وزير الخارجية يهنئ رئيس الجمهورية بمناسبة العام الميلادي الجديد    ماذا بعد انضمام أوكرانيا لتدريبات الدفاع الجماعي في الناتو؟    رئيس جامعة المنوفية يتفقد امتحانات كلية الحاسبات والمعلومات    محافظ مطروح يهنئ الرئيس السيسى بحلول العام الميلادى الجديد    «إكسترا نيوز»: الشركات القومية أساس نجاح سوق اليوم الواحد وخفض الأسعار    مصر تفوز بعضوية مجلس المنظمة البحرية الدولية 2026/2027    "الوزير" يلتقي وزراء الاقتصاد والمالية والصناعة والزراعة والمياه والصيد البحري والتربية الحيوانية والتجارة والسياحة في جيبوتي    مدبولي يُتابع إجراءات رفع كفاءة أداء الهيئات الاقتصادية    الاحتلال ينفذ عمليات نسف للمباني شرق خان يونس ورفح جنوبي قطاع غزة    زيلينسكي: خطة السلام تضع تصورًا لضمانات أمنية أمريكية لمدة 15 عامًا    مظاهرة حاشدة في مقديشيو تنديدا باعتراف الاحتلال الإسرائيلي بأرض الصومال    صحة غزة: وفاة رضيع نتيجة البرد الشديد ليرتفع عدد شهداء المنخفض الجوي ل3    أمم أفريقيا 2025.. ترتيب مجموعة مصر قبل الجولة الأخيرة لدور المجموعات    ذا بيست - دبي تستضيف حفل جوائز الأفضل في 2026    أحمد سليمان يرد على عبد الرؤوف: لماذا لم تتحدث عن الجفالي ومعالي مثل بنتايك    جيلبرتو يشيد بحسام حسن وصلاح قبل مواجهة أنجولا    طاهر أبوزيد: مكاسب حسام حسن مع المنتخب إنجاز رغم الظروف.. والمرحلة المقبلة أصعب    ضبط مخزن دقيق مدعم قبل تهريبه للسوق السوداء بالغربية    غدا.. إجراء امتحان عملي في البرمجة والذكاء الاصطناعي لطلاب أولى ثانوي    إنتصار بين التشويق والكوميديا والدراما الشعبية في موسم رمضان 2026    إطلاق وتنفيذ أكثر من 20 مبادرة ثقافية ومجتمعية لدعم القراءة وبناء الوعي    "دورة محمد جبريل".. الثقافة تكشف تفاصيل مؤتمر أدباء مصر في العريش    15 نصًا في القائمة الطويلة لمسابقة التأليف بمهرجان مسرح الجنوب    وزير الخارجية يؤكد دعم مصر لتعزيز منظومة الصحة والأمن الدوائي في أفريقيا (صور)    محافظ قنا ينعى المستشارة سهام صبري رئيس لجنة انتخابية توفيت في حادث سير    عراقيل إسرائيل أمام الانتقال للمرحلة الثانية    انتشال جثتين من ضحايا حادث غرق 3 أشخاص بترعة المريوطية فى البدرشين    التحقيقات تكشف مفاجآت في واقعة الهروب الجماعي من مصحة الجيزة    ضبط متهم بالتحرش بالطالبات بعد تداول منشور على مواقع التواصل    إحالة ربة منزل للمفتى قتلت زوجها وابن شقيقه بسبب خلافات فى كفر شكر    محافظ الإسكندرية يوجه برفع درجة الاستعدادات للتعامل مع موجة الطقس غير المستقر    ضبط 7 رجال و4 سيدات لاستغلالهم 19 طفلا في التسول بالقاهرة    وزارة التضامن الاجتماعى تقر تعديل قيد جمعيتين في محافظتي القليوبية وكفر الشيخ    وزير العمل يفتتح المقر الجديد للنقابة العامة للعاملين بالنقل البري    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 29-12-2025 في محافظة الأقصر    قرار وزاري لتنظيم ترخيص عمل الأجانب في مصر    وزير الخارجية يؤكد دعم مصر لتعزيز منظومة الصحة والأمن الدوائي في إفريقيا    مديرية الصحة فى كفر الشيخ تُصدر نشرة توعية بطرق الوقاية من الأنفلونزا    برودة وصقيع.. تفاصيل طقس الأقصر اليوم    من المسرح القومي.. خالد محروس يعيد حكاية صلاح جاهين للأجيال الجديدة    «الوطنية للانتخابات» توضح إجراءات التعامل مع الشكاوى خلال جولة الإعادة    كمبوديا تؤكد التزامها بالسلام بعد وقف إطلاق النار مع تايلاند    مناورات صينية واسعة تطوّق تايوان    وزير التموين ومحافظ الجيزة يفتتحان سوق اليوم الواحد فى شارع فيصل.. صور    أشرف صبحي يناقش ربط الاتحادات إلكترونيا وتعزيز الحوكمة الرياضية    قطرات الأنف.. كيف يؤثر الاستخدام المتكرر على التنفس الطبيعي    طبيب روسي يحذر: انخفاض