سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«وثائق بنما» زلزال يهز العالم ملفات سرية تفضح فساد رؤساء دول ونجوم رياضة عالميين
11 مليون وثيقة تكشف تهريب 140 شخصية عالمية ثرواتهم للخارج عبر شركات سرية
التسريبات تناولت علاء مبارك وأمير قطر السابق وميسي وبلاتيني
كشفت أكثر من 11.5 مليون وثيقة مسربة أن 140 شخصية عالمية، بينهم 12 رئيس حكومة حاليا أو سابقا، إضافة إلي أسماء بارزة في عالم الرياضة، هربوا أموالا من بلدانهم إلي ملاذات ضريبية لإخفاء ثرواتهم في الخارج، وذلك من خلال امتلاك شركات سرية عابرة للحدود. وتم تسريب هذه الوثائق جميعها من مكتب المحاماة البنمي "موساك فونسيكا" الذي يعمل في مجال الخدمات القانونية منذ 40 عاما والذي بحسب هيئة الإذاعة البريطانية لم يواجه طيلة هذه العقود الأربعة أي مشكلة مع القضاء. ومن بين الشخصيات التي ورد ذكرها في الوثائق، قادة وزعماء عرب وأسرهم أو مقربون منهم، من بينهم علاء نجل الرئيس الأسبق حسني مبارك والدائرة المقربة من مبارك، وأمير قطر السابق، حمد بن خليفة آل ثاني، ورئيس وزرائه، حمد بن جاسم آل ثاني، ورئيس وزراء العراق السابق، إياد علاوي، ورئيس الوزراء الأردني الأسبق، علي عبد الراغب، ورئيس السودان السابق، علي أحمد الميرغني، والسكرتير الخاص للعاهل المغربي، منير مجيدي، بالإضافة إلي شخصيات من الدائرة المقربة من الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي والرئيس السوري بشار الأسد والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كذلك ورد اسما لاعبي كرة القدم ميشيل بلاتيني وليونيل ميسي، والرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو. وجاءت تلك الوثائق من تحقيق صحفي ضخم شاركت فيه أكثر من 100 صحيفة حول العالم ضمن "الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين"، ومقره واشنطن، والذي أوضح أن الوثائق، وعددها نحو 11.5 مليون، تحتوي علي بيانات تتعلق بعمليات مالية لأكثر من 214 ألف شركة عابرة للبحار في أكثر من 200 دولة ومنطقة حول العالم. وأضاف الاتحاد أن هذه الوثائق حصلت عليها أولا صحيفة "زود دويتشه تسايتونج" الألمانية قبل أن يتولي هو توزيعها علي 370 صحفيا من أكثر من 70 بلدا من أجل التحقيق فيها في عمل استمر حوالي عام كامل. وأطلق علي الوثائق المسربة اسم "أوراق بنما" نسبة إلي شركة المحاماة البنمية التي تم تسريبها منها. وأعلنت الحكومة البنمية أنها "ستتعاون بشكل وثيق" مع القضاء إذا ما تم فتح تحقيق قضائي استنادا إلي الوثائق المسربة. بالمقابل ندد مكتب المحاماة بعملية التسريب التي طالته، معتبرا إياها "جريمة" و"هجوما" يستهدف بنما. وقال رئيس المكتب ومؤسسه رامون فونسيكا مورا: "هذه جريمة، هذه جناية"، مؤكدا أن "الخصوصية هي حق أساسي من حقوق الإنسان تتآكل أكثر فأكثر في عالمنا اليوم. كل شخص لديه الحق في الخصوصية سواء أكان ملكا أم متسولا". وبحسب التسريبات فإنه فيما يتعلق بالرئيس الروسي فإن الأشخاص المرتبطين به هربوا أموالا تزيد عن ملياري دولار بمساعدة من مصارف وشركات وهمية. وكتب الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين علي موقعه الإلكتروني أن "شركاء لبوتين زورا مدفوعات وغيروا تواريخ وثائق وحصلوا علي نفوذ لدي وسائل إعلام وشركات صناعة سيارات في روسيا". وبحسب صحيفة "لا ناسيون" الأرجنتينية، والتي شاركت في التحقيق، فإن الرئيس الأرجنتيني ماوريسيو ماكري كان عضوا في مجلس إدارة شركة مسجلة في جزر الباهاما، لكن الحكومة الأرجنتينية أكدت أن الرئيس "لم يساهم أبدا في رأسمال هذه الشركة" بل كان "مديرا عابرا" لهذه الشركة. بدوره، قال مدير الاتحاد جيرار ريليه لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إن "هذه التسريبات ستكون علي الأرجح أكبر ضربة سددت علي الإطلاق إلي الملاذات الضريبية وذلك بسبب النطاق الواسع للوثائق" التي تم تسريبها. ولا تنحصر الأسماء الواردة في التسريبات في عالم السياسة بل تتخطاه إلي عالم الرياضة وتحديدا الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا". فأربعة من الأعضاء ال 16 في الهيئة التنفيذية للاتحاد اتهموا بالتهرب الضريبي. ووردت في هذه الوثائق أيضا أسماء حوالي 20 لاعب كرة قدم من الصف الأول خصوصا لاعبين في فرق برشلونة وريال مدريد ومانشستر يونايتد، وفي مقدمة هؤلاء ليونيل ميسي. وبحسب "الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين" فإن ميسي هو شريك مع والده في ملكية شركة مقرها في بنما. وورد اسم النجم ووالده للمرة الأولي في وثائق مكتب المحاماة في 13 يونيو 2013 أي غداة توجيه الاتهام إليهما بالتهرب الضريبي في أسبانيا. ومن نجوم عالم الكرة الواردة أسماؤهم في الوثائق ميشيل بلاتيني الذي استعان بخدمات مكتب المحاماة في 2007، العام الذي تولي فيه رئاسة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، لتأسيس شركة في بنما. وتعليقا علي هذه المعلومات قال بلاتيني في بيان إن المرجع في هذه القضية هو "إدارة الضرائب في سويسرا، بلد إقامته الضريبية منذ 2007". وتشمل الوثائق معاملات جرت علي مدي أكثر من أربعة عقود (1977-2005) لشركات تولي تسجيلها مكتب المحاماة البنمي، ومن بينها معاملات أجراها يان دونالد كاميرون والد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والذي توفي في 2010، وأخري أجراها موظفون مقربون من الرئيس الفنزويلي الراحل هوجو تشافيز.