السفارات المصرية في 18 دولة تفتح أبوابها لاستقبال الناخبين في جولة الإعادة بمجلس النواب    محافظ قنا يهنئ الرئيس السيسي بمناسبة العام الميلادي    الجامعة المصرية بكازاخستان تحتفل بتخريج الدفعة الأولى من مركز "تراث"    بدء صرف الدفعة الثانية من الأسمدة الشتوية لمزارعي الجيزة عبر كارت الفلاح    موسكو تعلن تقدما ميدانيا شمال شرق أوكرانيا.. وبوتين يأمر بتوسيع المنطقة العازلة    زد يستدرج حرس الحدود في كأس عاصمة مصر    4 قضايا أمام الإسماعيلى لرفع إيقاف القيد بعد إزالة مساعد جاريدو    أمم أفريقيا 2025| التشكيل المتوقع للجزائر وغينيا الاستوائية في لقاء اليوم    نظر جلسة محاكمة 3 فتيات بتهمة الاعتداء على الطالبة كارما بالتجمع بعد قليل    فتح التقديم بالمدارس المصرية اليابانية للعام الدراسى 2026/ 2027 غدا    القبض على المتهمين بسرقة محل بلايستيشن فى مدينة 6 أكتوبر    الأمل فى 2026 التحليل النفسى لأبراج العام الجديد    الليلة... نجوم الطرب في الوطن العربي يشعلون حفلات رأس السنة    108 دقة جرس كيف يحتفى العالم برأس السنة كل عام؟    "هتعمل إيه في رأس السنة"؟.. هادعي ربنا يجيب العواقب سليمة ويرضي كل انسان بمعيشته    طبيبة تحسم الجدل| هل تناول الكبدة والقوانص مضر ويعرضك للسموم؟    «ماء الموز» موضة غذائية جديدة بين الترطيب الحقيقي والتسويق الذكي    لماذا ترتفع معدلات الأزمات القلبية في فصل الشتاء؟ 9 إرشادات طبية للوقاية    الصحة تؤكد أهمية تطعيم الحمى الشوكية لطلاب المدارس للوقاية من الالتهاب السحائي    إيمري يقلل من أهمية عدم مصافحة أرتيتا بعد مواجهة أرسنال وأستون فيلا    ليلة استثنائية.. نجوم الأوبرا وعلاء عبد السلام يفتتحون عام 2026 بأغانى الخلود    الحكومة تصدر قرارًا جديدًا بشأن الإجازات الدينية للأخوة المسيحيين| تفاصيل    الإمارات تستجيب لطلب السعودية وتنهي وجودها العسكري باليمن    «اتصال» وImpact Management توقعان مذكرة تفاهم لدعم التوسع الإقليمي لشركات تكنولوجيا المعلومات المصرية    التضامن: إلزام الأسر المستفيدة بالمشروطية التعليمية ضمن برنامج تكافل وكرامة    مطار الغردقة الدولي يستقبل 19 ألف سائح على متن 97 رحلة طيران احتفالا بليلة رأس السنة    محمد جمال وكيلاً لوزارة الصحة ومحمد زين مستشارا للمحافظ للشؤون الصحية    تجديد حبس عاطلين قتلا مالك كافيه رفض معاكستهما لفتاة في عين شمس    اليوم.. نظر محاكمة 5 متهمين بخلية النزهة الإرهابية    تعرف على سعر الدينار البحريني أمام الجنيه في مصر اليوم الأربعاء 31-12-2025    أسعار البيض اليوم الأربعاء 31 ديسمبر    اليوم.. نظر محاكمة المتهم في قضية «صغار الهرم»    دميترييف يسخر من تمويل أوروبا المتحضرة للمنظمات غير الحكومية لغسل أدمغة الناس    وفاة إيزايا ويتلوك جونيور نجم مسلسل "The Wire" الشهير عن 71 عاما    نتنياهو: عواقب إعادة إيران