بعد ايام قليلة علي افتتاح «ممشي الكورنيش الجديد» بميدان التحرير ، الذي تحاول من خلاله محافظة القاهرة استعادة مشهده الحضاري، حتي تحول بعدها ذلك «الممشي» الي مرتع خصب للبلطجية والخارجين عن القانون ، يمارسون سطوتهم الاجرامية ضد المواطنين ، ورفعوا شعار « مفيش حكومة أنا الحكومة » ، وقاموا باستثمار الممشي المخصص وباعوه بالفلوس،وخاصة في أيام الموسم القادمة مع بدء احتفالات المصريين بعيد الفطر المبارك،والذي يعد الكورنيش أحد المناطق التقليدية للاحتفال به. ومنذ اللحظة التي تضع فيها قدميك بميدان عبد المنعم رياض في طريقك إلي الممشي السياحي الجديد ،تجدهم وقد قاموا بتقسيمه إلي أجزاء فيما بينهم .. والبعض قام بوضع الكراسي ونصب «الفرشة، ولكي تجلس علي الكورنيش وتشم هواءه، عليك دفع 5 جنيهات للكرسي والشاي خمسة أخري اجباري، ويخلق ذلك معاناة حقيقية لكل مواطن بسيط يريد الحصول علي ابسط حقوقه وهي استنشاق هواء نظيف نوعا ما علي كورنيش النيل، بعد أن وفرت له الدولة من مال الدولة ذلك الممشي ليحصل علي ذلك الحق . وكما يشير محمد حسين «عامل أرزقي» ،فقد اعتاد اسبوعيا أن يصطحب زوجته وبناته الصغار لمنطقة كورنيش التحرير للتنزه ،الا أنه فوجئ بقيام بلطجي يجبر المواطنين المتواجدين بالممشي بالجلوس علي كرسي مقابل 5 جنيهات للفرد الواحد ،أما مصطفي كامل «موظف»،فقد وقف علي السلالم الخارجية للممشي السياحي بصحبة زوجته ،فقد ملأه التردد من السير بالممشي ،بعد أن رأي مشهد البلطجية ، وقال لنا : انا أتيت للاستمتاع بالجو والنيل وليس من أجل التشاجر مع البلطجية»،ويشير إلي أنهم يحملون الاسلحة البيضاء ويحوزون المواد المخدرة للتعاطي عيني عينك امام الجميع واحيانا للتوزيع والبيع،فيما محمد عبدالسميع «عامل »،فأكد أنه لايستطيع دفع مبلغ 50جنيها في كل مرة يريد التنزه فيها بالممشي،في حين يدعو مصطفي توفيق «موظف» الي ضرورة قيام شرطة المرافق بعمل حملات مستمرة للقضاء علي ظاهرة انتشار العناصر البلطجية ،ويؤكد ان المسئولين قادرون علي هذا الامر مثلما نجحوا في تطهير بعض المناطق من كورنيش النيل وفرض سيطرتهم علي عدم انتظار المراكب المخالفة وإغلاق المراسي النيلية غير المرخصة،ويأتي ذلك في الوقت الذي يستغيث فيه كل كورنيش النيل من انتشار الباعة المتواجدين بمنطقة معهد ناصر والذين حولوه إلي مقاه لتدخين الشيشة وأحيانا إلي «غرزة» لتعاطي المخدرات . ومن ناحيه اخري اكد اللواءياسين عبدالباري،رئيس حي غرب القاهرة ،ان كورنيش النيل والممشي السياحي مازال في مرحلة التطوير ،واضاف ان الاطاحة بالباعة الجائلين هي مسئولية شرطة المرافق التي تقوم بالعديد من الحملات ولكن دون جدوي نظرا لاستمرار مسلسل القط والفأر المعتاد مشاهدته بين الطرفين ، حيث يعود الباعة من جديد فور انتهاء الحملة ،واشار ياسين إلي ان الحي يدرس حاليا امكانية تسليم الكورنيش والممشي إلي شركة تتولي كافة شئونه حتي يتم القضاء علي الباعة والبلطجية الذين يفرضون سطواتهم علي المنطقة ،ولكن القرار مازال محل دراسة . احمد عبدالهادي وجون سامي