قال المرصد السوري لحقوق الإنسان في سوريا إن اشتباكات عنيفة دارت بالعاصمة دمشق، إذ شن الجيش السوري هجومًا مضادًا علي مقاتلي الفصائل المسلحة بعد أن تقدموا في شمال شرق المدينة أمس الأول. وأكد مصدر عسكري سوري أن الجيش نجح في استعادة السيطرة علي كل المواقع التي فقدها سابقًا، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السورية »سانا». من جانبه، أعلن فصيل »فيلق الرحمن» بدء المرحلة الثانية من معركة شرق دمشق، بمشاركة فصائل الغوطة المسلحة، بعد أن تمكن الجيش السوري من وقف الهجوم الذي شنته الفصائل أمس الأول. وأشار المرصد السوري إلي استمرار الاشتباكات العنيفة حول منطقتي جوبر والقابون شمال شرق دمشق. وأضاف أن الجيش السوري شن ما لا يقل عن 40 غارة جوية وأطلق المئات من صواريخ (أرض - أرض) علي المناطق التي تسيطر عليها الفصائل المسلحة. وذكرت رويترز أن الفصائل علي رأسها »جبهة فتح الشام» و»فيلق الرحمن»، شنت هجومًا كبيرًا جعلها تقترب من قلب مدينة دمشق القديمة وردت القوات الحكومية بقصف مكثف علي المناطق التي تسيطر عليها المعارضة. وأحصي المرصد السوري أمس مقتل 26 عنصرًا من الجيش السوري و21 آخرين من الفصائل المسلحة في ال 24 ساعة الأخيرة. وأكدت مصادر من المعارضة المسلحة أن التصعيد في دمشق هو محاولة للربط بين جوبر والقابون، وتخفيف الضغط العسكري بعدما فقدوا السيطرة علي مناطق في القابون وبرزة اللتين عزلهما الجيش عن باقي الغوطة الشرقية. وقال مسئول في جماعة »أحرار الشام» إن السيطرة علي مساحات شاسعة من المناطق الصناعية التي كانت منذ فترة طويلة أحد خطوط دفاع الجيش عن العاصمة، سيمكن الفصائل المسلحة من التوغل في دمشق خلال الأيام المقبلة. وأشارت مصادر من المعارضة المسلحة إلي أن جماعة »جيش الإسلام» وفصائل أخري في الغوطة الشرقية أرسلت تعزيزات إلي جوبر للمحافظة علي زخم الهجوم علي الجيش السوري. وذكرت »فرنس برس» أن الحركة في ساحة العباسيين عادت إلي طبيعتها مع فتح الطرقات بعد اشتباكات عنيفة دارت أمس الأول بين الجيش السوري ومسلحي »هيئة تحرير الشام». ومن جهته، قال السفير الروسي لدي سوريا ألكسندر كينشاك إن أحد مباني السفارة الروسية في دمشق لحقت به أضرار جراء اشتباكات بين الحكومة وقوات المعارضة. وعلي صعيد محادثات السلام، أكد ميخائيل بوجدانوف نائب وزير الخارجية الروسي أن ستافان دي ميستورا مبعوث الأممالمتحدة الخاص لسوريا سيزور موسكو قبل محادثات جنيف المقبلة، حسب ما ذكرت وكالة الإعلام الروسية. وأضاف أن الحكومة السورية ستوفد ممثلين عنها للحضور في محادثات السلام المقبلة بجنيف، آملاً في أن تتمكن الفصائل المسلحة من الحضور. علي صعيد آخر، قال ريدور خليل المتحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردية السورية إن روسيا بصدد إقامة قاعدة عسكرية في شمال غرب سوريا بالاتفاق مع الوحدات التي تسيطر علي المنطقة. وأضاف أن موسكو ستعمل علي تدريب مقاتلي الوحدات في إطار مكافحة الإرهاب. وأكد أن القوات الروسية وصلت بالفعل إلي الموقع في عفرين شمال غرب سوريا مع ناقلات جند وعربات مدرعة، مشيرًا إلي أن الاتفاق »يعد الأول من نوعه». من جانب آخر، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات علي 4 مسئولين عسكريين سوريين كبار متهمين باستخدام أسلحة كيماوية ضد مدنيين بعد أن عطلت روسيا والصين إجراء مماثلاً في الأممالمتحدة. كما استهدفت العقوبات عددا من الشركات السورية لتصنيعها أسلحة كيماوية. وتشمل العقوبات أيضا حظرا نفطيا وقيودا علي الاستثمار وتجميدا لأصول البنك المركزي السوري لدي الاتحاد وحظر تصدير المعدات والتكنولوجيا التي قد تستخدم ضد المدنيين. وبهذا الإجراء يصل عدد الأشخاص السوريين الخاضعين لعقوبات الاتحاد الأوروبي إلي 239 شخصا إلي جانب 67 شركة.