بناء قدراتها وخيمة    نخبة الإعلام والعلاقات العامة يجتمعون لمستقبل ذكي للمهنة    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخيرًا بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الأربعاء 31 ديسمبر    وخلق الله بريجيت باردو    طقس رأس السنة.. «الأرصاد» تحذر من هذه الظواهر    توتر متصاعد في البحر الأسود بعد هجوم مسيّرات على ميناء توابسه    زيلينسكي يناقش مع ترامب تواجد قوات أمريكية في أوكرانيا    "25يناير."كابوس السيسي الذي لا ينتهي .. طروحات عن معادلة للتغيير و إعلان مبادئ "الثوري المصري" يستبق ذكرى الثورة    د.حماد عبدالله يكتب: نافذة على الضمير !!    «مسار سلام» يجمع شباب المحافظات لنشر ثقافة السلام المجتمعي    خالد الصاوي: لا يمكن أن أحكم على فيلم الست ولكن ثقتي كبيرة فيهم    تموين القاهرة: نتبنى مبادرات لتوفير منتجات عالية الجودة بأسعار مخفضة    استشهاد فلسطيني إثر إطلاق الاحتلال الإسرائيلي الرصاص على مركبة جنوب نابلس    الأمم المتحدة تحذر من أن أفغانستان ستظل من أكبر الأزمات الإنسانية خلال 2026    "البوابة نيوز" ينضم لمبادرة الشركة المتحدة لوقف تغطية مناسبات من يطلق عليهم مشاهير السوشيال ميديا والتيك توكرز    المحامى محمد رشوان: هناك بصيص أمل فى قضية رمضان صبحى    رضوى الشربيني عن قرار المتحدة بمقاطعة مشاهير اللايفات: انتصار للمجتهدين ضد صناع الضجيج    قبل المباراة المقبلة.. التاريخ يبتسم لمصر في مواجهة بنين    هل يجب خلع الساعة والخاتم أثناء الوضوء؟.. أمين الفتوى يجيب    هل تبطل الصلاة بسبب خطأ فى تشكيل القرآن؟ الشيخ عويضة عثمان يجيب    جامعة عين شمس تستضيف لجنة منبثقة من قطاع طب الأسنان بالمجلس الأعلى للجامعات    خالد الجندى: القبر محطة من محطات ما بعد الحياة الدنيا    الأهلي يواجه المقاولون العرب.. معركة حاسمة في كأس عاصمة مصر    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 30-12-2025 في محافظة الأقصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الرجل الذي قال لا للسادات ومبارك
الاقتصادي الكبير د. حسن عباس زكي: رفضت رئاسة الحكومة في العهدين واعتذرت عن رئاسة الوطني
نشر في الأخبار يوم 27 - 03 - 2011

د. حسن عباس زكى اثناء حواره مع الأخبار مهندس قرار التأميم في عهد ثورة يوليو رغم عدم اقتناعه به ووزير الاقتصاد والتنمية القومية والاقتصاد والتجارة الخارجية من 85 حتي 26 ومن 56 إلي 17.. أقدم خبير اقتصادي ومالي في مصر وعمره تجاوز التسعين بثلاث سنوات.. طلب منه السادات رئاسة الحكومة فاشترط عليه عدم التدخل في عمله فقال السادات »هو حيعمل رئيس وزراء بجد« وطلب منه مبارك رئاسة الوزراء أو رئاسة الحزب الوطني أو تشكيل حزب جديد فاعتذر يرفض إنشاء الأحزاب علي خلفية دينية.. ونصيحته للدكتور عصام شرف هي إعداد أجيال من الشباب ليكونوا صفا ثانيا يتولي القيادة.