ضغط الدم خطر بعد التعافي من الإنفلونزا    متحدث الوزراء: الحكومة تحاول تقديم أفضل الخدمات لمحدودي ومتوسطي الدخل وفق الموارد المتاحة    حمو بيكا ينعي دقدق وتصدر اسمه تريند جوجل... الوسط الفني في صدمة وحزن    وائل جسار وهاني شاكر يشعلان أبوظبي بليلة طربية نادرة في يناير    مباحث العبور تستمع لأقوال شهود العيان لكشف ملابسات حريق مخزن كراتين البيض    بشير التابعى: توروب لا يمتلك فكرا تدريبيا واضحا    يحيى حسن: التحولات البسيطة تفكك ألغاز التاريخ بين الواقع والافتراض    ما هو فضل الدعاء وقت الفجر؟    لا رب لهذه الأسرة    الأزهر للفتوي: ادعاء معرفة الغيب والتنبؤ بالمستقبل ممارسات تخالف صحيح الدين    دار الإفتاء توضح حكم إخراج الزكاة في صورة بطاطين    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم فى سوهاج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السفير أحمد حجاج الأمين العام المساعد السابق لمنظمة الوحدة الأفريقية :
إثيوبيا لا تريد معاداة مصر استثماراتنا في إثيوبيا تتجاوز 3 مليارات دولار .. وسد النهضة يتكلف 4٫8مليار
نشر في الأخبار يوم 28 - 03 - 2016

افريقيا هي العمق الاستراتيجي لمصر.. لذلك اتجهت مصر إلي القارة السمراء وتسعي حاليا إلي تنمية علاقاتنا بالدول الافريقية اقتصاديا وسياسيا. وتوج منتدي افريقيا 2016 الذي عقد مؤخرا في شرم الشيخ علاقات التكامل والتعاون مع هذه الدول وفتح آفاق الاستثمار المشترك بين مصر ودول القارة السمراء ..حول النشاط المصري الاقتصادي والدبلوماسي مع الدول الافريقية وعضوية الكوميسا التي ضاعفت صادراتنا الي افريقيا بمقدار 5 مرات .. التقت «الاخبار» مع الدبلوماسي السفير أحمد حجاج الذي كان سفيرا لمصر في عدد من الدول الافريقية وشغل منصب أمين عام منظمة الوحدة الافريقية لمدة 12 عاما وكان الامين العام لصندوق التعاون مع افريقيا والآن أمين عام الجمعية الافريقية وأمين عام اتحاد الصحفيين الافارقة والي نص الحوار :
السيسي أعاد مصر للعمق الأفريقي .. وعلينا الانفتاح علي ثقافة القارة
الكوميسا ضاعفت صادراتنا لي القارة السمراء 5مرات
15 ألف طالب أفريقي يدرسون في مصر بمنح مجانية
من واقع خبرتك في العمل الدبلوماسي بالقارة الافريقية كيف تري العلاقات المصرية الافريقية حاليا؟
اعتقد أن العلاقات المصرية الافريقية توطدت كثيرا في الفترة الأخيرة بعد فترة من الركود ولكن اؤكد انها لم تنقطع في يوم من الايام وأن جميع أجهزة الدولة مهما كان نظام الحكم فيها كانت تعمل علي توطيد هذه العلاقات ولكن تواجد الرئيس عبد الفتاح السيسي في مؤتمرات القمة الافريقية ومقابلاته مع زعمائها اعطت زخما لهذه العلاقات ومن خلال خبرتي في افريقيا فالعلاقات الشخصية بين قادة الدول تثمر كثيرا بنتائج أفضل عما دونها من مستويات العلاقات بين الدول المختلفة وقد ادرك الرئيس السيسي اهمية الاتصال الشخصي المباشر بالزعماء الافارقة وعمل علي تقويته وتدعيمه. كما زادت المساعدات المصرية لافريقيا من خبراء واساتذة جامعات واطباء وترسل مصر معونات للدول التي تتعرض للكوارث او الفيضانات أو الجفاف وقد لا يعلم الرأي العام المصري ان لدينا حوالي 15 ألف طالب أفريقي يدرسون في الكليات والمعاهد المصرية بمنح مجانية وعندما يعودون الي بلادهم يتبوأون ارفع المناصب ففي دولة جنوب السودان يشغل بعض الطلاب الذين درسوا بالجامعات المصرية الآن مناصب وزارية في الحكومة وكل ذلك يعود بالفائدة علي العلاقات بين مصر وافريقيا ولكن لابد من الاهتمام بتهنئة الشعوب الافريقية في اعيادها الوطنية وانشاء قمر صناعي افريقي واستغلال نجاح قمة الكوميسا التي كانت من أهم القمم المصرية الافريقية علي الاطلاق لأنها ضاعفت صادراتنا الي الدول الافرقية اكثر من 5 مرات فالاقتصاد يقود قافلة التنمية في جميع الدول .
