاك رأي الشعب صاحب المصلحة فنحن لن نقبل مشروع ممر التنمية حبا في الدكتور فاروق الباز العالم الكبير الذي نحترمه ونجله ونقدره رغم انه درسه جيدا وقدمه لمصر ولن نرفضه لكون الدكتور ممدوح حمزة السياسي الكفء المعارض انتقده وهاجمه وقال انه لا جدوي اقتصادية منه فلكل رأي تقديره واحترامه ولكن الأمر لا يتعلق بالباز ولا بحمزة ولكن يتعلق بمصر. يجب ان نبحث بعد استقرار الأوضاع علي آلية نحدد بها مشاريعنا القومية ومدي حاجاتنا إليها، المشاريع التي تخدم مصر وليست مشاريع الشو الاعلامي. لقد وقفت مصر خلف المشروع القومي لبناء السد العالي الذي حماها من الجفاف.. ووقفت خلف المشروع القومي لإنقاذ آثار النوبة وكانت مصلحة مصر أولا وأخيرا هي الدافع لتنفيذ المشروعين. أعتقد اننا في حاجة إلي مثل هذه المشاريع القومية التي تخدم كل الشعب ولكننا قبل هذا يجب ان نكون صرحاء مع النفس وان نشكل لجاناً لمناقشة كل المشروعات التي قدمت علي مدي العقود الثلاثة السابقة لماذا لم ينجح أي منها في حل مشاكلنا؟ ولماذا لم يقدم لمصر تقدما نحتاجه رغم انها استنفدت عشرات المليارات من الميزانية التعبانة اصلا دون عائد يذكر؟ مصر وحدها صاحبة المصلحة في تحديد مشاريعها القومية وليس من حق أي إنسان ان يتحدث باسم مصر فهي وحدها التي تتحدث عن نفسها وهي قادرة بعد ان نفضت قيودها ان تختار بحرية كاملة.