إنه الاقتصادي الصوفي الكبير د.حسن عباس زكي، الذي ولد في مدينة بورسعيد عام 7191 لأسرة عريقة تتصف بالتدين وتنتسب للنبي صلي الله عليه وسلم من ناحية الأب، وتخرج في كلية التجارة شعبة اقتصاد عام 8391، وتقلد العديد من المناصب الرسمية منها سكرتير تجاري بسفارة مصر في واشنطن عام 2591 وعضو وفد مصر بهيئة الأمم المتحدة عام 7591، ووزير الاقتصاد والتنمية القومية في الفترة من 85-26، ووزير الاقتصاد والتجارة الخارجية في الفترة من 56-17، ثم مستشار دولة الإمارات العربية، ثم مستشار رئيس جمهورية السودان، وهو حاليا يشغل منصب رئيس مجلس إدارة بنك الشركة المصرفية العربية الدولية منذ عام 3791، ورئيس مجلس إدارة الشركة العربية الدولية للفنادق، وهو من ناحية أخري عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف ورئيس جمعية المركز العالمي للتوثيق والدراسات والتربية الإسلامية وهو أيضا رئيس لشركة انكوليس وهي أكبر شركة اقتصادية في مصر.
شارك في العديد من اللجان الدولية والعربية، فقد كان رئيس لجنة المفاوضات مع الإنجليز عقب 65 لتحرير أرصدة مصر لدي بريطانيا، ورئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس الشعب ورئيس لجنة الصناديق العربية له العديد من الأبحاث الاقتصادية وأيضا له العديد من المؤلفات في علم التصوف منها مذاقات عالم التصوف، وتفجير الطاقات الكامنة في الإنسان، كان من المهم والضروري، السعي له والإلحاح عليه لمعرفة رؤيته للمشهد الحالي في مصر، والحلول الاقتصادية للخروج من منعطف الطريق فكان هذا الحوار.
كيف تري ثورة 52 يناير؟
ما من شك أن الثورة كانت ناجحة وجديدة في شكلها، فهي ثورة سلمية لم يقم أبناؤها بالضرب والقتل، فهم أناس حاولوا ان يشعروا الشعب بأنهم يعيشون في خطأ كبير بسكوتهم عن حقوقهم الضائعة يستطرد متأملا لكن هناك أمرا مهما في أي ثورة، وهو أن الثائر ينبغي أن يكون لديه طاقة تمكنه من العمل بعد الثورة، المشكلة ان الذين قاموا بالثورة وأرادوا تصحيح الأخطاء التي نعيش فيها لم يتبعوا ثورتهم باجتماعات مع المفكرين وأصحاب الرأي لوضع القواعد والأسس التي تساعد علي تنفيذ الأهداف التي سعت إليها الثورة، وهذه عملية ليست سهلة ولكنها ممكنة.
مفكراً.. سأضرب لك مثالا من الاقتصاد.. عندما ننشئ مصنعا ينجح المشروع ويحقق أرباحا، ثم نجده وعلي مر السنوات يتراجع وقد يفلس، لأنه لم يطور من نفسه، ولم يواكب التغيرات التي تحدث في العالم، وهذا ما حدث في المحلة الكبري، ففيها أكبر مصانع للغزل والنسيج، هل يعقل ان تظل كما هي دون تطوير مدة 03 سنة، ثم يصل الحال بدلا من تطويرها ان نسعي لبيعها، فعلي المستوي الاقتصادي الأمر يحتاج إلي جهاز مهمته متابعة ليس أداء الحكومة ولكن أداء الأفراد حتي يرتقوا إلي المستوي الدولي من حيث الكفاءة والقدرة، وما علي أصحاب المصانع حتي ينجحوا إلا ان يصححوا من أدائهم، ولكننا بدلا من ذلك نجد عمال مصانع علي وشك الإفلاس يطالبون بزيادة المرتبات بدلا من أن يعملوا علي زيادة الإنتاج متعجبا ونجد موظفين يعملون في بنوك بأجور مجزية يحتجون ويتوقفون عن العمل لأن رؤساءهم يحصلون علي مرتبات أعلي، بل ونري طلابا في مدارس وجامعات يطالبون بعزل مديري المدرسة أو عمداء الكليات أو رؤساء الجامعات كل هذا أمر في غاية الخطورة، ينبغي ان تتصدي له وسائل الإعلام، ونعود إلي الثورة.. حتي تتطور وتحقق أهدافها ينبغي ان يجتمع الثوار مع المفكرين والعلماء وأصحاب الرأي في الأمة لوضع القواعد والأسس التي تساعد علي تحقيق أهدافها.
