هو أحد أعمدة العمل التنفيذي في مملكة البحرين .. عمل منذ سبعينيات القرن الماضي مديرا عاما لمكتب رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة وتولي في التسعينيات وزارة شئون مجلس الوزراء، وصفه الوزير الراحل ممدوح البلتاجي - وزير السياحة وبعدها الإعلام بأنه نصف مجلس الوزراء في البحرين بعد ان تولي وزارة الإعلام والثقافة والسياحة ومسئولية البيئة بالاضافة إلي شئون مجلس الوزراء.. محمد المطوع وزير شئون مجلس الوزراء في مملكة البحرين قد لا يعلم الكثيرون انه ابن جامعة الإسكندرية وأحد خريجيها بعد حصوله علي ليسانس اداب فلسفة. التقته »الأخبار» خلال زيارة سريعة للقاهرة للمشاركة في احتفال الجامعة العربية بإهداء درع الريادة في العمل التنموي للأمير خليفة بن سلمان رئيس الوزراء البحريني .. تعددت محاور الحوار حول مستلزمات التنمية في مصر ومقوماتها في البحرين ونجاح تجربة مملكة البحرين في مواجهة الإرهاب ومكافحة التدخلات الإيرانية. • كيف تري تكريم الجامعة العربية للشيخ خليفة بن سلمان ومنحه درع ريادة العمل العربي التنموي؟ - نشكر ونثمن مبادرة الجامعة العربية لتكريم ومنح درع ريادة العمل التنموي لأي رمز عربي خاصة أن الجائزة ستكون سنوية ، ونفتخر ان يكون أول من حصل علي الدرع رئيس وزراء البحرين الشيخ خليفة بن سلمان لدوره في التنمية البحرينية ودعما لمواقفه العربية لدفع العمل العربي التنموي ، كما أن اختياره لمنحه الدرع يسعدنا ، وهو يقدر ذلك ويعتبر التكريم من أكبر الجوائز التي نالها وأقربها إلي قلبه لأنه من الجامعة العربية ، وأن تختار الجامعة الشيخ خليفة ليكون هو أول من يحصل علي الدرع فهو دليل علي توجه جديد للجامعة العربية باهتمامها بمسار التنمية قبل أي نشاط آخر سياسي أو غيره ، واذا توجهنا في هذا الإطار واعتبرناه مقدمة لنشاط عربي تنموي ووضعنا برنامجا عربيا اقتصاديا مشتركا يتفق عليه العرب بينهم سيكون ذلك خطوة رائدة في الاتجاه الصحيح لدعم النشاط الاقتصادي العربي المشترك. علاقات قوية وما تقييمك للعلاقات المصرية - البحرينية ؟ - دائما ما كانت العلاقات المصرية البحرينية قوية ، ولم تهتز في يوم من الأيام وفي أغلب الاوقات التي كانت تقع البحرين في مصاعب خاصة فيما يتعلق بعلاقتها بإيران كانت مصر دائما في محل مسئولية عن الوضع البحريني بحكم أنها الشقيقة الكبري ، ولذلك موقفها من التدخلات الخارجية ضد البحرين دائما كان إلي جانب البحرين ودعمه منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وما قبله وما بعده وما زلنا نشعر بمواقفها الإيجابية تجاهنا ، العلاقات جيدة ولم تنقطع ودائما علي تواصل إلا في فترات قليلة جدا قبل حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي ، ونؤمن أن مصر بوابة الاستقرار في المنطقة خاصة فيما يتعلق بالوضع الأمني الذي تمر به المنطقة ومحاولات الإرهاب التي تحاول أن تنال من المنطقة والحمد لله مصر خرجت من مرحلة غاية في الصعوبة إلي مرحلة يمكن أن تبني عليها مستقبلا اقتصاديا جيدا. هل انت راض عن مستوي العلاقات الاقتصادية والتجارية؟ - علي المستوي الاقتصادي مطلوب من مصر عدة امور ليس بهدف جذب الاستثمارات البحرينية وحسب ، لكن لجذب الاستثمار العالمي مثل القوانين المناسبة وتوفير المناخ الاقتصادي ، واعتقد أن مصر بدأت في ذلك بالفعل عن طريق تعويم الجنيه الذي أعتبره بداية لتشجيع الاستثمار ، أما بشأن الاستثمار البحريني في مصر فهو متواجد بالفعل خاصة أن البحرين مركز لبنوك خليجية كثيرة ولديها هي الأخري استثمارات في مصر ، انما بشكل عام مصر لديها فرص كبيرة لجذب الاستثمارات الخارجية وعليها ان تعمل لتشجيع تلك الاستثمارات واقول ان مصر عليها أن تقوم بتحسين الأرضية المناسبة للاستثمار وتبسيط الإجرءات خاصة القضائية منها التي من شأنها جذب الاستثمار الاجنبي لها في ظل الامكانيات