تقام اليوم مباراتان ضمن منافسات المجموعة السادسة في بطولة الأمم الأوروبية لكرة القدم بفرنسا، تلتقي البرتغال مع أيسلندا علي ملعب فروجيشارا في السادسة مساء، وتواجه النمسا منتخب المجر علي ملعب بوردو في التاسعة مساء. في المباراة الاولي يستهل المنتخب البرتغالي ونجمه كريستيانو رونالدو مشوار الفرصة الاخيرة لتدوين اسم البلاد في سجلات المنتخبات المتوجة بالالقاب بمواجهة ايسلندا. وتشكل النهائيات القارية تحدياً جديداً واخيراً لرونالدو افضل لاعب في العالم في العامين الآخيرين والذي قاد فريقه ريال مدريد الاسباني الي لقبه الحادي عشر في دوري ابطال اوروبا، كي يثبت ذاته وينقل نجاحاته الي المنتخب البرتغالي. وشتان بين انجازات رونالدو علي صعيد الاندية ولا سيما ريال مدريد، وبين ما حققه مع المنتخب، علي غرار منافسه ليونيل ميسي نجم برشلونة الاسباني، الذي لم يحرز حتي الان اي لقب كبير مع منتخب بلاده الارجنتين باستثناء ذهبية اولمبية. وتفرض المنافسة بين رونالدو وميسي نفسها في البطولة القارية، فابن ماديرا يسير بثبات نحو استعادة الكرة الذهبية من ابن روزاريو ورفع رصيده الي 4 كرات ذهبية في ظل التألق اللافت له هذا العام مع النادي الملكي وتسجيله اكثر من 50 هدفاً للموسم الخامس علي التوالي وهو انجاز غير مسبوق. ويخوض رونالدو صاحب 31 ربيعاً، العرس القاري للمرة الرابعة علي التوالي وكان علي وشك تدوين اسم منتخب بلاده في سجلات المنتخبات الفائزة باللقب في مشاركته الاولي عام 2004 عندما كان عمره 19 عاما حيث خسرت البرتغال علي ارضها في المباراة النهائية امام اليونان، قبل ان يقودها الي ربع النهائي عام 2008 والي دور الاربعة في النسخة الاخيرة في اوكرانيا وبولندا. ويدرك رونالدو جيداً الامال المعقودة عليه من مواطنيه، ويقول في هذا الصدد: «انها مسؤولية كبيرة علي عاتقي، أعي ذلك جيداً وابذل كل ما في وسعي من اجل تحقيق امنياتهم التي هي ايضاً امنياتنا نحن كلاعبين». وأضاف: «لا شك ان اي لاعب يحلم برفع كأس البطولة، واعتقد ان الوقت حان بالنسبة لي ولمنتخب بلادي لتحقيق ذلك بالنظر الي عروضنا في النسخ الاربع الاخيرة، لكن المهمة لن تكون سهلة، فهناك منتخبات مرشحة بقوة واخري بامكانها تحقيق المفاجأة، فكل شيء وارد وكل ما نتمناه هو تخطي الدور الاول وبعد ذلك لكل حادث حديث». وغاب رونالدو عن المباراتين الاعداديتين الاوليين لمنتخب بلاده رغبة من المدرب فرناندو سانتوس في اراحته كونه تعرض للاصابة مرتين في نهاية الموسم وكاد يغيب عن نهائي دوري ابطال اوروبا، قبل ان يشركه في المباراة الاخيرة امام استونيا والتي حسمتها بسباعية نظيفة كان نصيب الدون منها ثنائية. وتدخل البرتغال البطولة القارية برغبة محو خيبة امل مونديال البرازيل عندما خرجت من الدور الاول. واكد المدافع الايمن لفولفسبورج الالماني فيرينيا ان «كريستيانو رونالدو» هو دائما افضل لاعب في العالم، وان مستوي باقي لاعبي المنتخب هو بالتأكيد مستوي افضل من عام 2014. لدينا 23 لاعبا مركزين علي هدف واحد، مثلما قال المدرب، من السهل س حب لاعب وتعويضه بآخر، نحن لا نري اي فرق بيننا لاننا جميعا في مستوي رائع». واضاف: «بالتأكيد نحن نرغب في الفوز وهدفنا هو بلوغ المباراة النهائية، ولكن اولا يجب ان نظهر قدراتنا من اجل بلوغ ذلك امام ايسلنداوالنمسا والمجر». واردف قائلاً: «الفارق الكبير عن 2014 هو الحماس الذي وصلنا به الي فرنسا، فعلي سبيل المثال احتجنا الي الملحق للتأهل الي كأس العالم، ولكننا هذه المرة تأهلنا بصدارتنا لمجموعتنا في التصفيات. اعتقد ان النتائج التي حققناها مع فرناندو سانتوس (يشرف علي تدريب البرتغال منذ عام 2014) في السنوات الاخيرة تعطينا حماسا كبيرا». وستكون المهمة الاولي للبرتغال امام ايسلندا مفاجأة البطولة والتي حجزت بطاقتها للمرة الاولي في تاريخها، لكن رفاق رونالدو يملكون الافضلية في ظل حسمهم للمواجهتين الوحيدتين ضد الايسلنديين وكانتا في تصفيات النسخة الاخيرة 2012 حيث فازوا 3-1 في ايسلندا و5-3 في لشبونة. وتأمل ايسلندا في تأكيد مشوارها في التصفيات وتأهلها من مجموعة قوية ضمت علي الخصوص هولندا وصيفة بطلة العالم 2010 وثالثة مونديال 2014، وتشيكيا وتركيا. كما ان هناك 5 اشياء مهمة عن منتخب البرتغال في نهائيات كأس اوروبا 2016. وفي المجموعة ذاتها، تلتقي النمسا مع المجر في بوردو في قمة ساخنة تسعي من خلالها الاولي الي تأكيد مشوارها الرائع في التصفيات. وحقق منتخب النمسا نتائج مذهلة في رحلة التأهل الاول الي نهائيات القارة، علي اعتبار ان مشاركته السابقة والوحيدة في البطولة كانت في نسخة 2008 بحكم صاحب الاستضافة المشتركة مع سويسرا. ويعتمد المنتخب النمسوي علي مجموعة من اللاعبين الجيدين في طليعتهم نجم بايرن ميونيخ الالماني دافيد الابا وماركو ارنوتوفيتش ومارك يانكو وكريستيان فوخس قائد المنتخب الذي يحترف في ليستر سيتي وساهم باحرازه هذه الموسم لقب الدوري الانجليزي الممتاز للمرة الاولي في تاريخه. ولكن تكون المجر لقمة سائغة خصوصا وانها تخوض غمار أول بطولة كبيرة منذ 30 عاما، بعد مونديال 1986 في المكسيك، والاولي لها الي البطولة الاوروبية منذ 44 عاما عندما حلت رابعة في النسخة التي استضافتها بلجيكا عام 1972. لكنها المشاركة الثالثة للمجر، صاحبة التاريخ القديم في عالم المستديرة، في كأس اوروبا، اذ سبق ان حلت ثالثة عام 1964. وخطف منتخب المجر بطاقته الي نهائيات فرنسا عبر الملحق، حيث تغلب ذهابا وايابا علي نظيره النروجي 1-صفر في اوسلو و2-1 ايابا في اوجبشت. وقدم منتخب النمسا مستويات جيدة في التصفيات وأنهاها في صدارة المجموعة السابعة برصيد 28 نقطة بعد تسعة انتصارات وتعادل واحد، ليرتقي من المركز الثاني والسبعين الي الحادي عشر في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).