سد النهضة
سد النهضة أخطر قضية تهم الشعب المصري فكيف تري تطورات الوضع مع اثيوبيا بحكم قضائك 12 عاماهناك؟
هي قضية علاقات ثنائية وليست قضية افريقية ولا أنصح بعرضها علي المؤسسات الافريقية بل يجب ان تناقش بين مصر واثيوبيا والسودان حتي لا تضيع القضية وسط زحام الدول الاخري مثلما ضاعت قضايا كثيرة في الامم المتحدة ،واثيوبيا التي زرت جميع بقاعها لا تحتاج للسد لاستخدام المياه في الزراعة لانهم يعتمدون علي الزراعات المطرية لأنها تقع علي هضبة عالية فتنزل عليها كميات كبيرة من الامطار ولديهم عدة انهار ويحتاجون للسد لتوليد الكهرباء وعمل مشروعات للتنمية والملاحظ ان المفاوضات تسير ببطء ولكن هناك تعهد اثيوبي بعدم ملء الخزان إلا بعد ان تقدم المكاتب الاستشارية تقريرها حول آثار السد علي مصر والسودان وحول بنائه وطريقة ملئه والذي يطمئن مصر هو تعهد اثيوبيا انها لن تجور علي حقوق مصر في مياه النيل وبالفعل لا تستطيع اي دولة ان تعادي شعب مصر الي هذه الدرجة لأن ذلك سيؤدي الي عواقب وخيمة لا أعتقد ان أي دولة تستطيع تحملها ولا اعتقد ان اثيوبيا يمكن ان تقدم علي ذلك.
كيف تسير أعمال بناء السد قبل انتهاء الدرسات الدولية حول سلامة انشاءاته؟
يصر الاثيوبيون أن الشركة الايطالية التي تبني السد سبق وان قامت ببناء الكثير من السدود لكننا نراقب الامور عن كثب ولن نترك شيئا للصدفة وهذا السد كان هو السد الاصلي الذي جري الاتصال مع مصر حوله وكان اسمه سد الحدود و يبعد عن الحدود السودانية بحوالي 10 كيلو مترات وسعته 18 مليار متر مكعب ولكن استغل الاثيوبيون انشغال مصر بشئونها الداخلية خلال السنوات القليلة الماضية وعدم الانتباه للشئون الخارجية في عهد الرئيس الاسبق محمد مرسي ليبدأوا في انشاء سد سعته 74 مليار متر مكعب ويؤكدوا انه سيستخدم فقط في توليد الكهرباء وانا عشت 12 سنة في اثيوبيا واعلم انهم يعانون من نقص كبير في الطاقة وبالمناسبة في اثيوبيا هناك حوالي نصف مليون نسمة يعانون حاليا من مجاعة في شرق البلاد ويجب ان نوازن بين حقوق هذه الدول في التنمية بشرط ألا تحرم مصر والسودان من الحق التاريخي في المياه التي تنظمها الاتفاقيات الدولية.
