ونحن نسير علي الطريق الصحيح وفيه تخطو الكرة المصرية خطوات جادة وملموسة في اتجاه العودة إلي مكانتها الطبيعية بالقارة الأفريقية لابد أن يستوقفنا مشهد الحضور الجماهيري الكبير بمدرجات ستاد برج العرب وكيف أن الارجنتيني هيكتور كوبر المدير الفني للمنتخب قال وهو مندهش من شكل المدرجات قبيل لقاء نيجيريا: يا إلهي.. لا أظن أننا يمكن أن نخسر أي مباراة لو معنا هذا الجمهور الكبير. وإذا كانت هذه الصورة الرائعة التي اشتقنا لها كثيرا تمثل إحدي أهم ثمار مباراة الثلاثاء الفائت فان ما يعنينا هنا ليس الحديث عن الدور الداعم للمنتخب ولكل فريق عندنا يلعب امام حضور جماهيري كبير متحمس ودافع للاجادة والتألق والفوز لأن هذا،علي اهميته، يتراجع أمام قيمة وأهمية الرسالة المباشرة التي تصدر عن ملاعبنا لكل دول العالم.. وفي الحقيقة أعجب كثيرا ممن يستهين بما يصدر عن ملاعبنا من رسائل سلبية وانطباعات مسيئة ومكلفة عن حالة البلاد من واقع ملاعب يسكنها الخوف والصمت والهلع وانعدام الشعور بالأمان. مشهد لايقل خطورة عن مشهد خطف طائرة وترويع ركابها بما يهدد بل يطفش السياحة.. الحالة واحدة تقريبا والنتيجة هي ذاتها: ابعدوا عن هنا.. الدنيا مش مستقرة. وفي المناسبة، إذا كانت جهود الدولة نجحت بامتياز في تحرير الطائرة المخطوفة من مختل عقليا من مطار برج العرب، فإننا نأمل في تحرير الكرة المصرية ومبارياتها من عملية الخطف المتعرضة لها منذ فترة وكما ظهرت الدلائل الإيجابية وفي نفس اليوم وأيضا في برج العرب. تحرير الكرة المصرية وإعادتها بجماهيرها ( الكرة بالجماهير وليست للجماهير عملية ليست بالصعوبة التي تبقي عليها ملاعبنا صامتة يسكن مبارياتها الصمت الرهيب وتقدم للخارج اسوأ الصور عن عدم استقرار الاحوال في البلاد، خاصة عندما يتم تقديم الدواعي الأمنية كمفسر دائم لهذه الحالة بينما الشرطة المصرية وعندما تقدم علي عمل تملك كل أدوات وفكر وخبرات وتجارب انجازه علي أتم درجة من الحرفية والقانونية.. وحتي لا تضيع الفرصة الذهبية التي قدمتها لنا مباراة المنتخب مع نيجيريا وحتي تعود الكرة لتقدم للخارج والداخل أقوي وأهم الرسائل عن تمتع مصر بكامل ملامح حياتها الطبيعية واستتباب الأمن في ربوعها أري عودة الجماهير ممكنة جدا بل وفي منتهي السهولة بشروط تضمن كل السلامة والأمان وتحفظ النظام وتصون الارواح من خلال فرض القانون بقوة وصرامة واحترام ، وعن طريق تصورات تنظيمية وإجراءات بسيطة جدا لو كنا عايزين نشتغل ومقدرين اهمية عودة الجماهير والحياة الطبيعية لبلادنا وتعالوا نتصور بعض الخطوات: بيع تذاكر المباريات بالحجز الإليكتروني بحيث يضمن تسجيل بيانات شخصية كل مشجع يشتري تذكرة كما يتم طرح كميات اخري من التذاكر عبر منافذ البيع التقليدية شريطة ان يقدم المشجع بطاقة هويته ويتم تصوير بياناتها والاحتفاظ بها مقرونة برقم التذكرة المسجل بها رقم كرسيه بالاستاد.. جهاز اسكانر بجانب بائع التذاكر يصور البطاقة والتذكرة مع بعض. ترقيم كراسي المدرجات ونشر كاميرات المراقبة بكل جوانب الاستاد. تلوين كل جزء من المدرج بلون يشير إليه من عند البوابة الخارجية وتوفير أكبر عدد من منافذ وبوابات الدخول بما يسهل عملية دخول وخروج وإجلاء الجماهير وفقا للاشتراطات الدولية لحفظ السلامة في الملاعب وليس بحشر كل الناس في بوابة او اثنتين وتكثيف الخدمة الأمنية عندها وخلاص.. الانتشار وتوزيع الأعداد علي عدة منافذ يخلق السهولة ويوفر السلامة.. بحيث يعرف حامل التذكرة ذات اللون الأصفر مثلا − أن بوابة دخوله تحمل إشارة باللون الاصفر ويقوده السهم الأصفر علي الأرض حتي يصل إلي مقعده وبكل جزء من المدرج عدة كاميرات تصوير ترصد حركة كل مشجع ويمكن فورا لقيادات الأمن داخل غرفة التحكم بالاستاد من خلال الكاميرات الاتصال برجال الأمن المنتشرين والتوجيه بسرعة التعامل المباشر مع كل من يصدر عنه اي خروج عن القانون وبكل حسم وصرامة.. كله بالقانون.. خضوع كل مشجع للتفتيش ولكل الإجراءات القانونية المطلوبة علي بوابات الدخول ولا يسمح بأي تجاوز أو دخول لأي ممنوعات ويتم التعامل القانوني الصارم مع كل متجاوز أو من يرفض الخضوع للقانون وضوابطه شريطة توفير كل سبل المعاملة المحترمة المتبادلة بين رجال الشرطة والجماهير. الكل أمام القانون سواسية وبأشد الاحترام المتبادل.. واللي مش عاجبه يركب البوكس ! بعدها اعمل ما شئت يا عم المشاغب.. اسمك وصورتك وعنوانك وبطاقتك عندنا ورقم كرسيك في المدرج معروف.. وكمان متصور صوت وصورة.. هل هناك..بالله عليكم..أي صعوبات خارقة في توفير كاميرات تصوير وجهازين اسكانر او ماكينة تصوير مستندات وكام علبة دهانات بوية للكراسي..؟! هل هناك مستحيل في كل ما عرضناه من تصور لعملية تنظيم معروف ومعمول به في كل بلاد الدنيا.. أما أننا لانريد أن نعمل ونتعب ونتطور ونستثمر ونعيد السياحة والاستثمارات والصورة الطبيعية لبلادنا الغالية.. لماذا لا نشتغل زي خلق الله؟!