يلتف البريطانيون خلال ساعات حول الشاشات الصغيرة لمشاهدة أول مناظرة تليفزيونية علي الطريقة الأمريكية بين زعماء الأحزاب الرئيسية التي تخوض سباق الانتخابات العامة في البلاد، والتي قد تكون حلقة فاصلة في حشد الأصوات لصالح جوردون براون أو ديفيد كاميرون أو نيك كليج. ونشرت صحيفة "الاندبندنت" في عددها أمس ان استفتاء أجري بين القراء أفاد بأن 65٪ من المشاهدين البالغين أي نحو 30 مليون نسمة سيشاهدون المناظرة عبر شاشات التليفزيون، بينما اعتبر نصفهم ان المناظرة ستحسم وجهة صوته الانتخابي. وقالت الصحيفة في مقال افتتاحي بعنوان "90 دقيقة فاصلة قد تغير بريطانيا" انه علي الرغم من أن الأنظار كلها ستكون مسلطة علي رئيس الوزراء زعيم حزب العمال وغريمه زعيم حزب المحافظين "لكن كليج وحزبه (الديمقراطيين الأحرار) سيكون له نصيب في ذلك لأن الكثير من البريطانيين لم يقرروا بعد لمن سيمنحون أصواتهم". وتوقعت مصادر في حزب العمال ان يكون كليج هو الرابح من المناظرة وذلك لأنه "جديد وغير معروف" وبالتالي فإنه قد يفاجئ المشاهدين، أما عن كاميرون فأكدت المصادر أنه سيظهر كعادته وسيستغل مهارته في الاتصال بالجمهور. ويركز الجزء الأول من المناظرة علي الشئون الداخلية مثل الصحة والتعليم ثم يتبعها الجزء الخاص بالأسئلة المتعلقة بالاقتصاد والشئون الدولية. وكشفت الصحيفة ان زعماء الأحزاب الثلاثة قد استمعوا لنصائح من خبراء بالحزب الديمقراطي الأمريكي لديهم الخبرة الجيدة في المناظرات التي تجري بين مرشحي الرئاسة في الولاياتالمتحدة. من ناحية أخري، وضع حزب الديمقراطيين الأحرار برنامج السياسات الذي سيشكل أساس المفاوضات لتشكيل ائتلاف حاكم في حال عدم تمخض الانتخابات عن نتائج حاسمة. وفي ضوء استطلاعات تشير إلي أن حزب العمال وحزب المحافظين لن يفوزا بأغلبية في انتخابات السادس من مايو فإن الديمقراطيين الأحرارربما يتحولون إلي الطرف الذي سيحدد ميزان القوي في البرلمان المقبل. ورفض زعيم الحزب كليج التكهن بشأن السيناريوهات المختلفة التي قد تظهر بعد الانتخابات وقال إن حزبه "طموحه كبير" ويناضل من أجل مقاعد أكثر من ذي قبل وعلي نطاق جغرافي أكبر من أي حزب آخر. من جانب أخر كشفت أخر الاستطلاعات ان حزب المحافظين زاد الفارق بينه وبين حزب العمال إلي أعلي مستوي منذ بدء الحملة الانتخابية.