وهل ستتشكل لجنة تضم مصر والسودان للاشراف علي ملء خزان السد؟
المفروض ان ينتهي البناء خلال عامين ولن نشعر به سلبا أو ايجابا الا بعد الملء والمطمئن نسبيا انه لايمكن منع المياه من المضي في طريقها وإلا سينهار السد فورا كما حدث من قبل لأن الطمي الذي يأتي مع الامطار الغزيرة يترسب وراء السد وهو ضغط ضخم علي جسم السد اعتقد ان الشركتين الفرنسيتين ستقومان بمعاينة موقع المشروع والخبراء المصريون عاينوه اكثر من مرة ونقلنا للاثيوبيين شعور الشعب المصري بالقلق لأن بناء السد يتم اسرع كثيرا من المفاوضات وان هذا السد سيؤثر علي حصتنا من مياه النيل وهي تمس حياة المصريين ولهذا لم يجدوا اي تمويل دولي او اقليمي لتكاليف بناء السد.
ولكن هناك علامة استفهام حول مصدر التمويل الضخم؟
التمويل جاء من المصادر المحلية من جميع موظفي الحكومة الذين تقتطع نسبة من رواتبهم لصالح المشروع باعتباره المشروع الذي يجمع الشعب الاثيوبي وهناك مبالغات في الصحافة المصرية فالبناء سيتكلف 4,8 مليار دولار بالاضافة الي خطوط الكهرباء والتوربينات
وماذا عما يقال من دعم اسرائيل وامريكا لبناء السد وتمويله ؟
ليس لدي معلومات عن الموضوع ولكن اشك في ذلك ،لأن هذا التدخل سيعتبر علامة خطيرة في العلاقات مع مصر واي دولة تتدخل في موضوع السد الاثيوبي ولكن اسرائيل تقوم بمشروعات تمولها الامم المتحدة في اثيوبيا ومنها مشروعات مياه شرب وصحة وتعليم ولكن لا تجازف بتمويل السد وما يمكن ان يكون عليه علامات استفهام ليست مؤكدة هما تركيا وقطر.
هل انت متفائل بتصريحات المسئولين حول السد؟
تفاؤل نسبي لأنه اثناء عملية الملء ستقل حصة مصر ولهذا فمن الافضل ان يتم الملء ببطء وعلي مدار سنوات وعموما مصر استبعدت الحل العسكري في مشكلة السد وتبنت سياسة المفاوضات ولابد من تعزيز المفاوضين بالسياسيين لتكون اكثر فعالية .
افريقيا الآن
كيف اختلفت الدول الافريقية الآن عما كانت عليه في الماضي؟
يجب ان يدرك الرأي العام المصري ان الدول الأفريقية لم تعد كما كانت ويجب ان تتغير طريقة تعاملنا معهم ومع مواطنيهم ،في الماضي كانت مصر تساعد معظم حركات التحرير في افريقيا والآن أصبحت جميعها دولا مستقلة ذات سيادة ويجب ان نتعامل معها علي هذا الاساس فكثير من المصريين يقولون ما احلي الستينيات حيث كان لمصر نفوذ كبير في افريقيا وكانت الكنيسة الاثيوبية تابعة للكنيسة المصرية التي تعين البطريرك الاثيوبي بمعرفتها حتي تم الفصل بينهما وهو قرار سياسي وليس قرارا دينيا ولكن دور الكنيسة المصرية لا زال مستمرا كما يستمر دور الأزهر ولا زالت تنشيء كنائس هناك وتواجدها قوي في كينيا وتنزانيا وترسل تبرعات للكنائس الأخري كما انها عضو بمجلس الكنائس الافريقي ، وحجم الدول الافريقية لا يقاس بعدد سكانها فقد كنت سفيرا في سيشيل التي نفي اليها الزعيم سعد زغلول تعدادها 250 الف نسمة وهي دولة مستقلة مثل مصر ونيجيريا التي يبلغ عدد سكانها 25 مليون نسمة ولذلك فإن مجلس السلم والأمن الافريقي مثل مجلس الامن الدولي مكون من 15 عضوا لكن ليس هناك حق للفيتو مقصور علي الدول الكبري وجميع الدول متساوية مهما بلغت مساحتها او عدد سكانها واصبح الاتحاد الافريقي يولي القضايا الاقتصادية اهتماما أكبر بينما كانت منظمة الوحدة الافريقية مهتمة بقضايا التحرير والتفرقة العنصرية بجنوب افريقيا وبعد الاستقلال اصبح من الطبيعي ان تتجه الدول الافريقية الي التنمية والتبادل الاقتصادي فحدث تقدم في بعض الأوجه مثل انشاء تكتلات اقتصادية داخل القارة الافريقية فمصر عضو في الكوميسا واستطاعت انشاء مجموعة من الدول لتتبع منطقة تجارة حرة تتيح للصادرات المصرية دخول اي دولة افريقية بدون اي رسوم جمركية او عقبات مما ساعد كثيرا علي زيادة صادراتنا للدول الافريقية ووصلنا الي 7 آلاف مليون دولار الآن كما زادت الواردات الإفريقية الي مصر لاننا نستورد منهم المواد الخام اللازمة للصناعة.
