5 أجابات

هشام فرغلي مدير متحف النيل بأسوان: المتحف حلقة وصل مع دول حوض النيل

تولي زمام مهمة شاقة علي مدار عام كامل لم ترَ خلالها عينيه وفريق العمل النوم، لتخرج لنا أحدث تحفة فنية تاريخية وثائقية انضمت إلي الخريطة السياحية بأسوان، إنه المهندس هشام فرغلي مدير عام «متحف النيل» بأسوان، والذي افتتحه رئيس الوزراء منذ أيام بعد أن تعطل العمل به عشرة أعوام، لتحتضن مصر مبني يعد إضافة تاريخية لها وسط 11 دولة من دول حوض النيل بإفريقيا.
......................؟
- فكرة إنشاء متحف النيل بأسوان ليست حديثة فهي تعود ل12 عاماً مضوا، فكان من المقرر ان يكون متحفاً وثائقياً للسد العالي وخزان أسوان فقط، إلا أن العمل تعطل علي مدار 11 عاماً حتي استشعر وزير الري الدكتور حسام مغازي المساحة الضخمة للمتحف حيث يقع علي 146 ألف متر، فقرر أن يتم استغلال هذه البقعة كمتحف يضم دول حوض النيل ال11 جميعها، فخُصص لجسم المتحف ألفان متر مربع، بينما تم استغلال 15 فداناً كمساحات خضراء مكشوفة، بجانب 20 فداناً لإنشاء منطقة لوجيستية يتم تنفيذها عن طريق مستثمرين لخدمة المتحف تضم موتيل، وسنترال بنك بجانب مجمع مطاعم ومسرح مكشوف ومراكز خدمات أخري.
......................؟
- يهدف إنشاء المتحف في المقام الأول إلي إعادة وتوطيد العلاقات المصرية الإفريقية بشكل يسمح بتبادل الثقافات والخبرات بين الدول، كما يهدف إلي إعادة مصر لحضن القارة الإفريقية مرة أخري، فالمتحف حلقة وصل بين دول حوض النيل ومنبع ثقافي لكل شعوبها، خاصة ان كل قاعة بالمتحف لا تخلو من مشاركات كل الدول الإفريقية، كما تم تجسيد العلاقات بعمل شعار للمتحف عبارة عن «صواري» تضم أسماء ال11 دولة ووضع في واجهة المتحف بحجم ضخم.
......................؟
- أهم ما يميز المتحف هو جمعه ما بين الثقافة والتاريخ والترفيه والاستمتاع، فهو يعد مزاراً لكل أفراد الأسرة كبيراً وصغيراً، فيحوي عدداً من القاعات أولها «عروس النيل» التي تروي تاريخ مشروعات الري بمصر بمجسمات ومقتنيات تاريخية، وقاعة «وادي النيل» والتي تروي تاريخ النيل من المنبع للمصب، بالإضافة لقاعة «دول حوض النيل» والتي تضم مقتنيات ال11 دولة، وأخيراً قاعة أسماك النيل، كما تميز المتحف بوجود قاعة مخصصة للأطفال وأخري لذوي الاحتياجات الخاصة، وأخيراً احتوائه علي نموذج للأدغال الإفريقية ملحقة بمؤثرات صوتية مبهرة ومجسمات لحيوانات الغابات، بجانب مساحة مكشوفة محاكاة لجمال الهضاب حول النيل.
......................؟
- من أندر المقتنيات بالمتحف هي «قصعة ومسطرين» الملك فاروق والتي استخدمهما في وضع حجر أساس قناطر نجع حمادي، بجانب أندر 120 عينة من الصخور والتي تم استخراجها من الجبال أثناء بناء السد العالي، كما ضم المتحف مجموعة من أقدم الساعات التي صنعت بورشة الطباعيات بوزارة الأشغال العمومية بمصر منذ عقود، بجانب مجموعة نادرة من مقتنيات الدول الإفريقية المصنعة من مواد طبيعية أثرية، وأخيراً احتواء المتحف علي «مركز المعلومات والوثائق» تضم آلافاً من الكتب القديمة والقيمة والمخطوطات والمواثيق التي تم العثور عليها وساهمت في إنشاء السد العالي وتنفيذ أعمال القناطر.
......................؟
- الإقبال علي المتحف منذ افتتاحه لم يكن متوقعاً ففي اليوم الأول تخطي الزائرون الأربعة آلاف، وبالفعل وجدنا انبهاراً كبيراً من الزائرين مابين الطلبة والمثقفين والشخصيات الهامة والأسر الأسوانية بأطفالها، كما تلقيت عددا من المكالمات الهاتفية أكدت حصول المتحف علي صدي كبير جدا بالدول الإفريقية والتي أتوقع ان يزداد زائروها، وأري أن دورنا الآن كإدارة متحف هو الحفاظ علي المستوي القوي الذي بدأنا العمل به وإكمال الاستفادة من ملحقات المتحف التي لم تستغل حتي الآن، فالعبرة ليست بالانطلاق المبهر، بل بمواصلة العمل الجاد والحفاظ علي نفس المستوي المتميز.