في بارقة أمل لمئات الآلاف من مرضي السرطان, أعلن المركز القومي للبحوث عن بدء تطبيق تجارب علاج السرطان بجزئيات الذهب النانومترية علي الإنسان. وذلك من خلال مؤتمر صحفي عقد أمس بحضور كل من الدكتور أشرف شعلان رئيس المركز, والعالم المصري الدكتور مصطفي السيد رئيس كرسي الكيمياء بمعهد جورجيا الامريكي ورئيس الفريق البحثي بالمركز, والدكتور حسين خالد رئيس المعهد القومي للأورام الأسبق ورئيس الفريق البحثي بالمعهد. صرح الدكتور أشرف شعلان بأن المراحل الأولي من هذه الأبحاث أجريت علي حيوانات التجارب واستمرت حوالي5 سنوات, وأظهرت النتائج فاعلية هذا العلاج في إيقاف نمو الخلايا السرطانية. وأظهرت نتائج الابحاث عدم وجود أي آثار جانبية للعلاج, إلا أن جسيمات الذهب قد تستغرق فترة طويلة نوعا ما حتي يتخلص منها الجسم, ولكن دون أن تترك أي تأثيرا ضارا علي وظائف الكبد والكلي. أكد الدكتور حسين خالد أننا بصدد وضع بروتوكول مشترك بين المركز القومي للبحوث والمعهد القومي للأورام وسيتم عرضه علي وزارة الصحة لأخذ موافقتها قبل بدء تطبيق علاج مرضي السرطان بجزيئات نانو الذهب ويتضمن البروتوكول تحديد الحالات المرضية التي تحتاج لهذا النوع من العلاج, و الجرعات الآمنة لتحقيق الفاعلية المطلوبة, مع تحديد أهم الإحتياطات التي يجب أن تتبع وكيفية تحضير المرضي قبل العلاج. أوضح الدكتور علي شبكة أستاذ بالمركز القومي للبحوث, أنه تم من خلال المراحل البحثية الأولي تحضير جزيئات الذهب علي شكل قضبان وتصل النسبة بين طولها وقطرها حوالي أربعة ونصف نانوميتر, علما بأن سمك شعرة الرأس يصل إلي50 ألف نانومتر, ويجدر بالذكر أن الذهب يفقد خواصه اللاتفاعليه حينما يتم تفتيته إلي دقائق نانوية ليتحول إلي عنصر تفاعلي محفز يمكن أن يتفاعل مع الخلية السرطانية داخل جسم الكائن الحي. وتكمن فكرة العلاج, كما يشير الدكتور علي شبكة في تغطية جسيمات الذهب بمادة مضادة للخلايا السرطانية لتنجذب إليها وتلتصق بها, ثم يتم تسليط شعاع من الليزر له طول موجي محدد علي مكان الخلية السرطانية, حيث تقوم مادة نانو الذهب بامتصاص ضوء الليزر الذي يسلط عليها بعد وصولها إلي الخلية المصابة وتحوله إلي حرارة تحرق الخلية السرطانية, مع عدم التأثيرعلي خلايا الجسم السليمة. وقد حقق هذا العلاج نسب نجاح تصل إلي أكثر من95% في حيوانات التجارب.