لم تكن معركة مصر التي قادها المهندس هاني أبوريده رئيس اتحاد الكرة المصري وعضو اللجنة التنفيذية للفيفا ضد الوحش الكاميروني عيسي حياتو مجرد جولة عادية، فقد خلفت ردود فعل عالية شعرت بها هنا في نيجيريا خلال مرافقتي بعثة الزمالك، ونحن نطالع الصحف ووسائل الإعلام التي كشفت عن حجم المعركة التي أدارها الفرعون أبوريده وهو واثق الخطوة. النسر العجوز امانجو رئيس اتحاد نيجيريا والحليف القوي لأبوريده كان واضحا ومواجها وصامدا ضد حكومته هنا، ولم يخش تهديدات باعتقاله من سلطات بلاده، وطار عكس الاتجاه وأوفي بوعده مع أبوريده ومنح صوته هو وحلفاؤه الأفارقه للمدغشقري احمد احمد كما وعدوا واتفقوا مع أبوريده منذ أسابيع عندما كانوا يتحركون سويا وفي تنظيم سري خلال اجتماعات الكان التي شهدتها بطولة افريقيا 2017 الماضية بالجابون. الآن أتذكر نظرات أبوريده الحائرة خلال مرافقته بعثة المنتخب بالجابون، لم تكن نظرات عادية، هي نظرات قلق ايجابي حولتها حالة الجفاء بينه وبين صديق الأمس حياتو إلي حالة من القلق السلبي والخوف علي مصيره بالفيفا.. أبوريده لم يتردد كثيرا في اختيار مصلحة مصر واستجمع قواه ووجه هو وحلفاؤه ضربة رجل واحد إلي الوحشي عيسي، وجاءوا بالمدغشقري احمد احمد بعد سلسلة من الاجتماعات السرية التي شهدتها مصر. المعركة التي خسرتها قطر لمصلحة مصر كانت مجرد اختبار جديد علي قوة أبوريده الذي نجح في استقطاب الرجل القوي اينفانتينو رئيس الفيفا وأدار معركته من لندن وسبق حياتو بخطوة خلال اجتماعه الاخير باتحاد IFAB الذي يحمل عضويته وهذا الاتحاد بالمناسبة هو الذي يسن دساتير اللعبة وقوانينها.. أبوريده جعل حياتو يدفع ثمن خيانته لمصر وبيعه بالباطل لحقوق الكاف الفضائية لشركة لاجاردير "الفرنسية -القطرية" رغم تخطي عرض مصر لها بملايين الدولارات وهو العرض الذي قدمته شركة برزينتيشن سبورت. النسر النيجيري امانجو قال في الصحف النيجيرية صراحة ارتفاع اسهم أبوريده في الاحتفاظ بمقعده في عضوية اللجنة التنفيذية للفيفا التي تجري علي المقعد الحر بالبحرين مايو المقبل، بعد رحيل حياتو وهذا شيء يدعو للفخر والتفاؤل، ولكن يبقي السؤال هل حقا سقط حياتو الذي له جذور ومخالب في كل بقاع القارة السمراء؟ هل سقط الرجل الوحشي بلا رجعة بعد اقترابه من الثلاثين عاما جالسا علي كرسي الكاف؟ في تخيلي مازال الوحشي عيسي حياتو، هو وأسراره، وفلوله، وانصاره، وهم الآن يفكرون في الانتقام من مصر وأبوريده.. حذار من »الكام باك» في البحرين.. حياتو لن يكون سهلا و»حياته» ستكون في »come back» !!