خرج مئات المحتجين لليوم الثالث علي التوالي إلي شوارع اسطنبول اعتراضا علي نتيجة الاستفتاء علي التعديلات الدستورية التي من شأنها تركيز السلطة في يد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان وإلغاء منصب رئيس الوزراء. واصطف المحتجون أمام مقر لجنة الانتخابات العليا حيث تقدموا بعرائض طالبوا فيها بإلغاء نتيجة الاستفتاء وإعادة فرز الأصوات بعد استبعاد بطاقات الاقتراع »التي شابها تلاعب وتزوير». وأعلن حزب الشعب الجمهوري (أكبر الأحزاب المعارضة والمؤيد للأكراد) أنه قدم طلبا رسميا إلي المجلس الانتخابي الأعلي لإلغاء نتيجة الاستفتاء بسبب »التلاعب خلال التصويت». وشدد بولنت تزكان نائب رئيس الحزب علي أن قبول بطاقات اقتراع غير مختومة يعتبر »مناورة تجيز التزوير». وجدد تأكيده أنه سيطعن أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان »إذا اقتضي الأمر». وقالت نقابة المحامين إن قرار لجنة الانتخابات العليا باحتساب بطاقات ليست مختومة »ينتهك القانون بوضوح»، مشيرة إلي أنه »تم تضليل مجالس صناديق الاقتراع ما أثر علي نتيجة الاستفتاء» ، لكن بن علي يلدريم رئيس الوزراء التركي قال إن »الشائعات بوجود مخالفات في الاستفتاء محاولة عقيمة للتشكيك في النتيجة». وأضاف خلال كلمة له أمام البرلمان »عبرت صناديق الاقتراع عن رغبة الشعب.. انتهي الجدال». ومن جانبه، دعا الاتحاد الأوروبي تركيا إلي »فتح تحقيق شفاف في تجاوزات رصدها مراقبون» لعملية الاستفتاء علي التعديلات الدستورية. وأضاف مارجاريتيس شيناس المتحدث باسم المفوضية الأوروبية أن الاتحاد »يدعو جميع الأطراف لضبط النفس»، مناشدا السلطات التركية »السعي لأكبر توافق وطني». وأكدت بعثة المراقبة التابعة لمجلس أوروبا أنه »من المحتمل أن يكون هناك تلاعب فيما يصل إلي نحو 2.5 مليون صوت». وأضافت البرلمانية النمساوية أليف كورن عضو بعثة المراقبة ل»راديو فيينا» أنه تم اعتقال صحفيين وأغُلقت منافذ إعلامية لصالح حملة »نعم». وأكدت أن »هناك العديد من مقاطع الفيديو علي وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر أشخاصا يصوتون أكثر من مرة»، مشيرة إلي أن شرطة مدينة ديار بكر منعت أعضاء البعثة من دخول أماكن التصويت. وشددت علي أن قرار اللجنة الانتخابية باحتساب المظاريف التي لا تحمل الختم الرسمي »مخالفة صريحة للقانون». وفي سياق منفصل، تحطمت طائرة هليكوبتر تابعة للشرطة تقل 12 شخصا في إقليم تونجلي شرق تركيا بعد 10 دقائق من إقلاعها، حسب ما أعلنه مكتب الحاكم الإقليمي لبلدة بولومور. وأشار المكتب إلي أن سوء الأحوال الجوية »قد يكون سبب الحادث». وأضاف أن الطائرة كانت تقل 7 ضباط وقاض وجندي و3 من طاقمها.