فكرة رائعة من خارج الصندوق، كطيف خاطف وسط ظلمات المناهج التعليمية المليئة بالحشو والتكرار، تهدئ ولو قليلا من حالة التنافر بين الطلاب ومدارسهم بسبب غياب الأنشطة والهوايات، والتف حول تلك الفكرة المبدعة طلاب 50 مدرسة بالقاهرة الجديدة، حيث كان الإصرار علي تنفيذها هو أجمل مافيها، كانت البداية عندما قرر معلمو وموجهو التربية الفنية تعليم الطلاب فن الرسم بدقة وإبداع، وتنظيم معارض للجمهور لعرض إبداع الطلاب من البورتريهات والنحت والرسوم الزيتية المبهرة، حتي وصلوا للمسابقات الدولية بأعمالهم الفنية. المعرض السنوي للوحات الطلاب تم افتتاحه أمس، ونطقت من علي جدرانه، لوحات تصوير زيتي ونحت وأعمال بالنسيج، وتصاميم فنية بنظام إعادة التدوير، وتصميمات »دودلز» وبورتريهات بالرصاص، ومجسمات طبيعية، وظهرت علامات الإنبهار علي الحاضرين وهم لا يصدقون أن تلك اللوحات من صنع أيدي طلاب. ولم تخل الطاولة من المبدعات »حاصدات الجوائز»،وبينهن سارة جمال في الصف الثاني الإعدادي بمدرسة مصطفي مشرفة الرسمية، التي شاركت في 4 مسابقات كبري، وكرمتها السفارة الهندية بالقاهرة، وتقول لنا:» أحب رسم البورتريهات، واللوحة بالنسبة لي حالة وجدانية. أما الطالبة هديل محمد فتشارك زميلتها سارة في حب رسم البورتريهات، ولكنها تتميز بعشقها للرسم بالقلم الرصاص، بدون ألوان،وتقول :» القلم الرصاص هو أجمل ألوان الرسم ويعطي بعدا للصورة أكثر من الألوان الزاهية»،فيما اتجهت الطالبة رنا محمد إلي رسم »الدوديلز» أي تصميمات الموضة، والرسم بالنسبة لها هو أجمل فترات يومها بعد انتهاء المذاكرة، وتقول:» الرسم هو مستقبلي وكلية الفنون الجميلة هي حلمي وعملي المستقبلي». تتفق الطالبات الثلاث في أن حب التعليم مازال غائبا عن مدارسنا،وأن الهوايات هي سبيلهن الوحيد للمتعة في ظل »ظلمة » العملية التعليمية التي تفتقد لتنمية المهارات والمواهب. الإبداع والفن قد يكونان فطريين ولكن بالتعليم تصقل المواهب وتتحول للاحترافية والتميز، وهكذا بدأت قصة الإنجاز الكبير التي ترويها آمال مطاوع موجه أول التربية الفنية بالقاهرة الجديدة، فبعد دراسة الميزانيات المخصصة لتعليم الفنون والرسم لكل مدرسة تم توفير الدعم المالي اللازم للتنفيذ، وكما تقول لنا رانيا عادل مدرسة الرسم لطالبات مدرسة مصطفي مشرفة اللاتي شاركن في المسابقات الكبري، إن المعلمين والموجهين يعملون في ظروف صعبة بسبب ضعف الميزانية التي لاتسمح بشراء الألوان أو أدوات الرسم الاحترافية، وكشفت أن ميزانية التربية الفنية في مدرستها 99 جنيها فقط، وفي مدارس المستقبليات 600 جنيه .