لماذا يقبل الرئيس من مرءوسيه الهدايا؟ خاصة إذا زادت القيمة عن الحد، عندما توليت رئاسة تحرير أخبار الادب ارسلوا لي مائتي أجندة لأوزعها علي الادباء والمثقفين، وبعد ان توليت امانة الجمعية العمومية للدار وعلمت ان ميزانية الهدايا التي خرجت إلي قيادات الدولة تجاوزت الثمانية وعشرين مليونا من الجنيهات، صحت بدهشة: »كل دي اجندات«، قوبلت من محدثي بابتسامة سخرية، وعلي مدي سنوات رحت اتتبع موضوع الهدايا، ومما علمته ان هدية رأس النظام لها ميزانية محددة، ستة ملايين جنيه، كان ذلك منذ عدة سنوات، ولا أعرف كيف جرت الأمور بعد ذلك، سمعنا عن علبة شيكولاتة ارسلت إلي من بيده المد والابقاء تتوسطها ماسة في حجم البيضة، وأيضا سيارتان فاخرتان أهديتا إليه من معرض للسيارات، وتمهل سيادته أمام كل منهما، هنا اللبيب بالاشارة يفهم، ارسلهما رئيس المؤسسة إليه في اليوم التالي، والمقابل بقاؤه مدة اضافية. هذا أسلوب اتبع في جميع المؤسسات القومية. ميزانية الهدايا تفوق الأرباح، بل ان الهدايا المليونية كانت تخرج من مؤسسات مفلسة. اقترح إعلان الاسماء التي حصلت علي هدايا من دماء العاملين بالصحف والعمل علي استردادها، ويتبع ذلك وقف الهدايا الثمينة تماما من المستويات الادني إلي الأعلي، والا تزيد قيمة الهدية التي يتلقاها رئيس الدولة، أو المسئولون في المراكز العليا عن مائة جنيه فقط لا غير، المهم الآن ان نعرف، الهدايا وقيمتها ولمن توجهت!