حسنا فعل الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء بمبادرته السريعة بتقديم الاعتذار للشعب التونسي الشقيق وحكومته وللاعبي النادي التونسي وللحكم الجزائري علي ما حدث من عدوان همجي في مباراة الزمالك والنادي الإفريقي باستاد القاهرة.. ولكن من سيعتذر لمصر وشعبها وثورتها علي هذه الجريمة التي تمثل أكبر إهانة يمكن ان تلحق بنا في وقت يحتفل العالم كله بمصر وثورتها، وتسعد الامة العربية كلها بعودة الشقيقة الكبري الي مكانها ومكانتها.. من الذي سيعتذر لمصر عن هذه الإهانة. وهل يكفي الاعتذار؟! المشهد في الملعب كان مؤسفا ولكنه بالتأكيد ليس شغب الملاعب الذي نعرف حدوده.. اننا هنا امام فلتان أمني وعصابات لا علاقة لها بالكرة بل هدفها التخريب، وتواطؤ لإدخالها الملعب، وقصور أمني فادح لم يعد ممكنا ان يستمر. والنتيجة هذه المهزلة الاخلاقية التي كان من الممكن لولا لطف الله أن تتحول الي كارثة يسقط فيها المئات من القتلي والجرحي. باقي الصورة اخطر بكثير.. فما حدث لا يمكن فصله عن محاولات لا تتوقف من فلول النظام السابق لضرب الثورة والتحريض ضدها وتعطيل سيرتها، محاولات لم تتوقف من مسيرة ميدان مصطفي محمود الي موقعة الجمل الي إثارة الاحتجاجات الطائفية الي بث الرعب ونشر البلطجة في الشارع المصري. وما حدث لا يمكن فصله عن الوجه الآخر للبلطجة التي تتم تحت ستار من تدين زائف يحاول من خلاله البعض اختطاف الثورة وإعادتنا للقرون الوسطي واقامة دولة تتفرغ لهدم الأضرحة وقطع الآذان وتكفير المسلمين وغير المسلمين. ان اللقاء بين فلول النظام السابق وبين دعاة الظلام والاظلام أمر حتمي. والمسافة ليست بعيدة بين البلطجة التي امتدت من موقعة الجمل الي موقعة ستاد القاهرة، وبين البلطجة التي بدأت بفتاوي التكفير وامتدت لقطع الآذان وهدم الاضرحة!!والسؤال: أين الدولة من كل ذلك؟ ولماذا الصمت من البعض والتواطؤ من البعض الآخر؟ وهل يستمر التعامل مع الموقف بمنطق المهادنة وجلسات المصالحة، أم تبدأ المواجهة قبل فوات الأوان بالقانون وبروح الثورة؟!