حريق يلتهم 4 أفدنة قمح في قرية بأسيوط    متحدث الصحة عن تسبب لقاح أسترازينيكا بتجلط الدم: الفائدة تفوق بكثير جدًا الأعراض    بمشاركة 28 شركة.. أول ملتقى توظيفي لخريجي جامعات جنوب الصعيد - صور    برلماني: مطالبة وزير خارجية سريلانكا بدعم مصر لاستقدام الأئمة لبلاده نجاح كبير    التحول الرقمي ب «النقابات المهنية».. خطوات جادة نحو مستقبل أفضل    ضياء رشوان: وكالة بلومبرج أقرّت بوجود خطأ بشأن تقرير عن مصر    سعر الذهب اليوم بالمملكة العربية السعودية وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الأربعاء 1 مايو 2024    600 جنيه تراجعًا في سعر طن حديد عز والاستثماري.. سعر المعدن الثقيل والأسمنت اليوم    تراجع أسعار الدواجن 25% والبيض 20%.. اتحاد المنتجين يكشف التفاصيل (فيديو)    خريطة المشروعات والاستثمارات بين مصر وبيلاروسيا (فيديو)    بعد افتتاح الرئيس.. كيف سيحقق مركز البيانات والحوسبة طفرة في مجال التكنولوجيا؟    أسعار النفط تتراجع عند التسوية بعد بيانات التضخم والتصنيع المخيبة للآمال    رئيس خطة النواب: نصف حصيلة الإيرادات السنوية من برنامج الطروحات سيتم توجيهها لخفض الدين    اتصال هام.. الخارجية الأمريكية تكشف هدف زيارة بليكن للمنطقة    عمرو خليل: فلسطين في كل مكان وإسرائيل في قفص الاتهام بالعدل الدولية    لاتفيا تخطط لتزويد أوكرانيا بمدافع مضادة للطائرات والمسيّرات    خبير استراتيجي: نتنياهو مستعد لخسارة أمريكا بشرط ألا تقام دولة فلسطينية    نميرة نجم: أي أمر سيخرج من المحكمة الجنائية الدولية سيشوه صورة إسرائيل    جونسون: الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين داخل الجامعات الأمريكية نتاج للفراغ    قوات الاحتلال تعتقل شابًا فلسطينيًا من مخيم الفارعة جنوب طوباس    استطلاع للرأي: 58% من الإسرائيليين يرغبون في استقالة نتنياهو فورًا.. وتقديم موعد الانتخابات    ريال مدريد وبايرن ميونخ.. صراع مثير ينتهي بالتعادل في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    معاقبة أتليتيكو مدريد بعد هتافات عنصرية ضد وليامز    موعد مباراة الأهلي والإسماعيلي اليوم في الدوري والقنوات الناقلة    عمرو أنور: الأهلي محظوظ بوجود الشناوي وشوبير.. ومبارياته المقبلة «صعبة»    موعد مباريات اليوم الأربعاء 1 مايو 2024| إنفوجراف    ملف رياضة مصراوي.. قائمة الأهلي.. نقل مباراة الزمالك.. تفاصيل إصابة الشناوي    كولر ينشر 7 صور له في ملعب الأهلي ويعلق: "التتش الاسطوري"    نقطة واحدة على الصعود.. إيبسويتش تاون يتغلب على كوفنتري سيتي في «تشامبيونشيب»    «ليس فقط شم النسيم».. 13 يوم إجازة رسمية مدفوعة الأجر للموظفين في شهر مايو (تفاصيل)    بيان مهم بشأن الطقس اليوم والأرصاد تُحذر : انخفاض درجات الحرارة ليلا    وصول عدد الباعة على تطبيق التيك توك إلى 15 مليون    إزالة 45 حالة إشغال طريق ب«شبين الكوم» في حملة ليلية مكبرة    كانوا جاهزين للحصاد.. حريق يلتهم 4 أفدنة من القمح أسيوط    دينا الشربيني تكشف عن ارتباطها بشخص خارج الوسط الفني    استعد لإجازة شم النسيم 2024: اكتشف أطباقنا المميزة واستمتع بأجواء الاحتفال    لماذا لا يوجد ذكر لأي نبي في مقابر ومعابد الفراعنة؟ زاهي حواس يكشف السر (فيديو)    «قطعت النفس خالص».. نجوى فؤاد تكشف تفاصيل أزمتها الصحية الأخيرة (فيديو)    الجزائر والعراق يحصدان جوائز المسابقة العربية بالإسكندرية للفيلم القصير    حدث بالفن| انفصال ندى الكامل عن زوجها ورانيا فريد شوقي تحيي ذكرى وفاة والدتها وعزاء عصام الشماع    مترو بومين يعرب عن سعادته بالتواجد في مصر: "لا أصدق أن هذا يحدث الآن"    حظك اليوم برج القوس الأربعاء 1-5-2024 مهنيا وعاطفيا.. تخلص من الملل    هل حرّم النبي لعب الطاولة؟ أزهري يفسر حديث «النرد» الشهير (فيديو)    هل المشي على قشر الثوم يجلب الفقر؟ أمين الفتوى: «هذا الأمر يجب الابتعاد عنه» (فيديو)    ما حكم الكسب من بيع وسائل التدخين؟.. أستاذ أزهرى يجيب    هل يوجد نص قرآني يحرم التدخين؟.. أستاذ بجامعة الأزهر يجيب    «الأعلى للطرق الصوفية»: نحتفظ بحقنا في الرد على كل من أساء إلى السيد البدوي بالقانون    إصابات بالعمى والشلل.. استشاري مناعة يطالب بوقف لقاح أسترازينيكا المضاد ل«كورونا» (فيديو)    طرق للتخلص من الوزن الزائد بدون ممارسة الرياضة.. ابعد عن التوتر    البنك المركزي: تحسن العجز في الأصول الأجنبية بمعدل 17.8 مليار دولار    نصائح للاستمتاع بتناول الفسيخ والملوحة في شم النسيم    "تحيا مصر" يكشف تفاصيل إطلاق القافلة الإغاثية الخامسة لدعم قطاع غزة    القوات المسلحة تحتفل بتخريج الدفعة 165 من كلية الضباط الاحتياط.. صور    أفضل أماكن للخروج فى شم النسيم 2024 في الجيزة    اجتماعات مكثفة لوفد شركات السياحة بالسعودية استعدادًا لموسم الحج (تفاصيل)    مصدر أمني ينفي ما تداوله الإخوان حول انتهاكات بسجن القناطر    رئيس تجارية الإسماعيلية يستعرض خدمات التأمين الصحي الشامل لاستفادة التجار    الأمين العام المساعد ب"المهندسين": مزاولة المهنة بنقابات "الإسكندرية" و"البحيرة" و"مطروح" لها دور فعّال    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أول حوار مع المستشار حسني عبدالحميد أشهر مساعد للمدعي العام الاشتراكي السابق
محاكمة هشام طلعت مصطفي تمت اضطرارا لمنع تسليمه إلي حكومة دبي
نشر في الأخبار يوم 14 - 04 - 2011

فتحي سرور عطل الدستور 81 شهرا حتي يستفيد مكتب المحاماه الذي يديره نجله
المستشار حسني عبدالحميد مساعد المدعي العام الاشتراكي السابق يحمل صندوق أسرار مرحلة خصبة وخطيرة من تاريخ مصر المعاصر كان هو طرفا في كثير من احداثها باعتباره ممثل المجتمع في الدفاع عن حقوقه ومكتسباته.. ودخل في مواجهات عاصفة في قضايا فساد وتربح ابطالها مشاهير كان لهم اسماء رنانة في حياتنا السياسية والاقتصادية. ورغم ان الرئيس السابق حسني مبارك كان معجبا به بسبب مرافعاته النارية ضد اسرة شقيق الرئيس الراحل انور السادات واختاره بعد ذلك لتولي رئاسة جهاز المدعي العام الاشتراكي إلا ان حوارا صحفيا معه نشره الكاتب الصحفي محسن محمد عكر مزاج الرئيس بسبب جرأته وتجاوزاته فأوقف اجراءات تعيينه! وفي مكتبه البسيط بالعجوزة التقيت المستشار حسني عبدالحميد