ما رأيك في هذا الكم من مليارات الجنيهات التي وضعها رجال الأعمال في بنوك أجنبية؟
انني أتعجب من رجال الأعمال الذين يضعون أموالهم في الخارج ويتركون بنوكنا وأصفهم بالأنانية المفرطة التي تجعلهم لا يفكرون في مصر ويفكرون في أنفسهم فقط فهم عندما يجدون ان الأحوال الاقتصادية غير مطمئنة يضعون أموالهم في الخارج بدلا من أن يدعموا اقتصاد بلدهم، وهذا يشبه بيتا به رجل مريض بدلا من أن يتكاتف من فيه ويتعاونوا لعلاج الرجل المريض يجلسون إلي جواره ويبكون، مؤكدا ينبغي علينا جميعا أن نتعاون لحل مشاكل البلد، ان اخراج المال بهذا الكم إلي الخارج حب للنفس وأنانية لا أدري سببها خاصة أن الربح علي الدولار في تلك البنوك 1٪ فقط وعلي الجنيه المصري هنا يصل إلي 9٪.
اتصالات.. ومشاركة
هل كنت تتوقع هذا الكم من الفساد في البلد؟
الحقيقة ان الفاسدين كانت لهم اتصالات وعلاقات بالسلطة وأنا آسف أن أقول أيضا مشاركة، الأمر الذي شجعهم علي الانتشار وجعل الفساد يكبر، لأن الفاسد يستطيع ان يفعل ما يشاء إذا وجد من يسانده ويحميه، بل ويشاركه في هذا الفساد.
هل تري في الكشف عن هذا الفساد خطرا علي الاقتصاد؟
بلاشك، فقد شجع الناس الكبار علي إخراج أموالهم إلي الخارج وخلق نوعا من عدم الثقة التي جعلت الناس تنظر إلي الغني نظرة اتهام بأنه حرامي، وهذا كله يهدد الاقتصاد، والحل من وجهة نظري ان تقوم البنوك بدورها في الاتصال برجال الأعمال، وتشجيعهم علي وضع أموالهم في البنوك المصرية مقابل أرباح جيدة.
كيف تفسر وجود هذا الكم من الأموال في مقابل هذا الكم من الفقراء؟
بداية هناك حقيقة مهمة، وهي انه وإن كان الإسلام ضائعا في كل بلاد العالم، فهو موجود في مصر وأفضل، ولكننا لا نعرف كيف نكبر الأفضلية ونصحح الأوضاع، مثال علي ذلك.. لو ان كل واحد أدي حق الله في ماله بإخراج زكاة المال وهي 5.2 في المائة من مال كل شخص، حتي ولو كانت عشرين جنيها، ولو اجتهد كل واحد في حسن توزيع هذه الزكاة، لاختفي الفقر، بمعني موضحا مش لازم أعطي الناس المال فقط ليأكلوا ويشربوا، فلو أمامي مائة شخص أعرف ان لديهم القدرة علي العمل والإنتاج، ممكن أساعدهم في عمل مشروعات صغيرة بل وأساعدهم في تربية أولادهم وإدخالهم المدارس هل تعلمين ان الذي يفعل ذلك يرد الله له ما أنفقه عشرات المرات.
استطعت في عهد جمال عبدالناصر ان تفعل الكثير فلماذا غبت عن المشهد في عهدي السادات ومبارك؟
في عهد أنور السادات، طلب مني تولي رئاسة مجلس الوزراء وكنت في ذلك الوقت أقوم بإصلاح اقتصاد دولة الإمارات، فاعتذرت لقيامي بهذه المهمة هناك، بعدها تردد انني رفضت المنصب حتي لا اتخلي عن الأموال التي أحصل عليها من الإمارات فقلت له انني لا أسعي وراء المال وأنه لا مانع لدي من تولي هذه المسئولية فأرسل لي يطلب تقريراً بخطي أو الخطوات التي يمكن بها الإصلاح، فكتبت تقريراً واشترطت لأدائي هذه المهمة أن تطلق يدي دون تدخل في عملي، وانتظرت أن يصلني الرد، فلم يحدث وفي اليوم التالي كنت أؤدي صلاة الجمعة فرأيت الشخص الذي أرسله لي يؤدي الصلاة، فقلت له انني مسافر غدا للإمارات وأرجو ان أراك قبل سفري، وعندما زارني سألته: أريد أن أعرف ما الذي أغضبه، فقال لي: انه قال.. هو حيعمل رئيس وزراء بجد! بعدها سافرت وأدركت انه لا فائدة.
كيف يمكن الخروج من الأزمة الاقتصادية؟
في أيام السادات اقترحوا توزيع 2 مليار جنيه علي المواطنين لتحسين دخولهم ووقفت أنا أمام هذا القرار، وقلت لهم ان هذا المبلغ سيجعل الفقير ينفقه في غير مكانه، فيتزوج بأخري أو يشتري شقة أو سيارة وبالتالي يضيع هذا المبلغ الضخم في الهواء، واقترحت عليهم، ان يوزع جزء من هذا المال علي الفقراء الذين لا يجدون مالا بالفعل ليعيشوا بشرط اننا لا نعطيهم المال »كاش« في أيديهم، وإنما إذا كنا نريد له أن يأكل جيدا نوفر له البطاقات التي يحصل بها علي ما يحتاجه من الطعام، ثم ننشئ مدارس خاصة ليست كالمدارس العادية ليتعلم فيها من لا يقرأ ولا يكتب القراءة والكتابة بالإضافة إلي حرفة أو صنعة وندرس ما تتميز به كل بلد من حرف، ونمول تعليمه في هذه المدارس مدة ثلاث سنوات، ثم نفرز خريجي هذه المدارس، فمن استطاع ان يقرأ ويكتب فقط دون ان يتعلم حرفة، افتح له كشك حتي يستطيع ان يعيش ومن استطاع ان يتعلم حرفة، ابني له مصنعا صغيرا يمارس فيه تلك الحرفة، وهناك شخص ثالث وجدت فيه القدرة علي الاتقان والإبداع، أعلمه عامين اخرين ثم أقدمه بعد ذلك للمصانع التي تحتاج إليها الدولة لتحسين إنتاجها بحرفيين أكفاء.
جهاز للتطوير
هناك أمر آخر منبهاً أحيانا نجد المصانع لا تتطور أو تتغير، لأن من أنشأها لا يفهم في الصناعة، فقد يكون تاجرا، أو جزارا أو أي شخص معه قرشين، وأشار عليه أحد بإنشاء مصنع، ينبغي علي وزارة الصناعة ان يكون لديها جهاز مهمته عمل إحصاء لجميع المصانع ومتابعة تطويرها، فينبغي لكل مصنع ان يتطور كل ثلاث أو أربع سنوات، ومهمة هذا الجهاز ليست المراقبة فقط وإنما تقديم التمويل اللازم لتطوير هذه المصانع بقروض تسدد علي عدة سنوات، بهذا تضع الدولة الأموال في أصول تكبر وتنمو دون أن تعطي المال كاش لأحد وفي توجيه أصحاب الصناعة ما يجب عليهم ان يؤدوه لكي ينجحوا لأننا يجب أن نتابع التطور في الصناعة حتي ننجح في عملنا.
هل أخذ السادات بهذا الاقتراح؟
وافق عليه ولم ينفذه!
