اكد الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند ان فرنسا «تواجه تهديدا ارهابيا كبيرا جدا» مشيرا إلي أن مكافحة الإرهاب «لا تعني بلدا واحدا أو أراض محددة، بل تتطلب عملا متبادلا». جاء ذلك عقب اجتماع طاريء في قصر الاليزيه غداة مقتل شرطي وصديقته في منطقة قرب باريس علي يد مهاجم مجهول اعلن تنظيم «داعش» انه ينتمي اليه. ووصف اولاند الهجوم الذي تباشر التحقيق فيه وحدة مكافحة الارهاب بمكتب المدعي العام، بأنه «عمل إرهابي لا يمكن إنكاره». واذا تأكد أن «داعش» وراء هذه الجريمة فسيكون ذلك اول هجوم ارهابي في فرنسا منذ فرض حالة الطواريء في أعقاب هجمات باريس التي قتل فيها 130 شخصا خلال نوفمبر الماضي. وشدد الرئيس الفرنسي علي أن «مكافحة الإرهاب تتضمن مكافحة الفساد في المؤسسات المحلية والعالمية»، مشيرا في هذا الشأن إلي إنشاء لجنة قضائية مسئولة عن مكافحة الفساد في فرنسا، و»تم إعطاؤها صلاحيات علي مستوي الوطن». وأضاف أن «تبادل المعلومات يسمح لنا بالحد من العمليات المالية غير الشفافة في البلاد»، قائلا إن بلاده ستعتمد آليات جديدة لنظام التحويل المالي في فرنسا. من جانبه، وصف وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف الهجوم بانه «عمل إرهابي خسيس». واكد ان الحكومة مكرسة بالكامل للتصدي لخطر الارهاب ونفذت اكثر من مائة اعتقال منذ بداية العام. وحذر كازنوف من أن فرنسا وأوروبا والعالم الغربي لا يزال يواجه درجة عالية من التهديدات باستخدام العنف المفرط، مشيرا إلي الهجوم الإرهابي الذي شهدته مدينة أورلاندو الأمريكية، حيث استهدف مسلح ملهي ليليا للمثليين، وقتل نحو خمسين من مرتاديه. وذكرت مصادر قريبة من التحقيق ان منفذ الهجوم الذي تبناه «داعش» كان معروفا من قبل الشرطة بسبب تطرفه وورود اسمه في تحقيق مرتبط بشبكة «جهادية» سورية. وذكرت وكالة «أسوشييتد برس» أن ضابطين فرنسيين كشفا هوية منفذ العملية، وأنه يدعي عبد الله العروسي ( 25 عاما) وانه كان معروفا لدي المخابرات الفرنسية، وحكم عليه في 2013 بالسجن ثلاث سنوات لانتمائه في شبكة جهادية لتجنيد المتطوعين للقتال في باكستان. واضاف الضابطان أن العروسي كان يقيم في منطقة «مونت -لا- جولي» شمالي غرب باريس. في سياق متصل، نقلت «اسوشيتد برس» عن مسئولين فرنسيين قولهما إن العروسي قام بتصوير مقطع فيديو للاعتداء وبثه بشكل مباشر علي موقع «فيسبوك» قبل أن يتم إيقاف حسابه.