بعد غيبة سنوات طويلة.. فقد كنت اتابعه كصحفي في فترة المحاكمات الشهيرة لعصمت السادات ورشاد عثمان وعبدالعزيز سليمان ثم انقطعت الصلة بسبب تقاعده واشتغاله بالمحاماة وكان اللقاء مفعما بالاسرار والاخبار بعد هذه الغيبة فكشف عن سر تحول د. فتحي سرور وقبوله لدور المدعي العام الاشتراكي بعد ان كان اشد المعادين لوجوده، وكشف عن اسرار حالة الاضطرار التي دفعت الدولة لمحاكمة هشام طلعت مصطفي والسيناريو المقرر لاخلاء سبيله بعد محاكمته صوريا. كما كشف عن دور عاطف عبيد في افشال مشروع حديد اسوان لحساب أحمد عز ومحمد أبوالعينين والعديد من الاسرار والأخبار وإلي الحوار:
أولا ما رأيك في الرسالة الصوتية التي ارسلها حسني مبارك الي الشعب ليؤكد طهارة يده وعدم وجود حسابات له خارج مصر؟
- حديث مبارك جاء بناء علي نصيحة محاميه الانجليزي بأن يمهد قبل التحقيق معه ليكسب تعاطف البسطاء من الجمهور بادعاء انه لا يملك شيئا واستعداده لمساعدة أجهزة التحقيق. ولكن هذه الحركة لم تأت بأثرها المرجو بل سببت حالة من الاستفزاز للناس الذين اطلعوا علي بيانات حكومية من امريكا وانجلترا وسويسرا بأنها تحفظت علي ممتلكات وحسابات خاصة بأسرة مبارك.. بل وأدي هذا البيان الي فتح شهية العارفين لاسرار اسرة مبارك لتقديمها الي أجهزة التحقيق.
ولكن التحقيق تأخر طويلا وربما لو تم البدء بأسرة مبارك لتراجع الكثير من مناهضي الثورة عن اظهار العداء لها؟
- النيابة لا يمكنها ان تبدأ تحقيقات وتنجح فيها قبل ان تتوافر لدي المحققين كل التحريات والمعلومات والادلة الدامغة حتي اذا ما تم استدعاء مبارك واسرته يمكنها اتخاذ القرار. لذلك ربما تأخر استدعاؤهم بعض الشيء ومعلوماتي ان هناك بيانات حديثة اعدتها الاجهزة الرقابية عن ممتلكات حسني مبارك واسرته وقد تجمعت هذه التقارير حاليا أمام النيابة.
محاكمة هشام
تردد ان محاكمة هشام طلعت في قضية مقتل سوزان تميم كانت مجرد »قرصة ودن« شديدة ورسالة لغيره من رجال الاعمال حتي لا يسيئوا للمناخ الذي صنعهم؟
- هشام طلعت مصطفي لم يكن مقررا محاكمته اصلا، فالجريمة وقعت خارج مصر وكان ممكنا تجاوز الشبهات حوله ولكن الحكومة المصرية اضطرت الي هذه المحاكمة اضطرارا عندما طالبت حكومة دبي بتسليمه لها والقانون الدولي يعطيها الحق في ذلك قطعا إلا إذا كان هشام طلعت محل محاكمة في بلده.. وقتها فقط يمكن لمصر ان تمتنع عن تسليمه. لذلك فقد جاءت محاكمته اضطرارية.. وتم إعداد اجراءات التحقيق في 9 ساعات وتحددت اول جلسة للمحاكمة الجنائية له بعد عشرة أيام واكاد اجزم ان السيناريو كان معدا للافراج عنه بعد الجلسة الاولي إلا ان الاحداث خرجت عن السيطرة وتصدي القضاء المصري المحترم للقضية بكل جدية وحزم.
هل كان هناك تداخلات؟
- نعم.. التدخلات حصلت فعلا ولا اذيع سرا ان صفوت الشريف كرئيس مجلس الشوري كان من ابرز المدافعين عنه واتصل بالنائب العام وادعي ان هذه الاجراءات ضد هشام طلعت ستخرب الاقتصاد المصري وستضر بالمستثمرين ونصحه ان يجد طريقة لانهاء الاجراءات ضده واخلاء سبيله بأسرع وقت ممكن.. ولكن النائب العام لم يستجب واستكمل اجراءات الاحالة واحال هشام طلعت محبوسا للجنايات.