المميزة التي تملكها مصر من حياة عصرية ومستوي تعليمي عال ، وقوي عاملة علي أعلي مستوي خاصة الشباب المصري الذي أراه مبهرا ، وتحدثت معهم بالمناسبة في كافة المجالات سواء اقتصادية او سياسية ومتفائل جدا بالطاقة الشبابية ، وإنما المطلوب لدعم ذلك تسهيل الإجراءات الحكومية حتي تستطيع جذب الاستثمارات ليرتفع مستوي دخل الفرد وهي الرهان علي عمل اي حكومة. التعاون العربي شاركت في بناء نهضة البحرين علي مدار 4 عقود من خلال مواقعك الوزارية المختلفة في مملكة البحرين ، ماذا تحتاج المنطقة لتحقيق التقدم بكافة المجالات؟ - التعاون العربي المشترك هو مفتاح تحقيق التنمية في المنطقة ويجب التمسك به ، والجامعة العربية رمز من رموز العمل العربي واي إضعاف للجامعة إضعاف للمنظومة العربية ويجب ان يكون العمل العربي المشترك من خلال عدة عناصر أهمها المصالح العربية وأن يكون هناك برنامج اقتصادي مبني عليه مستقبل الدول وأن ينظر للعالم العربي كوحدة واحدة مبنية علي العلاقات العربية المشتركة. ما ملامح تجربة البحرين التنموية والتي ساعدتها علي ان تحتل مرتبة متقدمة في كل التقارير الدولية الخاصة بهذا المجال ؟ - البحرين دولة قليلة الموارد لكن لديها أشقاء لهم ثقلهم الاقتصادي واستطاعت البحرين أن تستغل هذه الميزة وتجعل من سياستها وبرامجها فرصة لجذب الاستثمارات الخليجية اولا والعالمية ثانيا ، وبالتالي فمنذ السبعينيات كان توجه الحكومة في ذلك الوقت برئاسة الامير الراحل الشيخ عيسي أن يجعل من البحرين مركزا للخدمات المصرفية وأن تكون مكانا جاذبا للاستثمار وهو ما تحقق ، واليوم في عهد جلالة الملك حمد بن عيسي استمرت الرؤية في ان تكون البحرين مركزا للاستثمارت العالمية والعربية والعمل علي جذب رءوس الأموال والشركات العالمية ، وتم إنشاء مجلس التنمية الذي له دور أساسي في وضع رؤية البحرين للتنمية حتي عام 2030 وجعل البحرين مركزا للخدمات الاستثمارية لتحسين طرق المعيشة للمواطنين من خلال رفع مستوي الاستثمار الداخلي ، وبتوجيه الملك حمد بن عيسي خطونا خطوات كثيرة ونجد الأن الاستثمارات متنوعة وشركات عالمية كثيرة تطلب أن يكون مركزها في البحرين سواء أجنبية او خليجية مثل شركة “الأمازون” التي اتخذت من البحرين مركزا اساسيا لها في المنطقة وتنوعت الشركات وفي الحقيقة دور مجلس التنمية بقيادة ولي العهد وإشراف الحكومة استطاع السير بنفس الاتجاه لتحسين أرضية الاستثمار بتحسين الاداء الحكومي والإجراءات. وكيف تفسر دائما محاولات الضغط علي البحرين عن طريق إثارة المغالطات حول ملف حقوق الإنسان؟ - ملف حقوق الإنسان ملف سياسي يثار في أوقات معينة ويهدأ في وقت آخر ، والبحرين جزء من المنظومة العربية الخليجية واذا ضغط علي البحرين فليست المقصودة لكن المقصود هو مجلس التعاون ومن خلال البحرين يضغطون علي المجلس ، لذلك أنا حقيقة لا اهتم برأي المنظمات الدولية بقدر ما نهتم بتحسين أوضاع حقوق الانسان في الداخل ونجتهد في ذلك عن طريق إدارة التظلمات وإدارة مكافحة الفساد والادارات الداخلية والجوانب الأمنية وتحسين الأداء القضائي ، ولكن في نفس الوقت نجد ضغوط العمليات الارهابية تجعلنا نشدد القبضة القضائية والأمنية والتجريم للقائمين علي الأعمال الارهابية ، وحقوق الانسان نراعيها ولكن التعامل مع المجرمين ضروري. كيف نجحت البحرين في احتواء خطر الإرهاب ، وما تقييمك للتعاون علي المستوي العربي لمكافحته؟ - مكافحة الإرهاب ليست فقط أمنية ، ودائما الارهابيون أقلية فلابد من عزلهم حتي تستطيع مواجهتهم ، ونحن حسنا ظروف المواطنين والشعب عموما وشعروا بحقوقهم وحريتهم ووفرنا لهم متطلبات الحياة ونجحنا عن طريق ذلك في عزل الإرهابيين وصعبنا التعامل معهم ، اما التعاون علي المستوي العربي والدولي فيجب ان يكثف علي المستوي المعلوماتي والمخابراتي ولكن البداية لابد من التجربة الخاصة اولا لأن كل دولة لها ظروفها وانما كمبادئ فإن التعاون الدولي مهم جدا والأهم هو توفير الحقوق الأساسية للمواطنين حتي تعزل الارهابيين في زاوية يصعب التعامل معهم. عواصم عربية علي المستوي الاقليمي تظل البحرين احدي ساحات مواجهة المخطط الإيراني ، كيف تتعامل البحرين مع التدخلات الإيرانية ؟ - تعاملنا مع إيران ليس جديدا ومطالبها معروفة وتدخلاتها قديمة ، وإيران اذا ارادت أن تحمي كل الشيعة في العالم فهذا غير مقبول ، الشيعة في العالم هم مواطنون في دولهم وليس بيننا وبين إيران إلا القانون والجيرة المحترمة ويجب عليهم احترام سيادتنا ونحن نحترم سيادتهم ولا نريد منهم شيئا.. طهران تدخل في دول كثيرة وهم اعلنو انهم سيطروا علي 4 عواصم عربية ، وهل يقبل ذلك ؟.. نحن بيننا وبينهم جيرة لا يمكن إنكارها لأنها جغرافية واحترام الجار اساس العلاقة ، وفي فترات كانت التجارة مفتوحة بيننا والتعاون مشتركا ولكن عندما تقول انها مسئولة عن نصف شعب البحرين فمن يقبل ذلك؟! هل هناك مخاوف من الإداراة الامريكية الجديدة؟ - نحن نتعامل مع مؤسسات وليس مع أشخاص وعلاقتنا بأمريكا تاريخية والانتخابات شأن داخلي وأي رئيس يأتي نتعامل مع الدولة بشكل يراعي المصالح والاتفاقيات ونتمني ان يكون ترامب متفهما للقضايا العربية بشكل عام وقضايا المنطقة والتدخلات الإيرانية فيها ، ومتي تفهم ذلك فنحن نطمئن. هل البحرين أكثر شعورا بالاطمئنان خاصة بعلاقته مع إيران ؟ - نحن لا نستطيع أن نري شيئا علي الواقع ، لكن يمكننا القول ان موقف اوباما كان سيئا وعقد اتفاقا نوويا مع إيران لا نعرف تفاصيله واشتد تدخل إيران في شئون العرب والخليج من اليمن إلي العراق ، والان ترامب أعلن أنه سيعيد النظر في الاتفاق والتدخلات الإيرانية في شئون الدول الاخري وهذه اقوال نرحب بها وننتظر الفعل ، ودائما متفائلون. هل يمكن التعويل علي بريطانيا لبناء أرضية مشتركة للمصالح مع الخليج خاصة ان رئيسة وزراء بريطانيا شاركت في القمة الاخيرة لمجلس التعاون في المنامة ؟ - طبعا علاقتنا ببريطانيا جيدة ورئيسة وزراء بريطانيا قالت كلمة في مجلس التعاون رحبنا بها ، وهي أبدت رغبة بلادها في استمرار التعاون مع دول الخليج. المستوي الشعبي البحرين جزء من منظومة دول مجلس التعاون الخليجي كيف تري من خلال ذلك البعد نهاية الازمة اليمنية؟ - العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي واليمن تاريخية وهناك حرص علي تلك العلاقات علي المستوي الشعبي من خلال التواجد الواسع للجاليات اليمنية في البحرين ودول مجلس التعاون ويعاملون معاملة جيدة جدا ، كما ان اليمن مشترك في لجان عديدة لمجلس التعاون بمعني انه يعتبر شبه أن يكون عضوا في المجلس ، وفي نفس الوقت نجد تدخلا إيرانيا عميقا لدعم مجموعة قليلة من اليمنيين لإزعاج او تغيير النظام في اليمن وإزعاج الجيران ، فهل نقبل بذلك؟! ونحن مع اليمن ونتفاهم مهما كان النظام الموجود ولكن لن نقبل بالتدخل الإيراني لاستغلال فئة صغيرة لإزعاج المنطقة ونأمل أن تتمكن الشرعية في البقاء وإدارة اليمن وأن تعود الأطراف التي تستقوي بالسلاح الإيراني إلي رشدهم ويعيشوا كبقية اليمنيين في وطنهم. هل تري أن الشيعة العرب يمكن التعويل عليهم لمواجهة التدخل الإيراني ؟ - هم مواطنون يريدون الحفاظ علي استقرار بلادهم ، كالعراق التي بها طوائف عديدة أدركوا أن من مصلحتهم أن يعيشوا في موطنهم في استقرار ، إلا فئة قليلة جدا تريد أن تعيش كاتباع لإيران ، هذه الحالة تقول ان الشيعة العرب عندما يشعرون ويعرفون أن التغول الإيراني لا يريد مصلحتهم كما يدعي إنما يريد تحقيق المصالح السياسية خرجوا في مظاهرات للتنديد بتدخلات إيران وهو ما نعول عليه بإدراك الشيعة العرب أن إيران تريد ان تستعبد الشعية في الدول العربية ، ولا يمكن للشعب العراقي الأبي بسنته وشيعته وكل طوائفه أن تتغول عليه إيران.