»الكورة أجوان».. دائما ماتعلقت جملة الكابتن لطيف الخالدة في الاذهان وهي الحجة الأقوي للرد علي جميع المشككين ومدعي الكرة الجميلة.. ففي الواقع كرة القدم غير عادلة ففي كثير من الاحيان يخسر الفريق الأقوي أمام المنافس الاضعف الذي نجح في خطف هدف و»مات» عليه وتمكن من الانتصار هذه هي حقيقة الساحرة المستديرة ولذلك هي معشوقة الجماهير لانها مليئة بالشغف والاثارة والحكايات. منذ بداية اللعبة الأكثر شعبية في العالم وهي لم تعرف طريقة لعب واحدة ولها مدارس متعددة مع كل الازمنة تتطور هذه المدارس ومعها تقل متعة الكرة الجميلة وتزداد التعقيدات التكتيكية، ولعل المدرسة الإيطالية التي تعتمد علي غلق المساحات والدفاع الصلب والمحكم واللعب علي الهجمة المرتدة من أعرق المدارس الكروية عبر التاريخ واثبتت نجاحها وجدارتها. الارجنتيني هيكتور كوبر احد رواد هذه المدرسة العريقة.. المدرب الذي استعانت به مصر لاعادة امجاد الكرة المصرية من جديد وهاهو الآن يسطر تاريخه مع الفراعنة ونجح باقتدار.. مسيرة كوبرمع المنتخب رائعة بكل المقاييس ولكن وبالرغم من ذلك مازلت تطاله الانتقادات بسبب حب المصريين للكرة الجميلة واللعب المفتوح وهو مايرفضه تماما ومازال يعمل بأسلوبه الخاص. »الأخبار» استطلعت أراء نجوم وخبراء الكرة المصرية حول التشابه بين اسلوب كوبر واسلوب المدرب القدير محمود الجوهري.. ولماذا يصر علي عدم المغامرة ومازال يلعب بأسلوبه الدفاعي الجامد!. لماذا يخشي الخواجة المغامرة.. ولماذا يحب الخطط الدفاعية ؟ قال محمد رضوان نجم الكرة المصرية والمقاولون السابق أنه وبكل أمانة كوبر مدرب ناجح ولا يستطيع انكار ذلك الا جاحد او حاقد فنتائج الفريق القومي تطورت معه واعاد المنتخب من جديد إلي ريادته الأفريقية واصبح علي بعد خطوات صغيرة لتحقيق حلم المصريين الذي طال انتظاره لاكثر من 27 عاما بالتأهل إلي كأس العالم.. مشيرا إلي أن كل شيخ وله طريقة وكوبر يلعب بطريقته التي يعرف كيف يستفاد منها والتي تمكنه من تحقيق أهدافه بنجاح فالمكسب لا يأتي بالصدفة او بالبركة دائما كما يردد البعض لكن هو اجتهاد وتعب وتدريبات وخطط والتزام ويأتي بعدهم التوفيق. خطف الهدف واضاف أن الكرة اساسها الفوز وكوبر يجيد ذلك ويعرف » من أين تؤكل الكتف» فعلي سبيل المثال بوركينا فاسو قدمت مباراة رائعة وقوية امام منتخبنا وهددت مرمي الحضري كثيرا ولكن مع أول هجمة للفراعنة استطاع محمد صلاح خطف هدف كاد أن ينهي المباراة قبل ان تتعادل الخيول ولكن المنتخب حالفه التوفيق ونجح السد العالي في التصدي لركلتي جزاء وحجز تذكرة التأهل.. مؤكدا أن المدرب الأرجنتيني لديه قماشة جيدة من اللاعبين القادرين علي تنفيذ العديد من الخطط والاساليب التكتيكية وظهر ذلك واضحا في مباراة غانا في ختام دور المجموعات الذي ظهر فيها المنتخب بشكل مغاير تماما وباداء ومستوي متميز بعد تخلي كوبر عن التقفيل الزائد عن الحد ولعب بأسلوب متوازن بين الدفاع والهجوم.. واشار رضوان إلي أن الجمهور المصري طماع ويحب ان يحصل علي كل شيء ويجمع بين الفوز والكرة الجميلة وهم بكل تأكيد لديهم حق في ذلك فاللاعبون المتواجدون علي الساحة حاليا متميزون ويمتلكون مهارات عالية كما أن الشكل الذي يظهر به المنتخب يصيب بالملل والضجر حتي وان كان الفوز يتحقق.. فالمنتخب بلا ملامح وبلا اي شكل هجومي فكوبر دائما يعتمد علي اخطاء الآخرين او المهارات الفريدة للاعبيه لاحراز الأهداف.. موضحا أن كرة القدم تنقسم إلي جزءين الاول ان تكون الكرة مع