سفينة الاهلي تبحر في اتجاه استعادة درع الدوري بدون عواصف إلا القليل.. منها مسألة استمرار أو اعتزال عماد متعب.. اللاعب اكد للإعلام أن احدا لن يجبره علي الاعتزال ورد علي تصريحات حول امكانية انضمامه للزمالك المنافس التقليدي للاهلي بأنه من الممكن ان يقبل هذا العرض اذا استغني عنه ناديه.. كان تردد متعب في تلبية طلب د. محمد أبوالعلا اخصائي التأهيل للتسخين في آخر دقائق مباراة يانج افريكانز واحدة من تذبذب اشارات التعامل بين الجهاز واللاعب.. ومع كل التقدير للتفسيرات التي تحدثت عن براءة النجم من تهمة رفض طلب التسخين بأنه لم يتلق اشارة من مارتن يول المدير الفني الا ان هذا لا يعني ان ابوالعلا يتصرف من دماغه ليطلب من عماد او غيره التسخين فلابد أن هناك اتفاقا او سياسة متفقا عليها في هذا الشأن.. والشيء الاكيد ان هذا الموسم سيكون الاخير لمتعب في صفوف القلعة الحمراء ولابد انه سيأخذ القرار المناسب بالاعتزال أو الاتجاه لأي ناد آخر عندما يعطي الضوءالأخضر للمرور بمزاجه قبل ان يفرض عليه القرار الذي هو بالفعل قائم وإن كان الجهاز مشغولا هذه الايام في حسم بطولة الدوري مبكرا والاستعداد الجاد لدوري المجموعات الإفريقي.. وعندما يحين الموعد سيكون القرار من جانب الهولندي واضحا وصريحا عندما تبدأ عملية دعم الفريق في الموسم الجديد ولابد أن الادارة ستوافق بدون تردد علي طلبات المدير الفني لانه صاحب القرار أولا واخيرا.. وهذه هي سياسة الادارات المحترمة. وبقراءة التاريخ جيدا يمكن القول ان الاهلي لا يقف عند حدود لاعب مهما كان اسمه أو تاريخه وكلنا نتذكر مذبحة الثلاثي طاهر أبوزيد وربيع ياسين وعلاء ميهوب في عهد الراحل الكبير صالح سليم لكنه.. اي الأهلي لا يأكل لاعبيه لحما ويرميهم عظاما فهذه سنة الحياة وهذا هو الاحتراف الحقيقي.. ومن المؤكد ان النادي يحترم تاريخ متعب وما قدمه من عطاء وتضحيات كبيرة ولابد ان يشكر اللاعب وانه لعب لاكبر ناد في افريقيا والشرق الأوسط لينال النجومية الواسعة والحياة الكريمة له ولاسرته.. ومن المؤكد ان باب النادي سيكون مفتوحا امامه للعمل في التدريب أو الادارة بعد ان يؤهل نفسه علميا وفنيا إذا اختار أيا من المجالين. ولا يمكن أن نلوم متعب علي بعض التصريحات النارية التي خرجت منه في الآونة الأخيرة حيث يعيش فترة نفسية صعبة بعد انحسار الاضواء بسبب جلوسه كثيرا علي دكة البدلاء ولم يعد فتي التهديف الاول بسبب الاصابات اللعينة وتقدمه في العمر.. اتهم متعب من اسماهم بالطابور الخامس لارغامه علي الاعتزال ويحصون عليه انفاسه وحدثت بعض الخلافات بينه وبين الكابتن عبدالعزيز عبدالشافي مدير قطاع الكرة الذي عاقبه بالاستبعاد في بعض المباريات تحت قيادته.. لكن بعد تولي مارتن يول كان علي المدير الفني الجديد أن يتعرف عن قرب علي اللاعب النجم وعقد اكثر من جلسة معه.. ونفي ان يكون هناك «سيناريو» لاجبار اللاعب علي الاعتزال واثني علي قدراته ومهاراته لكنه ترك لمتعب حرية اتخاذ القرار وطالبوه بالاجتهاد في التدريب والحفاظ علي وزنه وانقاصه ان استطاع ذلك ليكون جاهزا دائما للدفع به وفق مقتضيات الظروف واحتياجات الفريق مثلما حدث في مباراة بطل تنزانيا. واجه متعب الجهاز بشكوكه وخوفه من التهميش الذي يمهد لخروجه من الحسابات الفنية بدليل جلوسه علي الدكة ثلاث سنوات دون ان يحدث مشكلة .مشادته مع صالح جمعة كانت «نرفزة» ملعب رغم ان البعض وصفها بالتمرد وكما حدث في مسألة طلب التسخين في آخر مباراة يانج افريكانز فقد ظهرت الحقيقة بتأكيد ابوالعلا مدرب الاحمال بأنه لم يحصل علي إذن الجهاز ولبي النداء بالتسخين فور طلب المدير الفني ذلك.. ويشعر متعب بالمرارة من محاولات الضغط النفسي عليه من عدة اتجاهات وطالب الجميع بتركه في حاله وانه سيتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب له وللنادي معا.. قال إنه يشعر بالقدرة والرغبة في الاستمرار وأنه اشتاق للعب في كأس العالم للاندية ومع المنتخب في كأس العالم في روسيا عام 2018.. وطالب متعب المدير الفني ان يترجم اشادته له في التدريبات ووصفه بالاسطورة الي افعال بالدفع به في المباريات يصفة اساسية لكن الواقع غير ذلك حيث يفاجأ بالاستبعاد او مجرد وضعه في القائمة علي أكثر تقدير كما حدث أمام المقاصة واتحاد الشرطة في الدوري وفي مواجهتي ريكارياتيفو الانجولي ويانج افريكانز في دوري الأبطال لدرجة انه يشعر بتحول المدير الفني قبل المباريات وان كلمات الاطراء والاشادة كانت مجرد مخدر للاعبين المستبعدين والاحتياطيين وهو بينهم. ولا ينكر احد علي متعب انجازاته التي وصلت إلي حد المشاركة في حصول الاهلي علي 24 بطولة خلال عشر سنوات من العطاء علي جميع المستويات إلي جانب مشاركته مع المعلم حسن شحاتة في الفوز ببطولة الامم الافريقية في ثلاث دورات متتالية اعوام 2006 و2008 و2010 لدرجة ان البعض كان يصفه بالابن المدلل للمعلم لكنها سنة الحياة.. ولنسأل انفسنا عن العمالقة الذين حصدوا البطولات واستجابوا في النهاية لنداء العقل والطبيعة بالاعتزال. عثمان سالم