مقبرة الرئيس
منذ أيام نشرت الاخبار ما كتبه أحمد رجب في نصف كلمة نقلا عن مجلة الصياد حول المدفن المبني حديثا لحسني مبارك. فهل لديك معلومات بشأنه؟
- عندما توفي حفيد حسني مبارك وقد كانت بالطبع صدمة ومفاجأة مروعة له ولعائلته اكتشفوا وقتها انه ليس هناك قبر جاهز للاسرة.. وبسرعة بدأ البحث واقتطع الحرس الجمهوري قطعة أرض مخصصة له بجوار مدافن مصر الجديدة حيث يجري بناء 0054 وحدة سكنية عليها وقدمها للرئيس.. وبسرعة اقيم عليها ثمانية مدافن واحدة للرئيس والباقون لافراد الاسرة.. وتحولت المنطقة المهجورة والتي كانت ملجأ للسريحة والمشردين وتم تخطيطها وزراعتها لتصبح من ارقي المناطق بعد اقامة المدافن للرئيس وعائلته.
تعطيل الدستور
كنت شاهدا علي تحول الدكتور فتحي سرور رئيس مجلس الشعب من معارض شرس لانشاء جهاز المدعي العام الاشتراكي الي مؤيد قوي لوجوده فما اسباب هذا التحول؟
- المصالح والمنافع التي انفرد بها حيث قطف ما شاء من ثمار المدعي العام الاشتراكي لحسابه وحساب مكتب المحاماة الخاص به والذي يديره ابنه حيث تم تحويل اغلب قضايا الجهاز الي هذا المكتب مقابل اتعاب باهظة.. وقد عطل سرور للاسف احد مواد الدستور المصري 81 شهرا لحساب هذا المكتب.. فعندما تم استفتاء الشعب علي الغاء المادة 971 الخاصة بانشاء الجهاز ووافق الشعب علي الغائها وحل في هذه المادة مسألة اخري خاصة بمكافحة الارهاب كان مفترضا منذ اعلان نتائج الاستفتاء ان ينتهي العمل بالجهاز.. ولكن سرور ومعه المدعي العام الاشتراكي قاما بتعطيل الدستور ولم ينفذا هذه المادة لمدة 81 شهرا استمرت قضايا تسوية المديونيات في مكتبه للمحاماة منذ اعلان نتائج الاستفتاء في 13 مارس 7002 ولمدة 81 شهرا كان فيها المدعي الاشتراكي يبيع ويشتري ويصدر قرارات تحفظ دون سند من القانون.
لماذا تأخر التحقيق مع فتحي سرور كل هذا الوقت وهل تعتقد ان هذا التأخير لبعض الاسماء ساعد في تهريب اموال بعيدا عن اعين الدولة؟
- ممتلكات فتحي سرور كثيرة وموجودة وتأخر التحفظ عليها في تقديري جاء بسبب الاولويات التي عملت بها النيابة طبقا لخطورة الشخص وحجم امواله اما تهريب الاموال فقد تمت عمليات كثيرة من رجال أعمال ومسئولين تحت التحقيق وبالذات الاموال المنقولة من الذهب والمجوهرات والتحف والنقود السائلة فلم يبعد منها اكثر من 5٪.
إدارة الأموال
تردد تقديم مباحث الأموال العامة لتقارير اخري مكملة لثروات الوزراء وكبار الشخصيات.. فهل هناك جديد في هذه الثروات؟
- ستظهر اشياء جديدة باستمرار.. ولاشك ان اجهزة البحث نشطت وفتحت عينيها وتوصلت الي اموال وعقارات تم اكتشافها وهذا دليل علي ان التقارير الاولي كانت سريعة وغير مدققة ولا تنسي ان كل من عنده معلومات الان يتطوع للادلاء بها.