الاستثمارات المصرية
وماذا عن الاستثمارات المصرية في الدول الافريقية؟
زادت الاستثمارات المصرية الخاصة هناك و لا يعرف الكثيرون ان رجال الاعمال لديهم استثمارات خاصة في اثيوبيا تبلغ 3 آلاف مليون دولار بالرغم من الشد والجذب حول مفاوضات سد النهضة ولهذه الاستثمارات تأثير كبير لدي هذه البلاد وهناك استثمارات في الجابون والكاميرون ونيجيريا والسودان وتعمل شركات المقاولات المصرية بنشاط في عدد من الدول الافريقية ولدينا اكثر من 800 خبير مصري في الدول الافريقية ونقوم بتدريب العديد من الكوادر الافريقية في كثير من المجالات بدءا من كبار الضباط الذين يتدربون في اكاديمية ناصر العسكرية الي التدريب في مجالات السكك الحديدية والموانيء وحراسة المنشآت والمشكلة أن دورنا غير معروف بالنسبة للرأي العام الداخلي ويتصور الناس ان مصر مقصرة تجاه افريقيا.

وعلي من تقع مسئولية توعية الرأي العام بدور مصر في افريقيا؟
مسئولية الاجهزة الحكومية التي تؤدي هذه الانشطة ومسئولية الاعلام الذي لا يغطي هذه الانشطة ولم يكن هناك تنسيق بين اجهزة الدولة التي تعمل في الشئون الافريقية ولكنها تحسنت الي حد ما ولكن ليس الي الحد الذي يجمعها تحت اطار واحد يحدث زخما مناسبا.
من وجهة نظرك هل قصرت انظمة الحكم المصرية السابقة تجاه علاقاتنا مع افريقيا ؟
لا اعتقد انه كان هناك تقصير متعمد فقد كنت سفيرا في عدة دول افريقية في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك وكانت الاجهزة الحكومية تعمل علي تدعيم العلاقة بين مصر وافريقيا ولكن دون تنسيق كاف او تبادل معلومات وعلي مستوي القيادات السياسية أصبح الرئيس يتغيب عن القمم الافريقية بعد محاولة اغتياله الفاشلة في اديس أبابا مما أثار تعجب واستياء القادة الافارقة ولكن الرئيس السيسي بادر بالاهتمام بحضور جميع القمم الافريقية وكان حريصا علي التواجد وتقوية العلاقات بينه وبين قادة الدول الافريقية ولكننا لا زلنا بحاجة لاقناع الرأي العام المصري بأهمية افريقيا لمصر واتمني عرض افلام افريقية في دور السينما والمحطات المصرية فهناك سينما مميزة في البلدان الافريقية وتحصل علي جوائز في المهرجانات الدولية مثل كان وفينيسيا ولابد من عقد ندوات توعية بالاماكن العامة وأقترح ادخال مناهج في التاريخ والجغرافيا وعادات الشعوب وعلاقات مصر وافريقيا ليدرسها الطلاب في مدارسنا لأن معرفة تاريخ افريقيا لا يقل أهمية عن معرفة تاريخ الولايات المتحدة واليابان ولابد ان يعرف الدور الهام الذي لعبته بلده في افريقيا في الماضي والحاضر لأن المصريين بصفة عامة ينصب اهتمامهم علي الرياضة الافريقية فلم نحاول فهم الثقافة الافريقية او نترجم كتبهم في اي مجال فكري أو أدبي صحيح توجد بعض المحاولات في الوقت الحالي لكنها ليست كافية.
