عيد الأم ليس مجرد احتفالية تنطلق فيها الأغنيات، بل مناسبة لاستعراض نماذج لأمهات كالجبال، صمدن في وجه المآسي والمصاعب، ليكتب القدر لكل منهن نهاية سعيدة، بعد أن نجحت في العبور بأبنائها إلي بر الأمان وسط حياة لاتخلو من قسوة.. سيطرت حالة السعادة علي 27 أسرة، تم اختيار »ست الحبايب بها لتحصل علي لقب الأم المثالية. حيث انتهت وزارة التضامن من اختيارهن، مع 12 أما بديلة. في دمياط امتزجت فرحة سناجئ الحجر »63 سنة» بالدموع. في لحظات استحضرت أم السيد شريط ذكرياتها، بعد إبلاغها بخبر اختيارها أما مثالية. توقف تعليمها عند الشهادة الابتدائية، وتزوجت نجارا أنجبت منه ولدا وبنتين، بعد خمسة أعوام من الاستقرار أصيب زوجها محمد الحديدي بمرض جعله عاجزا عن العمل، وبعد عشر سنوات من المعاناة مات، وكان عمر أكبر ابنائها 12 عاما. حدث هذا منذ 24 عاما وتعلمت »الخياطة»، واعتمدت علي نفسها في رعاية أسرتها، دون أن تطلب مساعدة من أحد، حتي تخرج ابناها السيد وشريف في كلية التربية، وحصلت نرمين علي ليسانس الحقوق. لكن سعادتها لم تستمر، فقد توفي الابن الأكبر في حادث سير، غير أنها صبرت وأكملت مسيرتها حتي نجحت في تزويج ابنتيها. اكدت نسرين أن والدتها »جبل ماهزه ريح»، عانت الكثير من أجل أبنائها، وأضافت أنها لم تجد ما ترد به جميلها سوي تقديم اسمها وتجربتها في مسابقة الأم المثالية. وفي المنوفية فازت فتوح محمد الجريسي ونور الهدي عبدالعظيم باللقب، وفي قرية شنشور تعيش فتوح التي تعدي عمرها ثمانين عاما، توفي زوجها وترك لها 3 أبناء معاقين، يتطلب علاجهم 3 آلاف جنيه شهريا، بينما لا يتجاوز المعاش 500 جنيه. ونجحت في تربيتهم رغم انها تعيش علي كرسي متحرك، الحاجة فتوح فازت بلقب الأم البديلة لأن سيرتها لم تتوقف عند هذا الحد، بل واصلت تربية أحفادها من ابنها الذي سافر إلي الكويت. أما نور الهدي 62 عاما فعاني زوجها من 3 جلطات، واستمر مرضه 17 عاما، وزعت وقتها بين العمل كإدارية في التربية والتعليم وتربية أبنائها ورعاية زوجها، ثم توفي أحد أبنائها مما أصابها بصدمة، لكنها سرعان ما تجاوزتها، انتقلت من شقتها في شبين الكوم إلي قرية كفر المصيلحة وأسست لأبنائها منزلا وتزوجوا، وتمنت أن تختم حياتها بالحج. وفازت سمية فاروق عبدالكريم من الوادي الجديد باللقب، بعد أن نجحت في تربية ابنين أحدهما من ذوي الاحتياجات الخاصة، بالإضافة إلي أبناء شقيقها الذي لقي مصرعة مع زوجته في حادث مروري. تعمل سمية مدرسة وعمرها 49 عاما. أصبحت أرملة عام 1996 ورفضت الزواج لتستكمل رحلة كفاحها.