بلال فضل صحفي قدير وفنان جميل وصديق أشرف بصداقته وشهادتي له مجروحة بحكم تلك الصداقة وهذا الود الجميل ما بيننا هذا عنه .. أمّا مصطلح الطفولة اليسارية فهو مصطلح أطلقه لينين علي بعض المراهقين السياسيين. ومن سماته المزايدة علي بعضنا البعض.. عدم قبول النقد ، عدم الاستماع إلي أي رأي مخالف حتي لو كان يتماشي مع المنطق والمصلحة العامة. أمّا الربط بين الاثنين بلال فضل والطفولة اليسارية فسببه ما اقرأه عن الرجل في الشبكة العنكبوتية من هجوم واتهامات بالانحياز للمؤسسة العسكرية وكأن هذا الانحياز أصبح تهمة.. وبلال بالذات رمز من رموز مقاومة النظام السابق في عز عنفوانه وقوته.. كنت اقرأ مقالاته التي يهاجم فيها النظام ورأسه حسني مبارك ولجنة السياسات وأحمد عز وجمال مبارك بلا هوادة أو مهادنة وبشجاعة نادرة.. فأعجب بها وأخاف عليه من بطشهم.. خفت أنا عليه ولم يخف هو علي نفسه فهل من الممكن لكاتب بمثل هذه الشجاعة النادرة أن يقول الآن رأياً إلاّ لأنه يكون نابعاً من ذاته ومن قناعاته ورؤيته الثاقبة لما يحيط بالوطن - والوطن فقط من أخطار.. هل من الممكن لرجل بمثل هذا الإخلاص والشجاعة أن ينحاز لأي كان من أجل ممالأة أو امتياز ما.. هل سيعينونه لواءاً مثلاً ؟! ما الذي يمكن أن يستفيده بلال علي المستوي الشخصي من هذا الانحياز.. ولو كان هذا ما يريد لانحاز للنظام السابق وسكن القطامية هايتس بدلاً من البهدلة واستجوابات أمن الدولة التي لا تنتهي. عندما يكتب بلال أن الجيش والقوات المسلحة المصرية خط أحمر لا يجب الاقتراب منه فكلنا نتفق معه في الرأي .. اليساري والأخواني والمعتدل والليبرالي والمسيحي والمسلم وكل المصريين.. إن أروع الشعارات التي خرجت من الميدان في خلال الثورة وكأنها خرجت من قلب كل المصريين دون ترتيب وإنما بوعي حضاري تاريخي تلقائي هو شعار "الجيش والشعب إيد واحدة".. نتفق ونختلف حول بطء الإجراءات والظروف المحيطة بالمجلس العسكري داخلياً وخارجياً وتمثل عناصر ضغط قد لا نعلمها وليس الآن مثلاً الوقت المناسب للإعلان عنها.. نختلف أو نتفق علي الظروف المحيطة بأحداث عنف وتجاوزات في فض مظاهرات أو إنهاء اعتصامات وهذا حقنا وحق الشعب الذي انحاز له الجيش من أول لحظة في الثورة وسوف يأتي اليوم الذي نعلم فيه الدور البطولي الذي قامت به القوات المسلحة متمثلة في مجلسها الأعلي خلف كواليس الأحداث من أجل الوقوف والانتصار لثورة الشعب المصري.. والجيش جزء لا يتجزأ منه .. يتداخل نسيج الشعب والجيش بحيث لا يمكن الفصل بينهما أبداً مهما حاول المغرضون والفاسدون والطابور الخامس من فلول النظام القديم .. أقول نختلف أو نتفق حول أشياء كثيرة ليس من ضمنها بالقطع أن الجيش هو الضامن والحامي لاستمرار ونجاح الثورة وهذا لا خلاف عليه .. إن المؤامرات مستمرة وسوف تستمر من أجل إجهاض الثورة والتشكيك في كل شيئ.. بدأوا بالهجوم علي النائب العام الدكتور عبد المجيد محمود والكل يشهد بنزاهته وأن الكل عنده سواسية ولا أحد فوق القانون .. ثم هاجموا البرادعي .. ثم جودت الملط .. والآن الجيش .. أفهم أن يحدث ذلك من بقايا النظام السابق أمّا من الشعب العادي أو بعض شباب الثورة فهذا هو الغريب والعجيب .. لماذا نعشق جلد الذات وإهالة التراب علي كل شئ جميل في حياتنا ؟! ألم نقم بالثورة من أجل الديمقراطية واحترام الرأي الآخر.. يا الله .. هل بدأنا نشك في نوايا بعضنا البعض والمزايدة حتي علي الوطنية.. وهل بدأت الثورة ولم تكتمل بعد أو حتي تحقق نصف أهدافها تأكل بنيها .. أرجوكوا.. كفوا عن هذا العبث .