في أي دول افريقية شغلت منصب سفير مصر؟
كنت سفيرا لمصر في نيروبي في بداية الثمانيات ثم سيشل وانتخبت ثلاث مرات امينا عاما لمنظمة الوحدة الافريقية لمدة 12 عاما في أديس أبابا من 1987 الي 2000 وكنت مديرا للادارة الافريقية والامين العام للصندوق المصري للتعاون مع افريقيا وفي الوقت الحالي امين عام الجمعية الافريقية وأمين عام اتحاد الصحفيين الافارقة وعضو مجلس ادارة معهد الدراسات الافريقية بجامعة القاهرة وعضو المجلس القومي لحقوق الانسان ولهذا فأنا مؤمن بأهمية أفريقيا بالنسبة لمصر وشاركت بصفة شخصية في كثير من المؤتمرات.
بحكم عملك في منظمة الوحدة الافريقية ما هو دورها في دعم العلاقات بين الدول الفريقية؟
نشأت منظمة الوحدة الافريقية عام 1963 وكانت مصر من الدول المؤسسة لها وتم عقد اول قمة افريقية في يوليو 1964 وقدمت مصر مساعدات كبيرة لحركات التحرير الافريقية وكانت الجمعية الافريقية بالقاهرة مركزا لحركات التحرير الافريقية وتحصل من خلالها علي المساعدات السياسية في الستينات والسبعينات واصبح عدد من رؤساء هذه المكاتب رؤساء لدولهم ولذلك عندما يحضرون للقاهرة يحرصون علي زيارة الجمعية الافريقية واستعادة ذكرياتهم مثل رئيس وزراء كينيا الذي تربي مع والده بالقاهرة وحضر معه للجمعية الافريقية والرئيس سان جوما رئيس ناميبيا والرئيس كاوندا رئيس زامبيا.
ومتي حل الاتحاد الافريقي محل منظمة الوحدة الافريقية؟
حل الاتحاد الافريقي محل منظمة الوحدة الافريقية منذ عام 2002 واصبح له ميثاق جديد ومصر أكبر مساهم مالي في الاتحاد الافريقي حاليا فتدفع 25 مليون دولار ومعها ثلاث دول اخري يدفعون أكبر الأنصبة ولكن للاسف لم نحصل علي مناصب كثيرة في القيادات العليا بالاتحاد لأننا لم نقدم شخصيات قوية لتلقي تأييد الدول الاخري في الانتخابات ونأمل ان نتدارك هذا الامر في الانتخابات المقبلة في يوليو القادم
ما أهم مجالات عمل الاتحاد الافريقي؟
أصبح الاتحاد الآن يخطو خطوات هامة في مجال حفظ السلام بدلا من الاعتماد علي الامم المتحدة ومجلس الامن في ارسال قوات حفظ السلام في افريقيا وقد لا يعلم الكثيرون ان لدينا حوالي 1500 ضابط وجندي مصري يعملون في مختلف مناطق الصراع في افريقيا مثل كوت دي فوار وهناك تدريب للقوات المصرية التي ستشارك في قوات حفظ السلام في افريقيا الوسطي ولدينا قوات في دارفور بجنوب السودان وغيرها من المناطق وتعتبر من المؤهلات الهامة لانتخاب الدول الاعضاء في مجلس السلم والأمن الافريقي وبالفعل تم في القمة الافريقية الاخيرة انتخاب مصر لعضوية هذا المجلس لمدة ثلاث سنوات فأصبحنا نجمع بين عضويته وعضوية مجلس الامن الدولي وستكون مصر حلقة الوصل لنقل مشكلات الدول الافريقية ومصر دائما كانت تقوم بدور رائد في افريقيا وللاتحاد دور هام في دعم قضايا المرأة والشباب وحقوق الانسان وعندما كنت اعمل في منظمة الوحدة الافريقية كانت ميزانية المنظمة لا تتعدي 30 مليون دولار والآن وصلت الي أكثر من 650 مليون دولار ولكن يشكو الرأي العام الافريقي من الامم المتحدة أنها تتخذ قرارات ولا تقوم بتنفيذها ونفس الشكوي من الاتحاد الفريقي ولو ان سجل الاتحاد الافريقي ليس سيئا في هذا المجال لأن الدول الافريقية تجتمع حول الاتحاد باعتباره المنظمة الجامعة لجميع الدول الافريقية بمختلف اتجاهاتها الايدلوجية والعقائدية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.