إنها أشبة بالمطحنة.. معركة بين أسود وأسود.. مباراة عصيبة ومعقدة وشرسة بين منتخبين مرشحين لنيل لقب كأس الأمم الافريقية.. خرجت السنغال وكانت أفضل بشكل عام.. وبقيت أحلام الكاميرون وكانت أقل باستثناء صلابتها الدفاعية.. لتؤكد نظرية أن الدفاع خير وسيلة للفوز.. بلغت الكاميرون الدور نصف النهائي من كأس الامم الافريقية لكرة القدم بفوزها علي السنغال 5-4 بركلات الترجيح (الوقتان الاصلي والاضافي صفر-صفر) مساء أول أمس في فرانسفيل. وهي المرة السادسة التي تبلغ فيها الكاميرون الدور نصف النهائي والاولي منذ نسخة انجولا عام 2010 عندما خسرت امام مصر. وكررت الكاميرون سيناريو نهائي عام 2002 عندما تغلبت علي السنغال بركلات الترجيح لتحرز اللقب. وقد تسبب ساديو ماني مهاجم ليفربول في خروج فريقه بعد تصدي حارس الكاميرون فابريس اوندوا لمحاولته في حين سجل ابو بكر الركلة الحاسمة لفريقه الذي نجح في محاولته الخامسة. وحملت المواجهة بين الطرفين الرقم 13 اذ سبق ان فازت السنغال 5 مرات اولها في العام 1963 (1-صفر)، مقابل 4 تعادلات و3 هزائم. وحاول السنغاليون منذ البداية زيارة المنطقة الكاميرونية بهدف تسجيل هدف مبكر لم يتحقق، في مقابل دفاع صلب. ونفذ هنري سيفيه ركلة حرة ابعدت الي ركنية من امام المرمي الكاميروني (5)، وجاء اول انذار حقيقي من كرة عرضية رفعها من الجهة اليسري كيتا بالديه لكنها ابتعدت عن ساديو مانيه (12). وسدد بنجامان موكاندجو اول كرة صوب المرمي السنغالي فتحولت الي ركنية (16)، وعلت رأسية شيخو كوياتيه المرمي الكاميروني بقليل (20)، وهربت من مامي بيرام ضيوف فرصة افتتاح التسجيل للسنغال من مسافة قريبة بعد ان تابع كرة عالية بقدمه ذهبت بعيدا عن المرمي (27). وكادت الدقيقة الاولي من الشوط الثاني تبتسم للسنغال وتأتي بالفرج بعد عرضية من كارا مبودجي علي رأس كوياتيه لكنها علت الخشبات من مسافة قريبة (46)، وشكل الكاميرونيون خطين دفاعيين من تسعة لاعبين (اربعة + خمسة). وحرم الحارس الكاميروني باتريس اوندوا مهاجم ليفربول الانكليزي من هدف السبق اثر عرضية من ضيوف بابعاده الكرة من فوق رأسه (53)، وكاد روبير نديب تامبي يغالط الحارس السنغالي عبدو اللاي ديالو من كرة طائرة تابعها بحركة نصف مقصية بيد ان الاخير كام صاحيا له (64). وشهدت اواخر المباراة كرا وفرا بين المنتخبين من دون تعديل في النتيجة. وخاض المنتخبان وقتا اضافيا لكسر التعادل، وكادت الكاميرون تحسم النتيجة في الحصة الاولي منه عندما خطف جاك زوا الكرة من الدفاع وادخل المنطقة من الجهة اليسري وسدد من مسافة قريبة نجح الحارس ديالو في التصدي لها ثم اكمل البديل ساليفو سيس تشتيتها برأسه (104).. وفي الحصة الاضافية الثانية، ابعد مبودجي كرة عرضية من امام المرمي السنغالي ارسلها البديل فنسان ابو بكر (107)، واهدر كيتا اغني فرص الوقت الاضافي بتسديدة طائشة اثر عرضية من سيس (111)، واهدر موسي سو بتسرعه آخر الفرص (120+2). ولجآ المنتخبان الي ركلات الترجيحي التي ابتسمت للكاميرون بعد ان اهدر مانيه ثالث افضل لاعب في افريقيا لعام 2016 الركلة الاخيرة لمنتخب السنغال. كانت صدمة كبيرة للاعبي السنغال وجمهورهم لأن الفوز كان قريبا وسيطرة واضحة علي الأقل في الشوط الأول قبل أن تبادل الكاميرون خصمها الهجمات وتحاول خطف المباراة.. وكانت فرصة غير عادية لأسود الكاميرون الذين كانوا قريبين من الخسارة لكن أنقذوا أنفسهم بحائط دفاعي حديدي غير مسبوق في الكرة الكاميرونية.. الفرص أتيحت للفريقين.. لكن اللمسة الأخيرة كانت سيئة وإن تألق حارس الكاميرون بشكل لافت للنظر.