اشترط الرئيس السوري بشار الأسد علي الاتحاد الأوروبي اتخاذ موقف واضح من سيادة بلاده ووقف دعم الإرهاب، معتبرا أنه في تلك الحالة يمكن لأوروبا أن تشارك في عملية إعادة إعمار سوريا. جاء ذلك في مقابلة مع وسائل اعلام بلجيكية قبل صدور تقرير لمنظمة العفو الدولية يتهم السلطات السورية بتنفيذ اعدامات جماعية شنقا خلال خمس سنوات بحق 13 الف معتقل في سجن صيدنايا العسكري قرب دمشق. واتهم الأسد الاتحاد الاوروبي بدعم الإرهابيين في سوريا منذ البداية »وتحت عناوين مختلفة: إنسانية ،مقاتلون، معتدلون وما إلي ذلك».وقال »لقد كانوا في الواقع يدعمون النصرة وداعش منذ البداية، كانوا متطرفين منذ البداية».وأشار إلي أنه لا يمكن لمن دعم الإرهابيين أن يشارك في التدمير والبناء في وقت واحد، وينبغي أن »يتخذوا موقفا واضحا جدا فيما يتعلق بسيادة سوريا، وأن يتوقفوا عن دعم الإرهابيين. عندها يمكن، وأقول يمكن أن يقبل السوريون أن تلعب تلك الدول دورا في إعادة بناء سوريا».وأكد أن الإرهابيين لا يحظون بأي دعم شعبي في سوريا، »وإنما يتمتعون فقط بدعم الأوروبيين ودول الخليج». في الوقت نفسه اعتبر الأسد أن الأوروبيين سيتبعون وسينفذون ما يريده الأمريكيون، لا وجود لهم كدول مستقلة. ووصف تصريحات ترامب بإعطاء الاولوية لقتال الارهابيين وعلي رأسهم داعش بأنه أمر »واعد» لكن من السابق لأوانه توقع أي خطوات عملية. واكد ان الدفاع عن بلاده يتقدم علي ما يمكن ان تقوم به محكمة العدل الدولية لجهة ملاحقة مسئولين سوريين، واصفا المؤسسات الدولية بانها »مسيسة ومنحازة». وأشار إلي إن والده الرئيس السابق حافظ الأسد لم يكن له أي علاقة بانتخابه رئيسا، معتبرا وجوده في هذا المنصب »من قبيل المصادفة». وردا علي سؤال بشأن إمكانية تنحيه عن منصبه قال »إذا اختار الشعب السوري رئيسا آخر فلن يكون علي أن أختار أن أتنحي، سأكون خارج هذا المنصب. هذا بديهي لأن الدستور هو الذي يأتي بالرئيس وهو الذي ينحيه وفقا لصندوق الاقتراع وقرار الشعب السوري». من جهة اخري، اتهمت منظمة العفو الدولية في تقرير أمس الحكومة السورية بتنفيذ إعدامات جماعية سرية شنقا بحق 13 الف معتقل، غالبيتهم من المدنيين المعارضين، في سجن صيدنايا قرب دمشق خلال خمس سنوات من النزاع في سوريا.وقالت المنظمة إن عمليات الإعدام الجماعي وقعت في الفترة ما بين عامي 2011 و2015 ولكنها ربما لا تزال تحدث فيما قد يصل إلي حد جرائم الحرب. وطالبت بتحقيق من جانب الأممالمتحدة. وجاء في تقرير المنظمة أن ما بين 20 و50 شخصا تعرضوا للشنق كل أسبوع في سجن صيدنايا العسكري شمالي دمشق. واضاف ان »كثير من المعتقلين الآخرين في سجن صيدنايا العسكري قتلوا بعد تعذيبهم المتكرر وحرمانهم الممنهج من الغذاء والماء والدواء والرعاية الصحية.»واوضح إنه كان من بين السجناء عسكريون سابقون اشتبه في ولائهم وأشخاص شاركوا في الانتفاضة وإنهم خضعوا لمحاكمات صورية أمام محاكم عسكرية وأرغموا أحيانا علي الإدلاء باعترافات تحت التعذيب.وأضاف أن عمليات الإعدام تمت سرا وأن القتلي دفنوا في مقابر جماعية خارج العاصمة دون إبلاغ أسرهم بمصيرهم.وذكرت المنظمة أن تقريرها »يستند إلي مقابلات مع 84 شاهدا من بينهم حراس وضباط وسجناء سابقون بالسجن بالإضافة إلي قضاة ومحامين».