وقائع واحداث القمة 501 التي جرت بين الاهلي والزمالك يوم الجمعة الماضي ستلقي بظلالها وتترك بصماتها علي التوجهات والرؤي الفنية لاجهزة المنتخبات الوطنية وعلي القوائم والاختيارات الدولية في الفترة القادمة استعدادا للقاءات والمباريات الرسمية والودية.. شهدت هذه القمة سطوع نجوم موهوبة وتألق مهارات عديدة.. وبالمقابل ايضا واكبت أداء باهتا وأفول شموس وخفوت كواكب طالما اضاءت ببريقها وفيضها جنبات الساحة الرياضية وحجزت اماكن ومنازل فخيمة في كل التشكيلات والمناسبات. تباينت الاسباب التي غاب بفعلها كل من احمد فتحي وهاني سعيد عن اللقاء.. اصابة الاول بشبه تمزق في العضلة الضامة جعلته يبتعد لاسباب اضطرارية ستختفي بزوال المؤثر وسرعان ما يشفي من اصابته ويعود لمكانته ومكانه المحجوز الذي يفرض نفسه وبقوة عليه لما يتسم به من مقومات وقدرات بدنية ومهارية يصعب ان تتوفر في فريق حاليا.. اما غياب هاني سعيد فجاء علي النقيض تماما حتي ولو كانت خلفيته حوارات غير ناضجة جرت بينه وبين مديره الفني حسام حسن حول مستحقاته المالية.. فحتي قبل هذا الحوار الذي لم يرض المدير الفني لم يكن ليستعمل قدراته ولا يستفيد من خبراته إلا كبديل لبعض الوقت ولظروف ومجريات تفرضها امور طارئة في كل مباراة.. ولاشك ان اختلاف وجهات النظر بين المسئولين الفنيين في المنتخب والزمالك سيكون لها ظلال ولو خافتة علي المستقبل الفني لاحد مدافعي منتخب مصر الاساسيين والذي طالما كان المعلم حسن شحاتة يعتبره »جوكر« يحتاجه في كل تشكيلاته مع كل مبارياته المهمة. تحول اساسي تألق بعض النجوم وظهورهم بمستوي مبهر وتخليهم عن بعض الاخطاء والعيوب التي ابعدتهم عن التشكيل الاساسي في المنتخب في السابق سيفرضهم بقوة علي هذه المواقع في المستقبل القريب.. يأتي في مقدمة هؤلاء اللاعب الموهوب شيكابالا كان نجم المباراة الاول وبفاصل فني شاسع عن بقية اقرانه.. واتسم اداء شيكابالا بالسرعة الفائقة.. والمهارة العالية.. والايجابية المؤكدة تسبب بحركاته النشطة في بث الرعب في نفوس كل المدافعين المنافسين.. وتمكن من مد زملائه بالتمريرات المتقنة التي اوصلتهم بخطورة فائقة الي مرمي المنافس.. ولم يكتف بالتحرك السريع او التسديد القوي او التمرير المتقن.. وانما ادي كل الادوار المطلوبة منه هجوميا ودفاعيا من مساندة لتكثيف هجومي لضغط دفاعي.. ولاشك ان شيكا بعد التحسينات والتعديلات يستحق ان يتحول من القائمة البديلة إلي الأساسية ولو حتي علي حساب بعض الركائز التي لم تخل كل القوائم السابقة منها امثال ابوتريكة. من بين هذه النجوم الساطعة التي افرزتها وقائع القمة 501 محمود فتح الله الذي كان صمام أمن وامان لفريقه وتحلي بالقدرات البدنية والفنية العالية وشارك في الهجمات كلما سنحت الفرصة لمساعدة زميله المستحوذ علي الكرة بل والانتقال من نصف ملعبه الي الملعب المقابل في سرعة خاطفة..ويحسب لفتح الله استعادة كل قدراته بالرغم من عودته من الاصابة التي ابعدته لفترة عن المباريات وكانت مشاركته محل شك حتي قبيل بدء اللقاء.. ولا يمكن لتألق وتعملق فتح الله ان يغني او يغلق الباب امام خبرة وكفاءة وجدية وائل جمعة. الذي لم يلق اية معونات او مساعدات من زملائه في الدفاع الاحمر ومع ذلك نجح بخبرته وكفاءته في اجتياز فريقه لفترة الارتباك الشديدة التي صادفته خاصة في الربع ساعة الاولي والتي اوشكت الشباك فيها علي استقبال العديد من الاهداف واقتصرت علي هدف وحيد.. يأتي مع فتح الله وجمعة من بين المتألقين الدوليين محمد عبدالشافي الذي تحلي باللياقة والكفاءة العاليتين وقام بتوزيع جهده وطاقته علي كل فترات المباراة للدرجة التي مكنته من احراز هدف فريقه الثالث قبل انتهاء الوقت الاصلي بعدة دقائق واسهم بقدر هائل في ترجيح كفة الابيض. هذا علي مستوي المدافعين.. اما اذا انتقلنا الي المهاجمين فإن محمد بركات يستحق ان يتحول بما قدمه من أداء وما تحلي به من سرعة وايجابية ومهارة إلي القائمة الاساسية الدولية.. بركات لم يكتف بأن يكون نجم فريقه الاوحد فحسب وانما كان محور ومركز الخطورة الدائم وتصرف بدقة واتقان مع كل الكرات التي وصلته كما تعاون مع زملائه بعمق واثمر هذا التعاون عن هدفين علي الاقل من الثلاثة التي احرزها الفريق.. ويأتي مع بركات القناص الخطير عماد متعب الذي اختلف اداءه علي مدار الشوطين.. فبينما كان الاخطر والانشط والافضل في الأول.. خفت بريق وتضاءلت خطورته في الشوط الثاني.. غير ان متعب يظل المهاجم القادر علي ارباك وتشتيت الحصون الدفاعية وبث الزعر والرعب في نفوس المدافعين. حال مستوي بعض النجوم الشهيرة الموهوبة يدعو للتذكر والتفكر والتندر.. يأتي علي قمة هؤلاء امام الموهوبين ابوتريكة الذي لم يستعد مستواه او يسترد حساسيته فمنذ غيابه للاصابة التي لحقت به منذ فترة طويلة.. ويبدو ان ابوتريكة لم يشف تماما من آلامه.. أو علي الاقل يتأثر بظلال تلك الاصابة ويخشي عودتها.. من جديد.. ولذلك فقد انعكس هذا الخوف وتلك القتامة علي كل مردود ابوتريكة من تمرير لتسديد لانطلاقة لمراوغة.. ولا اعتقد انه يكفي لرائحة الورد التي يحتفظ بها أبوتريكة ان تعوض المنتخب عن ذبوله.. اما احمد حسن فلا احد يستطيع ان يتغافل او يتعامي عن حُسن قيادته للمنتخب داخل وخارج الملعب.. لكن هذه القيادة تحتاج لجهود غزيرة من حسن لاستعادة مستواه والتحلي بالمقومات المهارية والبدنية التي فرضته علي كل التشكيلات السابقة. يبقي ان نقول ونشير إلي ان القمة افرزت لاعبا موهوبا مثل ابراهيم صلاح الذي يقوم بدور الجندي المجهول في الزمالك.. يشكل خطا دفاعيا منفردا وسط الملعب.. ويقوم بكل الادوار الهجومية والدفاعية حتي اللحظات الاخيرة من المباراة.. لا ينقص هذا الشاب الموهوب الا سمة من الخبرة وقليل من الصقل ليصبح ركيزة اساسية في خط وسط المنتخب في القريب.