يخبرنا البشير لوقا، كغيره من البشيرين، عن مركزية ذهاب السيد المسيح إلي أورشليم في خدمته، لذا يرد مرارًا وتكرارًا أن المسيح كان ليس فقط مستعدًا بل كان مصرًا علي الذهاب لأورشليم، رغم أن ذهابه لأورشليم يعني حتمًا إنه سيلاقي العذاب والموت. إلا أن السيد المسيح كان واضعًا نصب عينيه هدفًا ولم يجعل هتافات المحبين أو لعنات الكارهين أن تثنيه عن تثبيت عينيه نحو أورشليم، نحو الصليب الذي كان هدفًا وغاية تكللان خدمة السيد علي أرضنا. وهذا ما يضع أمامنًا تحديًّا، هل عيوننا مثبتة نحو الأهداف، أم أهدافنا تسوقها رغبات من حولنا، فتدفعنا الهتافات نحو أهداف لم تكن في حساباتنا، أو أهداف نضطر لها لنرضي من حولنا أو من يتبعوننا. وهل يثنينا المنتقدون والأعداء عن أهداف محورية خططنا لها كثيرًا، إلا أننا تركناها فقط لنسكت الانتقادات أو لنرضي البعض. إن أردنا تحقيق إنجازات عظيمة يجب أن نثبت وجوهنا وأعيننا نحو أورشليم. يجب أن نتذكر جيدًا أن تصميم السيد المسيح علي الذهاب لأورشليم لم يكن أمرًا سهلاً، فلم تكن رحلته لأورشليم تسلية، فهو يعلم كل العلم أن في أورشليم كل من يكرهونه، من رؤساء اليهود الذين يريدون قتله، بل ويدبرون له. كان السيد المسيح يعلم أن تحقيق هدفه بالذهاب للصليب يحتم عليه أن يدفع تكلفة باهظة، إذ يخبرنا البشير لوقا 18: 31 -33: