أري تذكير البعض بما تعمدوا تجاهله عن الأستاذ الدكتور مجدي يعقوب: أحد أشهر جراحي القلب، و رائد من رواد زراعة القلب في العالم بعد الدكتور كريستيان برنارد الذي كان أول من أجري هذه العملية عام 1967. الدكتور المصري مجدي يعقوب منحته ملكة بريطانيا لقب »سير« تكريماً له واعترافاً بإنجازاته في هذا التخصص العلمي والطبي. درس الطب في جامعة عين شمس بالقاهرة، واستكمل دراسته العليا في بريطانيا في بداية الستينيات حيث نال درجة الزمالة الملكية من ثلاث جامعات: زمالة كلية الجراحين البريطانيين في لندن، و زمالة كلية الجراحين الملكية بأدنبرة، و زمالة كلية الجراحين الملكية بجلاسكو.. إلي جانب عمله كجراح في مستشفي »هارفيلد«، ثم طار عام 1969إلي الولاياتالمتحدة ليعمل باحثاً بجامعة شيكاغو، ثم رئيساً لقسم جراحة القلب عام 1972، ليعود بعدها إلي لندن أستاذاً في جامعاتها وممارساً لتخصصه النادر في مستشفياتها، وفي عيادته الخاصة. أجري الجراح العالمي أول عملية زرع قلب في عام 1980، ثم كررها علي مدي ثلاث سنوات متحملاً وفريقه نفقاتها إلي جانب تبرعات المرضي والمؤسسات المدنية الخيرية، نظراً لإحجام نظام التأمين الطبي الانجليزي آنذاك عن تحمل تكاليف جراحات زرع القلب والأوعية الدموية و زرع الرئة الذي تفرغ يعقوب لإجرائها مكتسباً مكانة علمية متميزة في عيون وقلوب الملايين وقام بإجراء أكثر من ألفي عملية جراحية علي مستوي العالم أنقذ بها حياة آلاف المرضي، والأهم أنه لم يدخر جهداً من أجل إجراء تلك الجراحات الكبيرة في الدول النامية مجاناً بالنسبة للمرضي خاصة الأطفال الذين لا يتوافر لهم المال اللازم لإجرائها. و اهتمام الجراح المصري العالمي مجدي يعقوب »مالك القلوب«.. كما وصفته شبكة الإعلام العربية بالمرضي الفقراء لم يُشغله عن تكثيف اهتمامه بتدريب الأطباء الشبان بهدف توفير أجيال من الجراحين المهرة في هذا التخصص الدقيق الذي برع فيه وأضاف إليه الكثير من ابتكاراته في مجال تقنيات وجراحات نقل القلب. وأنتقل إلي تذكير هذا البعض من المصريين الذين يتعمدون في هذه الأيام الإساءة لشخص وأفضال مجدي يعقوب نشاطه الإنساني الرفيع، حيث أسس عام 1995 مؤسسة »سلاسل الأمل« بهدف إجراء جراحات القلب للفقراء في الدول النامية علي رأسها مسقط رأسه: مصر، حيث أنشأ وحدة رعاية متكاملة بمستشفي قصر العيني لعلاج التشوهات الخلقية في القلب، كما أنشأ »مركز مجدي يعقوب« في مستشفي أسوان التعليمي، قدم ويقدم خدمة طبية متميزة مجانية للمرضي.. وهو ما أسعد ملايين المصريين خاصة أبناء أسوان وغيرها من المدن والقري القريبة منها أو البعيدة عنها. مناسبة تذكير الرأي العام المصري ببعض أفضال أبرز رموزنا علي مستوي قارات الدنيا الخمس.. ترجع إلي ما قرأته أمس الأول تحت عنوان صاعق يقول:»العاملون في مستشفي أسوان يطالبون برحيل مجدي يعقوب والأهالي يرفضون«! تفاصيل الخبر الذي قرأته في »الأهرام« تشير إلي »تجمهر العاملين داخل مستشفي أسوان مطالبين باسترجاع ما تم استقطاعه من المستشفي لصالح مؤسسة مجدي يعقوب بناء علي اتفاق بين المؤسسة و وزارة الصحة في عهد وزيرها السابق الدكتور حاتم الجبلي، وسط رفض من أهالي أسوان لهذه المطالب«. ما قرأته أصابني بصدمة هائلة، وحيرة بالغة بين تصديق الخبر أو تكذيبه. فلم أكن أتخيل علي الإطلاق أن يتجمهر مصريون ضد أبرز رموز مصر علي مستوي العالم كله، ويطالبون بإبعاده عن المركز الطبي الذي أسسه لعلاج وإنقاذ أرواح البسطاء الفقراء من مرضانا، بدون مقابل؟! ألهذا الحد وصل بعضنا إلي حد إنكار أفضال الخيرين وعلي رأسهم أبرز رموزنا علي مستوي العالم كله؟! الحيرة المذهلة لم تستمر سوي ساعات، انتهت بالتحقيق الصحفي البديع الذي أجرته زميلتنا في »الأخبار« غادة زين العابدين تحت عنوان : قبل أن نشوّه الرموز.. ونهدم الإنجازات« وتلاه عنوان : »الأخبار« تكشف حقيقة أزمة مركز مجدي يعقوب بأسوان«. ما نشرته الزميلة غادة زين العابدين أمس من حقائق ، و وقائع، ومستندات، وآراء أستأذن القاريء في العودة إليه غداً. إبراهيم سعده [email protected]