لم يعد غريبا ولا مدهشا، استبعاد موظف عن عمله، بشكل فجائي ودون أسباب واضحة.. ليست هناك معايير، ولا شروط موضوعية لاختيار العاملين ولا المسئولين ولا القيادات، وليست هناك بالتالي معايير، ولا أسباب موضوعية لخروجهم من وظائفهم.. لاندري لماذا يأتون، ولا لماذا يذهبون.. فاليد التي تعطي بسخاء لا تحكمه المعايير »تعرف كيف تسن السلاح»!!.. لم يدهشني كثيرا خروج الكاتب الصحفي سيد محمود من رئاسة تحرير جريدة »القاهرة» أو إجباره علي تقديم استقالته رغم ما حققه من نجاح للمطبوعة، وخصوصية في الدفع بأقلام شابة ومواهب مبدعة، منحت الجريدة الكثير من الحيوية.. لم يدهشني خروج سيد محمود »في غيبة المعايير والمنطق، وغيبة اللوائح والقيم».. لكن ما أدهشني هو أسباب الخروج، أو ما تردد عن حكايات الخروج، خاصة مع التزام كل الأطراف الصمت.. »والصمت أيضا.. الأدق التواطؤ هو أحد شروط العمل المحكوم بغياب المعايير».. والمسألة أن خبرا نشرة سيد محمود في جريدة »الحياة اللندنية» عن إعلان د.محمود الضبع »مدير دار الوثائق» قبل أن يتقدم باستقالته، عن اكتشاف رواية مجهولة لطه حسين بعنوان »خطبة الشيخ» في مجلة »السفور» التي كانت تصدر 1915 أغضب الخبر وزير الثقافة الأسبق د.جابرعصفور، فكتب مقالا عن ريادة الروايات العربية وعدم الامانة، نشره بجريدة »الأهرام» أكد فيه عدم صحة الخبر المنشور في الحياة، وعدم صحة اكتشاف رواية مجهولة لطه حسين، وعدم أمانة الصحفي.. ويبدو أن غضب الوزير الأسبق، أغضب الوزير الحالي »حلمي نمنم» فكان طلبه من رئيس تحرير القاهرة تقديم الاستقالة!!!