حديث المستشار أحمد شوقي الشلقاني رئيس جهاز الكسب غير المشروع السابق حول تدخل وزير العدل في عمله.. أثار انطباعاته بأن الوزير قد رشح لرئاسة الجهاز بعده رجلا يقبل التدخل في عمله، وهو ما لم يحدث مما يثير كامل الشكوك حول صحة حديث المستشار الشلقاني، فرجال القضاء الشرفاء لا يقبلون التدخل في عملهم، والمستشار محمد عاصم الجوهري الرئيس الحالي لجهاز الكسب غير المشروع يمتلك تاريخا قضائيا ناصعا. يكفي أن نذكر أن شباب ثورة 52 يناير عندما قدموا إليه بلاغاتهم حول تضخم ثروات الوزراء ومسئولي الحزب الوطني والرئيس مبارك وعائلته بطرق غير مشروعة. ارفقوا مع بلاغاتهم قصاصات صحف قديمة تؤكد التاريخ القضائي الناصع للمستشار الجوهري. وزير العدل لا يملك التدخل في عمل رئيس جهاز الكسب غير المشروع، واشرافه إداري. المستشار عاصم الجوهري هو القاضي الجليل الذي رفض قضية للمخابرات العامة.. ففي قضية المتهم بالجاسوسية شريف الفيلالي رفض الرجل قضية المخابرات وتحرياتها والمطالبة بأقصي عقوبة للمتهم، وقضي باعفائه من العقوبة رغم ثبوت التهمة لانه اعترف، ولولا اعترافه ما كان أحد قد عرف شيئا عن القضية. والقاضي الجوهري هو الذي قضي باخلاء سبيل محيي الدين الغريب وزير المالية الأسبق بعد أن قضت محكمة النقض بالغاء حكم الادانة الأول الذي صدر ضده وقررت اعادة المحاكمة من جديد.. ليرسي الرجل بذلك مبدأ مهما غير مسبوق بحق المتهم في العودة وإذا قضت النقض باعادة محاكمته وكانت النيابة قد أحالته للمحاكمة غير محبوس. والمستشار الجوهري هو الذي أصدر بيانا بمجرد توليه المنصب بأن الشهادة التي منحها المستشار الشلقاني لمحمد إبراهيم سليمان بحفظ التحقيق معه ليست نهائية ولا تمنع إعادة فتح التحقيق من جديد، وذلك بعد تلويح إبراهيم سليمان بهذه الشهادة في مجلس الشعب. والمستشار الجوهري هو الذي عقد اجتماعا مع الرقابة الإدارية ومباحث الأموال العامة وطالبهم باجراء تحريات جديدة وشفافة حول ثروات كل المسئولين السابقين، مؤكدا الحاجة لاستقلال اجهزة الرقابة وتبعيتها للكسب غير المشروع والنيابة العامة وحدهما، لكنه لم يعلن ذلك في مؤتمره الصحفي حتي يعيد لهم الثقة بأداء عملهم الجاد بموضوعية بعيدا عن ادعاء البطولة أمام الفضائيات. والقاضي الجوهري هو الذي يتمسك بالتقاليد القضائية الراسخة باعلان أي موقف في وقته ولحظته بعيدا عن الفضائيات، يبتعد الرجل عن الأضواء ويعلن نتائج التحقيقات كاملة للرأي العام في شفافية، لا يخفي حقيقة، ولا يسكت عن حقيقة، ولا يوجه اتهامات لأحد بدون دليل.