كيف يمكن للنيابة ادارة هذه الاموال خاصة ان منها شركات بها عمال ولها حجم تصدير وتحتاج لخبرات عالية لادارتها حتي لا تتسبب في خسائر للاقتصاد الوطني؟
- لاشك انها مهمة جسيمة وتقديري انها تشغل جزءا لا يستهان به من وقت وجهد النيابة العامة وقد ارسلت شخصيا ومن واقع خبرتي في ادارة الاموال المتحفظ عليها اثناء عملي بجهاز المدعي الاشتراكي اقترح عليه المبادرة بانشاء جهاز متخصص للتخفيف عن كاهل النيابة العامة ويحمل عنها اعباء ادارة هذه الممتلكات حتي تتفرغ لما هو أهم في الشق الجنائي.
وهل يحتاج انشاء جهاز من هذا النوع لوقت طويل؟
- في تقديري ان يستغرق الامر عدة ايام فقط وسوف يقوم الجهاز علي اكتاف كوادر وخبراء موجودة ويمكنها ان تباشر هذه المهمة فورا وهو ما يخفف علي النيابة العامة المثقلة باعباء لا مثيل لها في هذه الفترة.
الإفساد السياسي
يقول القانونيون ان القوانين الحالية لا تستطيع ان تلاحق المتهمين بالافساد السياسي.. فهل هناك نصوص قانونية تحيط بهذه التهمة؟
- بالطبع.. لانه لا توجد جريمة سياسية إلا وجاءت من نبع جريمة جنائية.. مثلا بطلان الانتخابات النيابية والتي قيل انها السهم الاخير الذي دفع لانفجار الثورة.. هذه الانتخابات وما شابها فيها الكثير جدا من المخالفات التي تخضع للقانون الجنائي مثل التزوير والتحايل والبلطجة.. فالاهداف سياسية ولكن الادوات والوسائل جنائية وهناك اشخاص بعينهم مسئولون عن ممارسة هذه الوسائل ويمكن ملاحقتهم وتتبعهم وتقديمهم الي المحاكمة.
وكيف يتم تكييف وقائع الافساد السياسي علي شخص صفوت الشريف مثلا؟
- ما يعلن الان منسوبا لصفوت الشريف هو تضخم الثروة ولكن هناك جانبا اخر مازال محل إعداد من جانب النيابة العامة مرتبطا بجرائم سياسية مثل تزوير الانتخابات وكما قلت فهي جريمة لها محرضون ومستفيدون ومعاونون ومضللون واذا عدت الي الاصل فالجرم لا يشمل الشريف فقط ولكن يمتد حتي يصل الي حسني مبارك نفسه كشريك ومتعاون مع كل هؤلاء المسئولين وذلك بصفته رئيسا لمجلس الوزراء مثلما يقضي النظام الرئاسي وتنسب اليه هذه الجرائم كشخصية اعتبارية مسئولة عن كل ما يحدث في اجهزة الدولة الواقعة تحت رئاسته.
في تقديرك أي الانظمة أفضل لمصر.. الرئاسي أم البرلماني؟
- النظام البرلماني هو الأفضل بحيث نقلل الي اقصي حد سلطات رئيس الجمهورية.. نعم فالذي استباح مصر هو تلك الصلاحيات الهائلة المنفردة التي نقدمها لرؤساء الجمهوريات.. ونحن الان لا نريد نظاما يأمر فيه الرئيس فيطاع تحت أي ظروف. قد يكون ذلك مطلوبا في الجيش ولكنه ليس مطلوبا في التعامل مع مصالح وطن.. خاصة ان لدينا في دول العالم الثالث عموما اجهزة اعلام مستعدة لتجميل شكل الحاكم والرئيس ووصف كل قراراته بالحكمة الثاقبة والرؤية البعيدة وكأنه لا يخطيء ابدا.. وانظر ما آل إليه الحال مع وزير اعلام مثل انس الفقي كان راقصا في احد الفرق الاستعراضية!!
