تسبب قصف جوي بغازات سامة علي محافظة إدلب بشمال غرب سوريا أمس في مقتل 100 مدني علي الأقل اختناقاً، بينهم 11 طفلاً، وأصيب أكثر من 400 آخرين في هجوم أثار تنديدا واسعاً من عواصم العالم التي وجه عدد منها أصابع الاتهام للحكومة السورية. ونفي الجيش السوري »نفيا قاطعا» استخدام أسلحة كيماوية في مدينة خان شيخون بإدلب. وقال الجيش في بيان إن »المجموعات الإرهابية ومن يقف خلفها تتحمل مسئولية استخدام المواد الكيماوية والسامة والاستهتار بحياة المواطنين الأبرياء لتحقيق أهدافها وأجنداتها الدنيئة». وقال مصدر عسكري سوري إن »الجيش ليس لديه أي نوع من أنواع الأسلحة الكيماوية ولايستخدمها ولم يستخدمها لا سابقا ولا لاحقا». فيما نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الدفاع قولها: إن الطائرات الروسية لم تشن أي ضربات جوية في محافظة إدلب. ويسيطر ائتلاف فصائل مُسلحة أبرزها جبهة فتح الشام (النصرة سابقاً) علي محافظة إدلب التي غالبا ما تتعرض لقصف تنفذه طائرات سورية وروسية. كما يستهدف التحالف الدولي بقيادة واشنطن دورياً قياديين متشددين في المحافظة. وقال مصدر أمريكي إن واشنطن تعتقد أن غاز »السارين» قد استخدم في الهجوم، وإن من »شبه المؤكد» أن الهجوم نفذته قوات موالية للرئيس السوري بشار الأسد. المحافظة .وعلي الأثر، يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا اليوم للبحث في الهجوم بناء علي طلب فرنسا وبريطانيا. وقالت السفيرة الأمريكية نيكي هايلي - التي تتولي الرئاسة الدورية للمجلس الامن ، إن المجلس يأمل في الحصول علي أكبر قدر من المعلومات حول ما زعمت أنه هجوم سوري. وصرح السفير البريطاني ماثيو ريكروفت »من الواضح أنها جريمة حرب»، مضيفا »أدعو أعضاء مجلس الأمن الذي سبق أن استخدموا الفيتو دفاعا عمن لا يمكن الدفاع عنه إلي تغيير موقفهم»، في إشارة منه إلي روسيا والصين.. دوليا، دعا وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون أمس موسكو وطهران إلي استخدام نفوذهما علي الحكومة السورية »لضمان عدم تكرار تلك الهجمات المروعة». وقال تيلرسون إن »الهجوم الكيماوي في سوريا يظهر كيف يتصرف الرئيس بشار الأسد »بهمجية متوحشة دون وازع». ووصف وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون بالأنباء التي تحدثت عن هجوم بالسلاح الكيماوي في سوريا ب»المرعبة»، ورأي أنه يحمل »كل سمات هجوم نفذه »نظام الرئيس بشار الأسد.» وكتب جونسون في حسابه علي تويتر »هناك معلومات مرعبة عن هجوم بالأسلحة الكيمياوية..لا بد من إجراء تحقيق في الحادث ومحاسبة مرتكبيه». فيما حمل الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند الحكومة السورية مسؤولية الهجوم الكيماوي الذي استهدف محافظة إدلب. وقال في بيان »الأسد يُهاجم مدنيين مستخدما وسائل يحظرها المجتمع الدولي..مرة جديدة، سينكر النظام بالتأكيد مسؤوليته عن المجزرة». في الوقت نفسه، ندد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين بالهجوم، واعتبره »غير إنساني».. وحذر إردوغان من أن هذا الهجوم يُمكن أن يُهدد محادثات أستانا للسلام. بدوره، أكد المبعوث الدولي إلي سوريا ستافان دي ميستورا أمس علي أن الأممالمتحدة تسعي إلي »تحديد واضح للمسؤوليات ومحاسبة مرتكبي الهجوم الكيماوي في محافظة إدلب». وقال دي ميستورا في مؤتمر صحفي ببروكسل - علي هامش مؤتمر دولي حول مستقبل سوريا - »بناء علي ما فهمناه، إنه هجوم كيماوي تم شنه من الجو»، لكنه لم يوجه اتهاما لأي جهة.