هل طلب مبارك منك تولي أي مناصب لإصلاح البلاد؟
نعم، طلب مني أن أتولي رئاسة الوزراء فاعتذرت، حتي ان ابنه قال لي هاتفيا، هو عارف انت رفضت ليه، مشيرا إلي الموقف الذي حدث مع السادات، بعد ذلك طلب مني مبارك أن أرأس الحزب الوطني أو أقوم بحله وعمل حزب جديد وقال لي: اختار من الحزب القديم الذي تختاره فاعتذرت أيضا، لأني عارف ان معارفه سيتدخلون في عملي »وأنا محبش وجع الدماغ« وسيكون الرأي رأيهم، وعلي الرغم من ذلك ظللت طوال هذه السنوات أعطيه آراء وأكتب له تقارير توضح له كيفية تنشيط الصناعة والزراعة والاقتصاد في بلدنا.
لماذا يفضحونهم؟!
أظهر الكشف عن الفساد أموالا كثيرة نهبت وخرجت إلي البنوك في الغرب كيف يمكن استعادتها؟
لست أدري لماذا لا يبتون في هذه الأمور بسرعة، ويكتفون بفضح الناس ان رجل الأعمال لذي تم فضحه لديه أموال في الخارج مش حنعرف نطولها، ولعودة هذه الأموال هناك سبيلان، الأول هو الاتصال بالجهات الدولية التي لنا اتفاقيات معها تسمح بعودة هذه الأموال، وهناك دول أخري لا توجد بيننا وبينها اتفاقيات، علينا ان نعرض عليها عمل اتفاقيات ونري ما الذي يريدونه ونعمله، ولكن هناك دول ثالثة ترفض عمل الاتفاقيات مثل سويسرا، لذا فأنا أري انه بدلا من الكتابة في الصحف وفضح هؤلاء الناس، اتفق معهم وأساومهم علي استعادة الأموال التي أخذوها بدون وجه حق، ثم علينا أن نتثبت ونتأكد قبل الكتابة عن أحد وفضحه، ويمكن أولا التأكد من صحة هذه الأرقام التي تكتب قبل النشر علي أسماء الناس، وبعدها يأتي دور النائب العام.
هذا يعني انك مع السماح لرجال الأعمال المتهمين بجرائم مالية بأن يسددوا الأموال التي أخذوها بدون وجه حق في مقابل العفو عنهم؟
نعم، وإذا لم يردوها فهم محبوسون ولا يسمح لهم بالخروج.
ألفت كتابا عن تفجير الطاقات الكامنة في الإنسان، كيف يمكن الاستفادة بهذا الفكر في الوقت الحالي؟
أحسن شيء أرد به علي هذا السؤال هو الاهتمام بالتربية الدينية، بأن يعرف الإنسان ربه ويخشاه ولا يخشي سواه، ويؤدي رسالته التي أمره بها وإذا كان يملك المال لابد وأن يخرج زكاته 5.2٪ ويرسلها إلي الفقراء وإذا كان غنيا يستطيع ان يعمل مكتب مهمته توزيع هذه الأموال علي المستحقين حتي لا يأخذوا المال ويضيعوه دون فائدة، علينا ان نساعدهم حتي يحسنوا استخدام هذا المال بالعمل والإنتاج والتنمية، ومثال علي ذلك.. قرأت في إحدي المرات ان وزير الصناعة يشكو لأن المصانع في حاجة إلي 52 ألف عامل ولا يجد هو هذه العمالة، فتعجبت ورددت عليه في الجرائد قائلا: انك وزير صناعة، عملك ان تحسن الأداء في المصانع وأن تراقب ما هي المصانع التي لم تحسن أداءها وتنشئ مدارس لتوفير العمالة الماهرة لهذه المصانع بل وتبحث عن أصحاب رؤوس الأموال الذين يريدون إنشاء مصانع وتمدهم بالخبرة وتدرب لهم العمالة وتراقب الأداء وتحضر لهم مدربين من الخارج، ويمكن ان تنشئ الدولة نفسها وزارة مهمتها التدريب والتطوير.
