مباراة الليلة بين مصر وبوركينافاسو في الدور قبل النهائي لكأس الامم الافريقية لكرة القدم لن تكون مجرد لقاء بين اللاعبين علي البساط الأخضر فقط ولكنه مواجهة كبري بين مدربين كبيرين خارج الخطوط، المدربان الكبيران الارجنتيني هيكتور كوبر المدير الفني لأحفاد الفراعنة والبرتغالي دوراتي المدير الفني للخيول البوركينية الليلة علي موعد مع صدام لا مفر منه، لابد أن يخرج منه أحدهما رابحا والآخر مهزوما لذا فإن محطة الليلة فارقة في مسيرة المنتخبين بقيادة المدربين الكبيرين. بداية كوبر هو ذلك العبقري الذي حوله بعض المصريين علي مواقع التواصل الاجتماعي إلي »مولانا كوبر» في اشارة منهم إلي حالة التوفيق التي تلازمه خلال مسيرة الفريق المصري بالبطولة بداية من الفوز علي الفهود الاوغندية القوية ثم تفجير نجوم غانا السمراء وأخيرا ترويضه لاسود الاطلسي المغاربة وفكه لعقدة مغربية ظلت 31 سنة شبحا يطارد الاجيال المتعاقبة علي المنتخب. ورغم محاولات البعض التقليل من فكر كوبر إلا أن لقاءاته الاربعة بنهائيات افريقيا ومن قبلها لقاءاته في التصفيات القارية والمونديالية تشير إلي أنه رجل يستحق وصف العبقري بعد أن قهر نسور نيجيريا وتأهل علي حسابهم للنهائيات القارية ويهزم اوغندا ويكرر فوزه علي غانا ويصعد لدور الثمانية متصدرا لكي يطيح بالمغاربة ويفك عقدة السنين. في لقاء اليوم يكمل كوبر مسلسله الواقعي في معترك الكان 2017 بفصل جديد شعاره الحذر الدفاعي و»باص لصلاح » ولن يغامر كوبر بتغييرات جذرية في خطته وتشكيله خاصة وأن مباراته مع بوركينا فاسو عبورها يمنح المنتخب التأهل إلي النهائي الحلم.. كل ما سيفعله كوبر اليوم هو استدعاء بعض البدلاء للاستعانة بهم باعتبارهم الحلول المنطقية لملء فراغ ثلاثة نجوم تساقطوا خلال المسيرة الطاحنة للمنتخب بالكان وهم : محمد عبد الشافي الذي يعاني من التواء في الكاحل ومحمد النني المصاب بشد في عضلة السمانة ومروان محسن المصاب بجزع في اربطة الركبة ويسير حاليا علي عكازين. ولم يجد كوبر أمامه في لقاءات سابقة بالبطولة حلا لملء فراغ شيفو الكرة المصرية سوي الاستعانة بالرجل الشجاع أحمد فتحي في مركز الظهير الايسر والدفع باللاعب الخطير المحترف في صفوف هال سيتي احمد المحمدي في الجبهة اليمني ونجحت الفكرة بامتياز أمام غانا وعبر المنتخب موقعة النجوم السمراء، وفي لقاء المغرب لعب كوبر باللاعب الجوكر أحمد فتحي في قلب خط الوسط للتصدي لهجمات المغاربة من العمق، واستعان بكريم حافظ في مركز الظهير الايسر وعاني المنتخب من القلق والتوتر والمشاكل الكثيرة في هذه الجبهة وعلي ما يبدو أن حافظ لم يكن حافظا ولا منفذا جيدا لفكر هذا العبقري واستمر بالمحمدي فارسا قويا وشجاعا في الجبهة اليمني، ويحسب للمحمدي قدرته العالية علي المراوغة والسرعة وملء مركزه نشاطا وحيوية ولكن يؤخذ عليه هفواته عندما يفقد الكرة خلال محاولته المراوغة دون وجود تغطية خلفية له. ومن خلال القراءة الفنية السريعة لكوبر فإن التشكيل الذي لعب به كوبر في لقاء المغرب وغانا لن يختلف كثيرا ومن المتوقع أن يضم : عصام الحضري في حراسة المرمي واحمد المحمدي يمينا وعلي جبر واحمد حجازي مساكين ومازالت المفاضلة مستمرة بين كريم حافظ وعمر جابر في مركز الظهير الايسر وإن كانت هناك رغبة من كوبر للاستعانة بأحمد فتحي مرة أخري في هذا المكان للتصدي إلي لاعب بوركينا الخطير في هذه الجبهة ولكن استعانته بأحمد فتحي ستربك له خط الوسط والذي يفكر أن يملأه بالدفع باللاعب ابراهيم صلاح ولكنه يخشي المجازفة. إذن وضحت أزمة ومشكلة كوبر انها مازالت قائمة في الجبهة اليسري ومع قلة البدائل تزداد حيرة المدرب الارجنتيني..واستكمالا للتشكيل فإنه لاخلاف علي وجود طارق حامد وعبد الله السعيد في خط الوسط ومحمد صلاح وتريزيجيه تحت رأس الحربة أحمد كوكا البديل الجاهز لمروان محسن الذي يعاني من اصابة قوية. في المقابل اجري باولو دوراتي الشهير بمورينيو أفريقيا تعديلات في خطته وتشكيله علي مدار مبارياته الاربعة بالبطولة، ومنح أدوارا جديدة للاعبيه بمختلف المراكز ففي لقاء الكاميرون في المجموعة الثالثة بالدور الاول لعب دوراتي ويمتلك دوراتي حلولا كثيرة لإمتلاكه لاعبين من عينة النجم الكبير أحمد فتحي كونهم يجيدون اللعب في مراكز مختلفة مما يجعل عملية الاحلال والتبديل سهلة ومتوفرة لمدرب الخيول الذي يسعي لقيادة هؤلاء اللاعبين لمجد قاري يحسب له ويحسب لهم.. ويعتمد دوراتي في طريقة لعبه علي التنوع بين طريقة 4 / 1 / 4 / 1 و4 / 2 / 3 /1 .. معتمداً علي الكثافة الهجومية في وسط الملعب كما أنه يعتمد علي سرعة تراوري الذي لعب في مركزي الجناح الأيمن والمهاجم الصريح وانطلاقات ظهيري الجنب يعقوب كوليبالي وباتريك مالو وإرسال الكرات الطولية أو العرضية للمهاجمين بشكل مختلف وسريع.