أعلم أن أرواح الشهداء مازالت ترفرف في سماء سيناء ودماءهم الذكية التي روت ترابها، تحثنا وتدفعنا بقوة لإعادة هذه البقعة المقدسة كجوهرة ثمينة وغاليا احتفلت القوات المسلحة بيوم الشهيد تيمنا بذكري استشهاد الفريق عبد المنعم رياض رئيس أركان القوات المسلحة السابق.. ونحن إذ نحتفل بهذا اليوم الخالد لا يسعنا إلا أن نخفض هاماتنا ونطأطئ قاماتنا إجلالا واحتراما لهذه الأرواح البررة التي صعدت إلي بارئها، وسكنت السموات العلا إلي جانب قريناتها من أرواح الأنبياء والصديقين والصالحين الذين ينعمون بمنازل عليه في الجنات الوارفة.. هذا الشهيد الذي ضحي بحياته من أجل مصر، شباب في مقتبل العمر استشهد علي يد إرهاب خسيس للحفاظ علي أرض سيناء الغالية أرض الفيروز التي ذكرها المولي عز وجل في كتابه العزيز.. وبالرغم من الشائعات المغرضة التي يطلقها المشككون محاولين تشويه صورة قواتنا المسلحة درع مصر الواقي مدعين عدم قدرتها علي الحفاظ علي أرض سيناء وأمنها.. وهذا غير حقيقي فالجيش المصري الذي يحاول البعض التشكيك في قدراته هو الذي استعاد سيناء بدماء شبابه التي روت كل شبر فيها.. ولا يخف علي أحد أن القيادة العسكرية كانت لا ترغب في استخدام العنف المفرط لتخليص سيناء من الجماعات الجهادية الإرهابية المنتشرة في ربوعها.. لكننا نجد أن المحللين العسكريين يرون أن كافة الجماعات التي تملأها سواء كانت مصرية أو غير مصرية لابد أن تقابل بكل حزم وعنف وقوة للحفاظ علي هيبة مصر وكرامتها وأمنها القومي.. وعلي كيان وكرامة قواتها المسلحة.. وبالرغم من قيام أبناء القوات المسلحة من هدم الأنفاق التي يتسلل من خلالها الإرهابيون من الإخوان وأعوانهم من حركة حماس التي ارتكبت جرائم كثيرة ضد جنودنا وضباطنا البواسل بكل خسة وندالة إلا أنهم مازالوا متواجدين في سيناء وبكثرة!!.. إن ما يحدث علي أرض سيناء مهد الحضارات ومهبط الرسالات شيء لا يرضي عنه أي مصري.. لهذا طالب الرئيس السيسي القيادة العسكرية بضرورة الضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه القيام بعمليات إرهابية علي أرض سيناء.. وأكد في خطابه الأخير أن من يقترب من مصر» سوف اشيله من علي وجه الأرض».. ويجب أن يعلم هؤلاء الإرهابيون أن جيش مصر نار سوف تحرق كل من يحاول اللعب مع قواتنا المسلحة.. كذلك يجب أن يعلم هؤلاء أن جيش مصر هم «خير أجناد الأرض» كما ذكرهم الرسول عليه الصلاة والسلام.. وأكد الرئيس في لقائه مع رجال القوات المسلحة يوم الجمعة الماضي « أن دماء الشهداء كتبت تاريخ الوطن.. ووضعت الأساس لبناء مصر الحديثة «.. إن سيناء تئن كل يوم من الدماء الذكية التي تسال علي أراضيها لشباب في مقتبل العمر وضباط تركوا خلفهم أسرا وأطفالا مازالوا في عمر الفطام علي أيدي جماعات إرهابية تكفيرية استباحت دماءهم.. هؤلاء الإرهابيون الذين أطلقهم العميل في سيناء علي أمل إقامة إمارة إسلامية منفصلة عن مصر، هادفا بذلك تنفيذ المخطط الدولي بتفتيت مصر وتقسيمها.. وليست سيناء وحدها التي تئن من الألم ولكن قلوب الأمهات والأباء والزوجات الثكالي والأبناء اليتامي الذين تحترق قلوبهم وتصدم يوميا بأخبار مفزعة لفقد أبنائها علي أيدي قتلة محترفة أباحت ضمائرهم الخربة، وعقولهم المريضة، ودفعتهم عصابات دولية مجنونة لضرب الاستقرار المصري بتوفير التمويل والسلاح اللازم لهم لضرب الاستقرار المصري.. ولابد لهذا البحر من الدماء أن يتوقف.. ولابد لهؤلاء الشهداء وذويهم أن يكون القصاص عادلا وسريعا حتي تهدأ قلوبهم وترتاح نفوسهم.. وأنا أؤكد للمتشككين الذين يحاولون هدم الروح المعنوية لقواتنا المسلحة كما فعلوا مع الشرطة من قبل، ومازالوا يحاولون.. ولكن الشعب المصري اكتشف مخططهم ضد الجيش فالتفوا حوله وأيدوه، خاصة وأن جيش مصر من أعظم الجيوش العربية في المنطقة العربية بعد هدم الجيش العراقي والسوري.. وان عمليات حق الشهيد واحد واثنين التي تنفذها القوات المسلحة في سيناء للقضاء علي الإرهاب فيها أثبتت قوة، وعظمة وبسالة قواتنا المسلحة وبإذن الله ستنتصر علي أهل الشر وأعوانه في الداخل والخارج بفضل المولي وبفضل دعم ودعاء المصريين.. وأنا أكتب مقالتي هذه أعلم أن أرواح الشهداء مازالت ترفرف في سماء سيناء ودماءهم الذكية التي روت ترابها، تحثنا وتدفعنا بقوة لإعادة هذه البقعة المقدسة إلي سابق عهدها كجوهرة ثمينة وغالية من ربوع مصر.. وهي حصينة علي أعدائها، ومحرمة عليهم.. وآمنة بسواعد أبنائها من القوات المسلحة والشرطة.. وتحيا مصر بجيشها العظيم وشعبها الواعي وقيادتها القوية..