فقط بعد شهرين من موافقة كبار صناع القرار في الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة علي اتفاق صعب بشأن تبادل البيانات قال المسئولون عن تنظيم قوانين ولوائح خصوصية المواطنين إن هذه الصفقة لا توفر الحماية الكافية للمعلومات الشخصية لمستخدمي الإنترنت في أوروبا. وتحل الاتفاقية الجديدة التي يطلق عليها «درع الخصوصية» محل اتفاقية سابقة لنقل البيانات عبر الأطلنطي باسم «الملاذ الآمن» والتي قضت أعلي محكمة أوروبية ببطلانها في أكتوبر الماضي بسبب قضية ماكس شريمز وهو طاب نمساوي يدرس القانون ضد شركة فيسبوك. ومن المتوقع أن يتم توقيع اتفاقية «درع الخصوصية» والتي ستسمح للشركات بالاستمرار في إرسال البيانات ذهابا وإيابا عبر المحيط الأطلنطي أوائل الصيف. ومع ذلك فإن عددا من منظمات مراقبة الخصوصية في فرنسا وألمانيا وغيرها من دول الاتحاد الأوروبي دقوا ناقوس الخطر وقالوا إن الشركات الأمريكية مثل جوجل وفيسبوك وأمازون قد تواجه معارك قانونية مع كل دولة علي حدة عند تنفيذ الاتفاق. ويعرب المنظمون عن قلقهم من أن تسيء هذه الشركات استخدام البيانات التي تتضمن معلومات يتم الحصول عليها من عمليات البحث والمشاركات عبر مواقع التواصل الاجتماعي كما أعربوا عن خشيتهم من أن وكالات إنفاذ القانون ومنها وكالة المخابرات الأمريكية تستطيع الوصول إلي المعلومات الشخصية للمواطنين الأوروبيين دون وجود ضمانات حماية كافية مما يعد انتكاسة كبيرة للمفاوضين الأوروبيين والأمريكيين الذين قضوا عدة سنوات من أجل بلورة الاتفاق. وفي بيان لهم قال المسئولون عن تنظيم قواعد الخصوصية إن اتفاق نقل البيانات يعتبر أفضل من القواعد السابقة لكنهم أعربوا مع ذلك عن قلقهم من حصول أجهزة المخابرات الأمريكية بشكل عشوائي علي البيانات الشخصية للمواطنين الأوروبيين عندما يتم نقلها للولايات المتحدة. ووفقا لمراقبي الخصوصية فإن الوصول للبيانات في الولاياتالمتحدة لا يخضع لنفس الحماية المتوفرة في أوروبا وتعتبر الخصوصية من الحقوق الأساسية في أوروبا كحرية التعبير. من جانبها قالت فيرا جوروف المفوضة الأوروبية للعدل إنها ستبذل المزيد من الجهود لدمج وجهة المنظمين في الاتفاق النهائي لكنها أكدت علي ضرورة موافقة الدول الأوروبية علي الاتفاق. في المقابل يؤكد مسئولون أمريكيون أن آليات الرقابة الجديدة كافية لحماية الخصوصية وإن الضمانات الأمريكية تتجاوز مثيلاتها الأوروبية. وقالت وزيرة التجارة الأمريكية بيني بريتزكر التي قادت الفريق الأمريكي في المفاوضات إن واشنطن لديها بنية مختلفة عن أوروبا لكن النظامين يوفران حماية قوية للخصوصية. أخيرا فإنه علي الرغم من كل هذه الانتقادات والمخاوف حول اتفاق «درع الخصوصية» فإن الخبراء القانونيين وصناع السياسة مازالوا يتوقعون أن توافق الدول الأوروبية علي الاتفاق أوائل هذا الصيف.