كلمات.. قالها شارلي شابلن قبل سبعين سنة.. مازالت حية.. ونابضة وتصم الآذان.. السبت: احتفظ منذ سنوات بشريط لفيلم »الديكتاتور« للفنان العبقري الراحل شارلي شابلن.. يلعب فيه دور حلاق ألماني بائس سبق أن قاتل في الحرب العالمية الأولي، وعاني من أهوالها، وعرف عن قرب فظائع الحروب.. وجاء وقت تولي فيه السلطة في بلاده الدكتاتور »هنكل«، وبدأ ينشر أفكاره وجواسيسه في كل مكان. ولسوء حظ الحلاق انه يشبه الديكتاتور »هنكل« الذي يرمز لشخصية الزعيم النازي الألماني الطاغية »أدولف هتلر«، ويضطر الحلاق إلي الهرب من رجال الجستابو النازيين جهاز الأمن الهتلري الذين يريدون التنكيل به لأنه يشبه زعيمهم وتلك جريمة لا تغتفر وتشكل تحديا لهذا الزعيم!! ويحدث خلال هروبه انه يقترب من مكان عام يشهد اجتماعا من المقرر أن يخطب فيه الديكتاتور. ويتمكن رجال الجستابو من اعتقاله رغم انه كان يتخفي في ثياب عسكرية نازية.. ثم يتصور هؤلاء الحراس النازيون أن الحلاق هو الزعيم »هنكل« شخصيا، بسبب الشبه الكبير بينهما، ويقودونه رغم أنفه إلي المنصة ليجد نفسه مرغما علي إلقاء خطاب! هنا يلقي الحلاق، الذي يقوم شارلي شابلن بتمثيل دوره، ذلك الخطاب الرائع، الذي يتناقض علي طول الخط مع الفكر النازي الهتلري، وسط تصفيق الجمهور المدوي وذهول معاوني الديكتاتور. والخطاب أشبه برسالة إلي الإنسانية كلها.. وجاء فيه: الجشع يحاصر عالمنا اليوم بحلقة من الكراهية والحقد، ويدخلنا علي خطي الأوز الاسم المعروف لخطوات العسكريين النازيين في دائرة البؤس والدم. أما السلطة، التي اغتصبوها، فإنها ستعود إلي الشعوب لا محالة. ولكن.. حذاري من اليأس. فالطغاة إلي زوال في النهاية. أما السلطة التي اغتصبوها.. فإنها ستعود إلي الشعوب لا محالة. وطالما ان الناس يعرفون كيف يضحون حتي الموت، فإن الحرية لن تفني أبدا.. »أيها الرجال.. أنتم لستم آلات، ولا قطيع أغنام، عيشوا بلا أحقاد أو كراهية. ناضلوا من أجل الحرية. وباسم الديمقراطية.. هيا بنا نتحد جميعا ولنناضل من أجل عالم جديد.. عالم نظيف يوفر لكل إنسان منا إمكانية أن يعمل ويحقق ذاته«. ألقي بطل فيلم »الديكتاتور« هذا الخطاب قبل حوالي سبعين سنة.. ولكن كلماته مازالت حية.. تصم الآذان. شباب في الطليعة الأحد: في مايو عام 9002، عقدت وحدة دراسات الشباب بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة ورشة تدريبية عن الشباب وقضايا الهوية الوطنية برئاسة الدكتورة نورهان الشيخ. طالب الشباب، في تلك الورشة، برحيل الحزب الوطني من الحكم وترك الساحة لغيره من الأحزاب لتصحيح الأخطاء والخطايا التي ارتكبها في حق المصريين طوال السنوات السابقة. بل ان المشاركين في تلك الحلقة النقاشية شككوا في شرعية الحزب الوطني مؤكدين انه لم يظهر إلي الوجود بشكل شرعي، وإنما عن طريق تزوير الانتخابات البرلمانية والرئاسية. وتحدي الشباب رموز الحزب أن يثبتوا مزاعمهم حول »الشعبية الجارفة« التي يتمتعون بها، وقالوا انه لولا التشابك، إلي حد التطابق، والاندماج بين الحزب الوطني وأجهزة الدولة.. لما شعر المواطنون بوجود هذا الحزب. ومما يلفت النظر ان المشاركين في تلك الورشة التدريبية حذروا من انفجار ثورة غضب عارمة بين الجيل الجديد في مصر بسبب عدم قدرته علي تحقيق الذات من الناحية السياسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية. ولم يغفل المشاركون في المناقشة عن كارثة طغيان الفساد والقصور الشديد في المحاسبة والمساءلة للفاسدين، وطرحوا مشكلة عدم تداول السلطة، وما يتعرض له المواطنون من متاعب في حياتهم اليومية مما يعمق الشعور بالاغتراب لديهم، وغياب العدالة الاجتماعية وتراجع الاهتمام بالطبقات الفقيرة المهمشة. لم تولد ثورة 52 يناير من فراغ وإنما سبقتها مواقف واحتجاجات وتحركات وصيحات تحذير وانذار. ولم يكف المصريون عن الشكوي والمواجهة والنضال.. وتلك كانت رؤية جيل صاعد يخفق قلبه مع هذا الوطن، ويعبر عن وجهة نظر مجموع المواطنين وآمالهم وظل يقف في طليعة من يحلمون بالتغيير. .. ولكن لم يكن هناك من يري.. أو يسمع. اللحاق بالعصر الاثنين: مواقع التواصل الاجتماعي مثل »الفيس بوك« و»تويتر« ستواصل القيام بدور مهم في الحراك الاجتماعي في الدول العربية، وخاصة لدي الشباب. هذا ما يؤكده تقرير أصدرته كلية دبي للإدارة الحكومية. فهناك زيادة في العدد الاجمالي لمستخدمي موقع »الفيس بوك« في الدول العربية بنسبة 87٪. وقد ارتفع العدد من 9.11 مليون مستخدم في يناير عام 0102 إلي 3.12 مليون في ديسمبر الماضي. وتمثل فئة الشباب نحو 57 في المائة من مستخدمي »الفيس بوك« في الدول العربية. الواضح أن مدي الاستفادة من ثورة المعلومات المتسارعة تتزايد. كذلك يرتفع مجموع المستفيدين من الخدمات الاجتماعية ومعدلات القراءة بين البالغين والشباب. هذا تطور ايجابي يبشر بقفزات علي طريق اللحاق بالعصر. ذلك لأن أدوات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وامكانيات البحث والتطوير أصبحت تشكل جزءا أساسيا من التنمية الاجتماعية الحديثة.. بل.. وعنصرا رئيسيا جاذبا للاستثمار المحلي والأجنبي.