وما ميزة النظام البرلماني؟
- انه يكشف اي خروج أو انحراف للاجهزة التنفيذية. لان رقابة البرلمان كسلطة تشريعية علي الحكومة كسلطة تنفيذية ستكون في احلي صورها من خلال الاسئلة والاستجوابات. ولكن في حالة النظام الرئاسي الحالي فلو تجرأ احدهم ومارس حقه في استجواب وزير تتكاتف الحكومة والحزب للدفاع عنه وإسقاط الاستجواب.. وانظر ماذا حدث في مجلس الشعب وكم وزيرا اقيل أو استقال أو اعترف باخطائه خلال العشرين عاما الاخيرة؟ للاسف لا احد.. لان البرلمان ما كان يسمح بذلك.
تنازلات الرئيس
وانتخاب رئيس الجمهورية؟
- طول عمر مصر ورئيس الجمهورية يتم اختياره بالاستفتاء حتي تم تعديل الدستور ليتم انتخابه من بين مرشحين اخرين في مسرحية مضحكة كان الشعب كله يسخر منها ويتهكم عليها.. والوقائع التي شاهدناها تثبت كيف كنا ننافق الرئيس.. وهو بدوره يتدله علينا.. وانظر كيف كان وزير شئون مجلس الشعب يجمع النواب اعضاء مجلس الشعب ويشحنهم شحنا في اتوبيسات ويذهب بهم إلي قصر رئيس الجمهورية.. ويقودهم إلي الرئيس وهو جالس في ملكه ليقول الوزير في حضرته: سيادة الرئيس جئناك راجين. فلا ترد لنا رجاء ان نجدد لك البيعة! فيتمنع الرئيس ويقول: انا قلت انني مكتف بما قدمت! ويرد الوزير وكأنه يبكي: قولك هذا مرفوض.. فانت الامل لانقاذ الامة مما يحاط بها من فتن ودسائس! وهكذا يقبل الرئيس الرجاء ويتنازل ليقبل ان يحكمنا ويستحل اموالنا كما جري!!
فهل رأيت ابلغ من هذا سخرية في حق الشعب المصري من وزراء ونواب كانوا يصنعون الفرعون ثم يأكلون من بقايا طعامه بينما نحن الشعب غائبون تماما عن المشهد!!
ضياع الفرصة
هل جرت اتصالات بينك وبين الرئيس السابق؟
- تليفونية.. وما اعلمه انه كان سعيدا بادائي كمساعد للمدعي الاشتراكي عند محاكمة عصمت السادات واسرته امام محكمة القيم وكانت هذه المحاكمات تنقل اليه بالصوت والصورة في دائرة تليفزيونية مغلقة.. وقد لامني مرة في اتصال تليفوني عندما قلت »ان هذه الاسرة رضعت حراما فلما بلغت فطاما حل لها الحرام مغنما واستقر مقاما« وقال لي كيف تقول انها رضعت حراما؟ واوضحت له انها عبارة مجازية تعني استمراء الاعمال المنحرفة.. فرفض وقال: استمر ولكن بلاش تزعل حد.
سمعت انه كانت هناك مشروعات لتقلدك منصب المدعي الاشتراكي؟
- صدرت التوجهات به بالفعل بعد ان قدمت استقالتي من العمل في الجهاز بفترة وابلغني الدكتور مصطفي الفقي سكرتير الرئيس للمعلومات وقتها بالقرار ولكنه اشترط عليَّ ان اتوقف عن الحديث لوسائل الاعلام تماما وقال لي ان الرئيس قرأ عشرات الاحاديث الصحفية التي اجريت معي ويريدك ان تتوقف عن الادلاء باية احاديث.. وساعتها قلت له: بسيطة! إلا ان ما لم احسب له حسابا ان هناك حديثا ادليت به ولم يكن قد نشر بعد وقام الكاتب الصحفي محسن محمد بنشره بعدها بيومين فكان نشر هذا الحديث سببا في غضب الرئيس واوقف قرار تعييني.. ولكنه للحق كان يدافع عني عندما يهاجمني احد امامه.
ما اشهر القضايا التي حققتها في الجهاز؟
- ربما اشهرها قضية رئيس جامعة عين شمس وعلاقته بالمعونة الامريكية التي كانت تمول مشروعات بحثية بالجامعة واتذكر ان حرم رئيس الجمهورية الاسبق كانت وراء تحريك هذه الدعوي.
