شارع بورسعيد والڤيلات والعمارات الحديثة ضاحية من الضواحي تأخذ شكل المثلث.. رأسه منطقة اللسان وضلعه الشرقي نهر النيل.. والغربي البحر المتوسط.. وقاعدته القناة الملاحية لميناء دمياط.. مدينة «رأس البر» التي تحولت مع السنين من جزيرة للصيادين الي واحة الراحة والاستجمام للأعيان والأدباء والفنانين واخيرا الي «مارينا شعبية» وقضت المباني الخرسانية علي جمال «عشش» البوص والحصير. تاريخ «رأس البر» بدأ مع القرن التاسع عشر.. عندما اقبل صيادو الاسماك والسمان بقواربهم وشباكهم الي شواطئها.. واتخذ مشايخ الطرق الصوفية واتباعهم في دمياط من منطقة «الجربي» مكانا للراحة والاسترخاء بعد احتفالاتهم بالموالد.. ومع نهاية القرن التاسع عشر.. وتحديدا في عام 1883 زار رأس البر العالم الألماني «جوخ» وقال انها ستصبح يوما ما ملكة المصايف لشواطئها الذهبية وبعدها عن الضوضاء. مع بداية القرن العشرين بدأ بعض الاعيان بمدينة دمياط في اقامة اكواخ من «البوص والحصير» او ما اطلق عليه عشش رأس البر واتخذوا من المكان مصيفا لهم.. خاصة اثناء الحربين العالمية الاولي والثانية وحرمان الكثيرين من الاسر الارستقراطية من السفر للخارج.. واخذ المكان يتطور عاما بعد آخر وتتزايد اعداد «العشش» وتتحول الي صفوف منظمة بين شاطيء النيل والبحر.. وتم انشاء عدد من الفنادق.. وتم اصلاح الطريق الزراعي الوحيد للمدينة وافتتاح كوبري معدني بدمياط يربط ضفتي النيل مما سهل الوصول للمدينة برا بعد ان استمر لسنوات طويلة باستخدام المراكب.. كما قامت مصلحة «المواني والمنائر» في عام 1938 بإقامة رصيف من الاسمنت بطول 350 مترا داخل مياه البحر و75 مترا فوق الرمال لوقاية الساحل الشمالي من التآكل.. وهو ما يعرف ب «اللسان». في منتصف القرن الماضي وضع مشروع جديد لتخطيط «رأس البر» وتحويلها الي مدينة ثانية باعتبار ان مصيف الحياة البسيطة والفطرية التي كان يعيشها المصطافون القدماء لم يعد يناسب العصر.. فتم شق طرق جديدة وتنفيذ مشروع للصرف الصحي ومياه الشرب.. وجعل «الطفطف» وسيلة الانتقال داخل المدينة.. وبدأ اصحاب العشش مع السنوات في تحويلها الي مبان خرسانية وفيلات.. وتطوير منطقة اللسان والفنار.. ومع تزايد الاقبال من مختلف الطبقات ثم انشاء المطاعم والكافيهات والمحلات التجارية. ويقول محسن عزيز رئيس مجلس المدينة يتواجد في رأس البر 2294 عشة.. فمازال الناس يطلقون علي الفيلات عششا.. بالاضافة الي 1500 قطعة في منطقة الامتداد العمراني الجديد تحت الانشاء.. ويبلغ عدد الفنادق القديمة والحديثة 86 فندقا.. وهناك 153 عمارة سكنية و486 محلا تجاريا. الدخول الي مدينة رأس البر من بوابتين الاولي القريبة من اتجاه الميناء والثانية من الشرق باتجاه الجربي.. وتم تقسيم شوارع المدينة الي ارقام مثل 101 و33 والخ.. وفي نهاية كل شارع شاطيء.. ويقطع المدينة شارع بورسعيد او السوق العمومي وينتهي باللسان.. والذي تم حاليا اقامة فندق عليه. يقول عاطف عصام صاحب سوبر ماركت ان رأس البر ذات طبيعة خاصة وكانت مقصدا للعديد من الادباء والفنانين والشخصيات العامة وكان زوار المدينة يحرصون علي الاستمتاع بكل دقيقة ففي الساعات الاولي من الصباح يحرص الاب علي اصطحاب ابنائه لشراء وجبة الافطار «فول وفلافل وجبن» والالبان وشراء الصحف وفترة بعد الظهيرة يشترون الاسماك ووجبات الغداء وفي فترة «العصاري» يذهبون الي الشواطيء وتكون هذه الفترة لاصحاب المحلات فترة استرخاء وهدوء ثم يعودون الي العشش وعقب العشاء يخرج المصطافون لشارع النيل ومنطقة اللسان للتنزة والجلوس علي الكافيهات والكافتيريات وتناول الفطائر في وجبة العشاء. ويضيف السيد طرابية صاحب فندق: ان رأس البر زمان كان لها طعم ثاني.. واتذكر ان الزوار كانوا هما هما كل سنة كل واحد بيحب يحجز غرفة معينة ويأتي اليها هي هي كل سنة وكانت مدة الحجز طويلة مش اقل من اسبوعين وكان الفندق دائما كومبليت اما في الوقت الحالي ممكن الحجز يبقي من يوم الي ثلاثة ايام واقصي مدة اسبوع. ويقول الحاج محمود احمد تاجر خضراوات وفاكهة انه من مواليد الاسكندرية ومقيم في رأس البر منذ 20 عاما.. ان ابرز المشاكل سيطرة السماسرة علي عقارات المدينة والارتفاع غير المبرر في القيمة الايجارية للعش حيث تجاوز الايجار السنوي للاقامة الدائمة 15 الف جنيه اما الإيجار الموسمي فاصبحت الاسعار خيالية حيث يتراوح ايجار الليلة الواحدة من 300 الي 1000 وفي بعض الاماكن المميزة يتجاوز ذلك مما قلل عدد الزائرين والمدة. ويضيف عماد محمد شيف بأحد المطاعم عن المشاكل: اعمل برأس البر منذ 17 عاما ابرز المشاكل المحلات متعددة الانشطة حيث تجد كافتيريا ومطعما وحلواني داخل محل واحد بالاضافة الي الباعة الجائلين واصحاب محلات «التيك اواي» الذين يعملون صيفا فقط ويربحون ويغادرون المدينة في فصل الشتاء ونظرا لارتفاع اسعار الايجارات زادت رحلات اليوم الواحد والتي يحضر روادها معهم وجباتهم من الاطعمة. دمياط - محمد قورة