إذا لم يكن بيننا من يهتم كثيرا، أو قليلا، باتفاق واشنطن وموسكو علي معاهدة الأسلحة الاستراتيجية »ستارت - 2«!! وإذا لم يكن بيننا أيضا من يهتم كثيرا، أو قليلا، من قريب أو من بعيد، بقمة الأمن النووي التي بدأت بالأمس في و اشنطن وبمشاركة 74 دولة من بينها مصر- إذا لم يكن الاهتمام بهذا أو ذاك بالقدر الكافي، وكما ينبغي- وهو بالفعل كذلك علي مستوي العالم الثالث بأكمله الذي عنده من المشاكل والهموم ما هو أكثر خطورة بكثير من أي سلاح عرفته البشرية.. إذا كان الأمر كذلك فإن هذا لا يمنع أبدا ان نلتفت جميعا إلي عبارة جاءت علي لسان الرئيس الأمريكي باراك أوباما أتصور أنها أكثر أهمية- بالنسبة لنا- مما ستسفر عنه اجتماعات قمة واشنطن للأمن النووي! جاءت عبارة أوباما التي نعنيها ردا علي انتقادات لاذعة وجهتها إليه سارة بيلين المرشحة السابقة لمنصب نائب الرئيس الأمريكي.. انتقادات وصفت أوباما بالسذاجة عندما وقع علي اتفاقية »ستارت- 2« مع الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف، واستطردت بيلين في انتقادات لاذعة للرئيس الأمريكي فما كان من الرئيس إلا أن رد عليها قائلا: إنها ليست خبيرة في القضايا والمسائل النووية، ولذلك فإنه عندما يتخذ قرارا في هذا الشأن فإنه سيطلب النصيحة من وزير دفاعه روبرت جيتس، أو رئيس الأركان مايكل مولين، أو أي من الخبراء في هذا المجال.. ولكن ليس أبدا من »سارة بيلين« أو أي إنسان آخر غير متخصص في هذا المجال! بذلك كان أوباما يقر بأن الرئيس ليس إلها يعرف كل شئ، ولكن هناك كثيرين آخرين هم أصحاب المعرفة في تخصصات بعينها، وكان يقول أيضا ان كون سارة بيلين تتولي منصبا رفيعا »حاكم ولاية« ليس معناه أبدا أن »تفتي« برأيها في مسائل وقضايا نووية هي بالقطع لا تعرف عنها ما يكفي، إن لم يكن لا تعرف عنها شيئا بالمرة.. حدث هذا في الدولة الأولي في العالم، وفيما بين رئيس الدولة، وأحد كبار المسئولين، أما عندنا »فحدث ولا حرج« فنحن نتكلم في أي شئ وأي موضوع.. ابتداء من حرب النجوم التي لا نعرف عنها شيئا، وانتهاء بتفاصيل ما سوف يحدث في الحياة الآخرة.. تفاصيل لم ترد في أي كتاب سماوي!!