حديد اسوان
ترافعت كمحام عن المتهمين في مشروع حديد اسوان فهل كشفت الاوراق اي ادوار لاحمد عز في هذه القضية؟
- هذا المشروع من اهم المشروعات الصناعية التي تحتاجها مصر ومبارك زار موقع المشروع في اسوان والتقي هناك بقيادات عليا من الدول الاوروبية المشاركة فيه باموالها وبخبراتها التكنولوجية واستمع منهم لتأكيدات بأن هذا المشروع سيجعل مصر من اكبر الدول في العالم في مجال انتاج الحديد.
وماذا جري؟
- للاسف عاطف عبيد رئيس الوزراء في ذلك الوقت دمر المشروع لحساب احمد عز ومحمد ابوالعينين اللذين انقلبا علي المشروع لانه كان سيقلص نفوذ عز ومكانته ويسحب البساط من تحت قدميه ويحرم ابوالعينين من فرصة يضاعف بها ثروته وتم تدبير مؤامرة دخل بسببها الشريكان شيمي وبهجت السجن وحكم عليهما باقصي العقوبة وطعنت بالنقض وجاء الحكم النهائي بالبراءة بعد ان استمر حبسهما ثلاث سنوات والاثنان يعيشان خارج مصر الان.
والمشروع؟
- الذين لا يحبون الخير إلا لانفسهم لا يهمهم مصلحة مصر.. لذلك مات المشروع رغم ان الخبراء الالمان اكدوا ان نوعية الخام الموجود في اسوان ممتازة ونادرة.. وحسني مبارك نفسه هو الذي دعا المستثمرين المصريين والاجانب للاستثمار في هذا المشروع بعد ان قرأ دراسات عن جدواه.
وهل تقدم مستثمرون اجانب؟
- لم يتقدم إلا محمد ابوالعينين واحمد عز من جانب ومحمد شيمي والدكتور بهجت من الجانب الاخر وفاز شيمي وبهجت بالمشروع فتربصوا وارادوا إفشاله باي طريقة.. ولكن بهجت بذكاء جمع عينات من الموقع وسافر إلي الدول الكبري المنتجة للحديد مثل امريكا والمانيا وفرنسا وعرض عليها ابحاثه وعيناته ووجد ترحيبا هائلا منهم والاهم من هذا ان الشركاء كانوا مبهورين بنوعية الخام وضمنت الماينا تمويل المشروع بالكامل دون الاعتماد علي التمويل المحلي مع تشغيل عمالة لا تقل عن 7 آلاف فرصة عمل وتصدير كميات كبيرة من الخامات والمنتجات.. ولكن التشويه والاساءة التي لحقت بالمشروع وصاحبيه قضت علي فرصة الاستثمار المتاحة.
ألا توجد حاليا اية فرصة لاعادة هذا المشروع للحياة؟
- هناك محاولات جادة الان وكانت علي وشك الاكتمال.. ولكن تأجلت الخطط بعد قيام الثورة!
استرداد الأموال
كرجل قانون. كيف يمكن استرداد الاراضي التي استولي عليها الوزراء ورجال الاعمال؟
- كل العقود التي جرت تعتبر عقودا باطلة أو يجب ابطالها.. لان ما جري يعتبر فسادا بالقانون. وامامنا فرصة لاسترداد الاراضي بعشرات الاساليب والدفوع أو إرغام الذين استولوا عليها وتربحوا منها علي سداد القيمة الحقيقية لهذه الاراضي.
واذا كانت الاراضي قد انتقلت من يد إلي يد إلي يد ماذا نفعل؟
- هذا النقل من بدايته فاسد قانونا وكل المشترين مسئولون امام الدولة لرد هذه الأموال إلي اصحابها وهم الشعب. والقانون يستطيع تتبع هذه الاموال وإلزام حائزيها بردها.
ما رأيك في المصالحة كوسيلة لرد الاموال؟
- نحن لسنا في مجال مصالحة.. ولكن اولا نبحث عن الوسائل القانونية التي نرد بها الاموال. ومن الوارد جدا ان تقضي المحكمة الجنائية بمصادرة هذه الاموال والممتلكات لصالح الشعب.. لان الادعاء بحسن النية هنا يأتي في غير مكانه وفرصتنا في استعادة حق الشعب كبيرة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.