ألا يقوم الصندوق الاجتماعي بهذا الدور؟
للأسف لم يقم بهذا الدور، وبدلا من أن يستغل أي مال فائض يأتي له في تدريب العاملين في مختلف المجالات كان يزود بهذا المال رواتب الموظفين لديه، لم تقم بإحضار مثلا عشرين واحدا من الخارج لتدريب العمالة في مجال معين، وبعد عامين يرحلون ويقوم من تم تدريبهم بتدريب غيرهم وهكذا، وهذا كله سببه عدم الأمانة وعدم الإخلاص.
هل أدليت بصوتك في الاستفتاء الأخير وهل كنت تدلي بصوتك سابقا؟
لم استطع، فأنا لا أخرج كثيرا، وقيل لي ان الزحام شديد، ثم علمت بعد ذلك انهم يسمحون لمن فوق السبعين بعدم الوقوف في الطوابير وهذا شيء جيد، وقد كنت أذهب سابقا للأدلاء بصوتي في الأمور المهمة، ولكن بناتي وأحفادي أدلوا بأصواتهم.
ما رأيك في نتيجة الاستفتاء علي التعديلات الدستورية؟
أنا مع هذه التعديلات، والحقيقة ان الذين لديهم خوف علي الإسلام يرضون بهذه التعديلات، لماذا، بسبب الخوف علي المادة الثانية من الدستور.
قد تطرح المادة الثانية للمناقشة عند عمل الدستور كله؟
لا أعتقد ذلك، لأنه قد وضحت الرؤية من الآن انه لا ينبغي ان يقترب أحد من هذه المادة، وأصبح لدي الناس وعي بهذه المسألة.
هذا خطأ
ما رأيك في إدخال الدين في السياسة، وإنشاء أحزاب علي خلفيات دينية؟
هذا خطأ، أنا لست مع ذلك، بدلا من أن نقوم بعمل أحزاب علي خلفيات دينية، علينا ان نشرح الدين لدي الناس.
كيف؟
بأن ننشئ مدارس، وننصح الناس بدفع أموال الزكاة وأن نطلب من الحكومة إلزام الناس بأن تضع 5.1 من ال 5.2٪ في صندوق ينفق منه علي مصارف الزكاة وكون شيخ الأزهر مسئولا عنه وليس الضرائب.
هل يعني ذلك انك مع وضع أموال الزكاة في صندوق خاص تحت إشراف الأزهر؟
نعم، وأعضاء مجمع البحوث الإسلامية علي ان ينفق جزء منه علي الفقراء وجزء علي نشر الدعوة الإسلامية.
هل أنت مع انتخاب شيخ الأزهر؟
نعم، الانتخاب أفضل، ينبغي ان ينتخب شيخ الأزهر الشيوخ ونسبة كبيرة منهم ستنتخب العالم.
هل أنت مع الانتخابات بصفة عامة في كل مكان حتي في الكليات؟
نعم، ولكن الانتخاب لا يكون من الطلاب، فهذا خطأ، وإنما من الأساتذة، وينتخب الشخص لعلمه.
سبق لك ان اقترحت علي جمال عبدالناصر عمل الضريبة التصاعدية فلماذا لم تقترحها علي مبارك؟
أناأطالب بالفعل بعمل الضريبة التصاعدية، وقد أكون أول من يدفع كثيرا، ولم اقترحها علي مبارك لأنني أعرف انهم لن يطبقوها حتي لا يدفعوا كثيرا. واقترح ان تنزل نسبة ال 02٪ وتقل للناس أصحاب الأجور الضعيفة، ويستمر رفع الضريبة إلي 06٪ بالتدريج، وبالتالي نتمكن من الحصول علي حصيلة كبيرة جدا تساعدنا علي رفع الحالة الاقتصادية في البلاد، كما اننا خففنا الضريبة علي صغار الموظفين، وبذلك نشيع الرضا النفسي بين الموظفين وأنجح في توفير أموال العلاوة، فما قد يحصل عليه صاحب الأجر الكبير استطيع ان أوزعه علي خمسة أو 6 موظفين.
