في مؤتمر صحفي عقد بمقر المركز القومي للبحوث في 11 فبراير 2015، كان العالم المصري د.مصطفي السيد، أستاذ الكيمياء بجامعة جورجياالأمريكية، حريصا علي التأكيد أن مشروعه لعلاج الأورام بجزيئات الذهب ينقصه الإجابة علي سؤال صعب، هو معرفة الآثار الجانبية لجزيئات الذهب علي الجسم بعد القضاء علي الأورام. ورغم أن د.دينا صلاح، مدرس الفيزياء الحيوية بجامعة عين شمس، ليست ضمن الفريق البحثي للعالم المصري الكبير، إلا أنها حاولت المساهمة في الإجابة علي هذا السؤال في دراسة بحثية مشتركة مع جامعة ليفربول بإنجلترا، وكانت هناك تجربة شخصية مرت بها الباحثة، هي الدافع الأساسي الذي جعلها تفكر في هذا الإتجاه، وتقول الباحثة، وهي تحاول اصطناع ابتسامة، فشلت في رسمها علي وجهها: »لم يكن هذا الإتجاه ضمن أولوياتي البحثية، ولكن وفاة خالتي بمرض السرطان، ومعاناتها مع المرض جعلتني أفكر في هذا المجال، لعلي أستطيع المشاركة في الجهود المبذولة للوصول إلي إجابة علي السؤال الصعب، الذي يعوق تنفيذ تقنية استخدام العلاج بجزيئات الذهب». ما قالته الباحثة هو الفكرة العامة لدراستها، التي حاولت تبسيطها رغم ما تحويها من مصطلحات علمية معقدة، فقالت بنبرة حماسية تعكس سعادتها بما حققته: » أحد تطبيقات دراستي كان يهدف إلي تقليل كمية جزيئات الذهب المستخدمة في العلاج، وبالتالي يتم التقليل من الآثار الجانبية لها بعد القضاء علي الخلية المسرطنة»، وتوضح أن التطبيق الذي تعنيه هو ما يسمي ب(الفوتو كيميائي)، لدراسة مدي فعالية الأكسجين الأحادي في قتل الخلية السرطانية، التي تم استخدام جزيئات الذهب مع شعاع الليزر في قتلها، حيث يعتمد التطبيق التقليدي في العلاج علي توجيه شعاع الليزر إلي الخلية السرطانية التي تم إلصاق جسيمات الذهب النانومترية بها، وينتج عنه حرارة تقتل الخلية، بينما في التطبيق الفوتوكيميائي الذي استخدمته تتم تهيئة ظروف مختلفة عن التطبيق الحراري، كان من نتيجتها أن جزيئات الذهب تنتج أكسجين أحادي عند تسليط شعاع الليزر عليها، وليس حرارة، وتقول الباحثة : »هذه الظروف المختلفة تتمثل في تركيز أقل من جزيئات الذهب، وشعاع ليزر أقل قوة». وإلي جانب ميزة تقليل كمية جزيئات الذهب، ومن ثم تقليل الآثار الجانبية، فإن هناك بعدا آخر تشير إليه د.دينا، وهو أنه لا توجد ضمانة لعدم انتقال الحرارة حال استخدامها لقتل الخلية السرطانية، إلي الخلايا السليمة المجاورة، بينما التطبيق الفوتوكيميائي يجعل الهدف محددا، وهو الخلية المصابة فقط، حيث ينجح الأكسجين الأحادي في قتل الخلية المصابة فقط. وتواصل الباحثة الحديث عن المعالجات التي تتم لسطح جزيئات الذهب لضمان ثبات هذه الجسيمات داخل الخلية وداخل سوائل الجسم بحيث لا يحدث لها ترسب، كما تكشف عن استخدام نوع من البوليمر، يعرف باسم » بولي ايثلين جليكول»، وهذا البوليمر وظيفته تحقيق الثبات لجسيمات الذهب النانومترية داخل الخلية وداخل سوائل الجسم.