حديث حلمي النمنم وزير الثقافة في جريدة «الأهرام» حول رواية (استخدام الحياة) لأحمد ناجي، المحبوس حاليا بسببها في سجن المزرعة بطرة.. هو تدعيم صريح و(صادم) لموقف النيابة ولحكم الحبس، وربما يزيد عليها أيضا باتهام الرواية أو باتهام الكاتب بالانحراف...!! يقول النمنم:(لا أحد يختلف علي الحرية كمفهوم وممارسة، وهذا ما أدافع عنه طوال حياتي، ولكن ما يجب أن ننبه إليه تماما هو حدود الحرية... ولكني أيضا لا أريد أن تكون تلك الحدود، أن نبدو بالنسبة للمجتمع، كمدافعين عن الانحراف الخلقي، أو أن يكون مصير المبدع هو السجن.. تلك هي حدودي كمثقف لا كوزير ثقافة..)! يعني وزيرالثقافة في مأزق أمام رواية أحمد ناجي.. هو لا يريد سجن المبدع، ولا يريد أيضا الدفاع عن الانحراف الخلقي (يقصد الرواية)!!.. هكذا يستعير النمنم موقف نيابة الآداب من رواية إحسان عبد القدوس قبل 50 عاما.. في عام 1966 تم استجواب الكاتب إحسان عبد القدوس بسبب روايته (أنف وثلاث عيون) وتم استدعاؤه إلي نيابة الآداب.. يومها رفض إحسان عبد القدوس أن يتحول من (كاتب) إلي (متهم) ورفض الذهاب إلي نيابة الآداب مع العاهرات والقوادين، حتي لا يجرجر الأدباء بعده إلي النيابات والمحاكم.. وبالفعل تدخل عبد الناصر، ومنع تحويل الأمر إلي نيابة الآداب، وحفظ التحقيق...! الغريب أن حلمي النمنم المدافع (سابقا) عن الحريات.. حرية التعبير، وحرية الخيال، وحرية البحث خلال الكثير من كتبه (وليمة الإرهاب الديني) و(الحسبة وحرية التعبير) يناقض مواقفه السابقة، ويتراجع بصورة مخزية... الغريب أكثر أنه خلال عمله كوزير للثقافة، صدر الحكم بالسجن علي 3 كتاب (إسلام بحيري، أحمد ناجي، فاطمة ناعوت) وتم حبس 28 صحفيا، وهناك 782 قضية انتهاكات لحرية الصحافة والتعبير...!