للشتاء في سانت كاترين الف وجه، فالمدينة التي تعيش في أحضان الجبال تكتسي في الشتاء بألوان الجمال والبهجة، وترسم فيها الغيوم والثلوج والصخور لوحات ربانية رائعة الجمال تجعل من المدينة تحفة فنية حقيقية تجتذب آلاف السائحين، ويستمتع بها سكانها الذين ألفوا الحياة وسط تلك المدينة المقدسة بكافة تقلباتها في فصول السنة.. واستطاعوا أن يبنوا بيوتهم من صخورها القاسية، لتتحول تلك القسوة إلي برد وسلام علي أهل سانت كاترين تحميهم من برودة الشتاء. في شتاء سانت كاترين تتداخل الالوان وتنسجم لتصنع لوحة من الألوان المبهجة. فالصخور ذات الحمرة القاتمة تتداخل مع الأخضر اليانع، وبينهما ينساب اللون الابيض حينما تتساقط الثلوج في يناير وفبراير من كل عام علي المدينة الواقعة في وسط شبه جزيرة سيناء، علي هضبة ترتفع 1600 متر عن سطح البحر لتتحول المدينة بحق إلي مدينة ل »الثلوج»، التي تتحول إلي ما يشبه التيجان التي تكلل قمم الجبال لتجعله المكان الأشد برودة والأكثر بياضا في مصر ويعيش أهلها طوال فترة الشتاء في درجة حرارة تحت »الصفر». ورغم الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها المواطنون بسبب قلة المواصلات بين المدن والمحافظات الاخري وكثرة استهلاك الكهرباء وعدم وجود افران مخبوزات، إلاأن أهالي وعشاق سانت كاترين يتسابقون في التقاط صور الغيوم والسحب وقت الصباح عندما يشرق ضوء الشمس الغيوم والسحب من فوق الجبال. ويقول الشيخ موسي أبوالهيم صاحب أقدم مخيم بدوي بسانت كاترين ان سانت كاترين تتجمل في فصل الشتاء، وخاصة عند تساقط الثلوج وتلون الغيوم والسحب قمم الجبال، مشيرا إلي أن السياح يحرصون علي الصعود لقمة جبل موسي ليقتربوا من السحب والغيوم ويشاهدوا شروق الشمس. يضيف محمد عيد مساعد رئيس المدينة لشئون القبائل، ان مدينة سانت كاترين تكون الاجمل في الشتاء حيث ترسم السحب والغيوم المناظر الخلابة علي خلفية الجبال مشيرا إلي أن الصعود لقمم الجبال في الشتاء لرؤية شروق الشمس يكون مغامرة لاتنسي لكل من يزور المدينة. ويدعو سليمان الجبالي من ابناء سانت كاترين، المصريين إلي قضاءاجازاتهم الاسبوعية في طقس اوروبي يختلف كثيرا عن الطقس الذي يعرفونه طوال العام حيث يشاهدون تساقط الثلوج والامطار التي تصنع سيولا وشلالات وبحيرات طبيعية. ويقول المهندس السيد عبدالصادق رئيس الوحدة المحلية لمدينة سانت كاترين ان المدينة تشهد اقبالا كبيرا من السائحين خلال هذه الفترة حيث استقبلت الاسبوع الماضي نحو 5 آلاف سائح من مختلف الجنسيات بزيارة دير سانت كاترين الذي يحتوي علي الكنيسة الكبري وكنيسة »العليقة» المقدسة وكنيسة »الجماجم» والمسجد الفاطمي ومتحف الدير، وزيارة جبل موسي وجبل المناجاة ومحمية سانت كاترين وقبر النبي صالح ومنطقة وادي حبران التي تضم نقوشا سيناوية قديمة وجبل عباس ومنطقة جبل الصناع التي تضم العديد من الآثار الاسلامية بالاضافة إلي قضاء وقت ممتع في المخيمات البدوية.