الخصم وهنا يجب الدفاع جيدا وهو ما يجيده المنتخب بشكل كبير بسبب تضييق المساحات والثاني أن تكون الكرة معنا وهنا يأتي دور الهجوم وهو مايفشل فيه كوبر حتي الآن فالمنتخب غير قادر علي صناعة اي فرصة حقيقية علي مرمي الخصوم. تشبيه خاطئ ويري أن التشبيه بين كوبر والجوهري تشبيه خاطئ فالفرق كبير بينهما فالجوهري كان بالفعل استاذا في التنظيم الدفاعي ولكن الفريق تحت قيادته كان متميزا في تنفيذ الهجمة المرتدة ببراعة او بناء هجمة منظمة وذلك الأسلوب المتوازن هو الأفضل علي الإطلاق حيث تستطيع حماية مرماك من الأهداف وفي نفس الوقت لديك الفرصة في التسجيل.. وقال علاء نبيل مدرب المنتخب الوطني سابقا إنه لديه الكثير من الاعتراضات وعلامات الاستفهام علي كوبر وادائه مع المنتخب.. فالكرة ليست مكسبا وخسارة كما يعرف البعض فالكرة وجدت اولا للمتعة واللمسة الجميلة، فالجمهور يريد ان يري فريقه فائزا بكل تأكيد ولكن ما فائدة الفوز وهو يشاهد فريقه بلا هوية او ملامح فريق مخلخل وبلا اي شكل هجومي ودائما منكمش في منطقته الدفاعية.. مشيرا إلي أن هيكتور نجح وبامتياز علي صعيد النتائج ولكن ينقصه الكثير لكي ينجح علي مستوي الاداء وتحقيق ما يتمناه الشعب والجمهور المصري منه فاذا اراد الاستمرار مع الفريق يجب أن يحسن من أسلوبه ويطور استراتيجيته لان الفوز لن يحالفه دائما طالما يلعب بهذا الاسلوب. دون المستوي واكد انه مستاء من اختيارات كوبر حتي وبالرغم من نتائجه المتميزة فالمدرب الارجنتيني يعتمد بشكل كبير علي المحترفين بالتأكيد لديه الحق في ذلك ولكن ليس كل محترف جديرا بالانضمام للمنتخب فالجميع رأي ان هناك لاعبين دون المستوي وهناك لاعبون محليون أفضل منهم بمراحل.. موضحا أن الدوري في كل بلاد العالم وجد لكي يفرز لاعبين للمنتخب القومي وهو ما لا يفعله كوبر فالدوري كل عام يفرز نجوما ولاعبين متميزين وهو مايتجاهله كوبر بشكل غريب.. واوضح عبد الظاهر السقا نجم المنتخب الوطني السابق ان المنتخب وبعد فترة طويلة من التخبط اصبح لديه شخصية داخل الملعب.. وبات الالتزام هو الصفة الأهم التي اضافها كوبر الي لاعبي المنتخب ونستطيع القول الآن ان المصريين لديهم منتخب قادر علي تحقيق امالهم فهناك فرق كبير عندما نقول اننا لدينا مجموعة متميزة من اللاعبين وبين أن يكون لدينا فريق متميز وهو بالفعل ماحدث فقد نجح كوبر في أن يجعل من المنتخب ككل نجما.. مؤكدا أن واقعية كوبر هي السبب الرئيسي في الفوز علي فريق كبير مثل غانا وفي تصدر المجموعة والوصول إلي ابعد مكان بالبطولة بالاضافة إلي مكاسب الفراعنة خلال فترة ولايته الفنية وذلك بعد أن عرف كيف يخرج أفضل ما في لاعبيه فعلي سبيل المثال »علي جبر واحمد حجازي » مدافعان جيدان ولكن مع كوبر نراهما بشكل مختلف وبمستوي أفضل وذلك من خلال تكتيكه في اللعب بعمل الشبكة الدفاعية عبر الزيادة العددية في المناطق الخلفية ودعم الجانبين ولاعبي الوسط للمدافعين وعليه يظهر المدافع بشكل أفضل.. واضاف ان الدفاع ليس عيبا او شيئا منبوذا فكرة القدم الحديثة تطورت بشكل كبير واصبح الفريق القوي هو الذي يستطيع ويعرف كيف يدافع ومتي يهجم ويحرز الأهداف، فالجميع يقف حاليا احتراما للمدربين جوزيه مورينيو مدرب مانشستر يونايتد وديجو سيميوني مدرب اتليتكو مدريد فكلاهما يلعب بطريقة مشابهة من اسلوب كوبر وصنعا بها انجازات كبيرة لم يكن أحد يتخيلها وبامكانيات تكاد تكون ضئيلة مقارنة بباقي أغلبية الفرق الكبري التي تمتلك الاموال الطائلة واللاعبين المتميزين.