متي بدأ الفساد في مصر؟
أخشي أن أقول إن النظام الحزبي الذي عملناه، جعل حزبا واحدا يسيطر علي البلد، ويلقي بالفتات إلي الأحزاب الأخري، ولأنه مسيطر زور الانتخابات، هذا ما فتح الباب للفساد وخلق فئات مهمتها ان تخطط وتدبر وتقبض مقابل ذلك، ولذلك فهذا الحزب ينبغي ان ينحل وإذا أراد أن يكون نفسه من جديد، فليفعل ذلك وهو يعلم ان رئيس الدولة لا يرأسه، وأيضا علي شباب الثورة ان يكونوا أحزابا.
كنست الميدان
هل وقف أحد من أولادك أو أحفادك في الميدان؟
حفيدتي ذهبت وشاركت في تنظيف وكنس ميدان التحرير، وهي فتاة شاطرة كانت تعمل براتب قدره ألفان جنيه في إحدي الشركات وبعد ثلاث سنوات عملت في شركة أخري بعشرة آلاف رغم صغر سنها لإتقانها العمل واللغات واكتسابها مهارات كثيرة.
بماذا تنصح الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء؟
هذا الرجل جاد، وأدعو الله له بالتوفيق، وأملي كبير فيما سيصل له إن شاء الله من إصلاح، لذا أنصحه ان يربي من الشباب صفا ثانيا ويدربه حتي يتولي القيادة عندما يتركها، وأن يجعل هذا الأسلوب منهجا يتبعه الجميع، حتي يدخل العقل والحكمة في عملنا ويختفي الفساد والفاسدون وأن يكون هؤلاء الشباب أحزابا.
وبماذا تنصح وزير المالية؟
أنصحه بتطبيق الضريبة التصاعدية؟
وبماذا تنصح وزير التعليم؟
أنا أري ان التعليم يحتاج إلي تغيير شامل، والكل يطالب بذلك ولا يقول لنا كيف، الحل من وجهة نظري ان نتخلص من تنشئة أبنائنا علي الصم والحفظ فالصم لا يكون إلا في القرآن الكريم والأحاديث الشريفة، أما فيما عدا ذلك فلا يوجد صم، ينبغي ان يضع المدرس المنهج الذي سيدرسه للطلاب وأن يضع اسئلة الامتحان منه، وأن نعود الطلاب علي البحث والدراسة، مثلما يحدث في الخارج ان الطالب هناك يدرس عدة شهور يتحول بعدها إلي شخص آخر لديه ذكاء وجرأة وشجاعة وشخصية، ان الطالب عندما تتعطل كل ملكاته ونبقي علي ملكة واحدة هي الحفظ والمهم تربية فكر الطلبة وتشغيل عقولهم لكي تؤدي رسالتها المطلوبة، أيضا أطالب الإعلام المقروء والمسموع ان يهتم بتعليم الناس حقيقة الإسلام ليس بالصوم والصلاة فقط وإنما أيضا بالسلوك.
بماذا تنصح شيخ الأزهر؟
بأن يسعي للنهوض بالإسلام بأن يربي مسلمين حقيقيين في الداخل وينشر حقيقة الإسلام في الخارج، ليس بدعوة الناس للدخول في الإسلام ولكن بشرح هذا الدين، وفي الداخل ينبغي ان نبصر الناس بحقيقة الإسلام بأن نربي الناس علي ان الله أمرنا أن نخشاه ولا نخشي سواه، يجب ان نربي النشء علي حقيقة ان نعبد الله كأننا نراه فإن لم نكن نراه فهو يرانا، بذلك لا يسرق ولا يرتكب معصية لأنه يعرف ان الله يراه بعد ذلك أفهمه ما عليه نحو الإسلام، كيف يصلي ويصوم وما هو حق الله في ماله، وأن الهدف من خلقه هو أن يؤدي رسالة في إعمار الكون.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة