سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
النابغة ياسمين يحيي: ناسا تطلق اسمها علي أحد الكواكب.. والرئيس قابلها 3 مرات
تنقية المياه ورفع كفاءة الخرسانة من «القوة الكامنة في قش الأرز»
البحث العلمي أساس النهضة.. وجهات خارجية تخطف النابغين
ستظل مصر رغم كل الظروف «ولّادة».. وسيظل أبناؤها ذخيرتها التي تراهن عليها للنهوض من كبوتها، فالعقل المصري لا يقل نبوغا عن أي عقل شرط أن تتاح له الفرصة ويجد الاهتمام والتشجيع، وما أحمد زويل ومصطفي السيد ومجدي يعقوب وغيرهم عنا ببعيد.. ومؤخرا انضمت زهرة جديدة الي باقة أبناء مصر الذين نبغوا عالميا ونالوا ما يستحقونه من التكريم ليرفعوا اسم مصر عاليا في كل المحافل العلمية.. إنها ياسمين يحيي مصطفي طالبة الثانوية العامة بمدرسة المتفوقات للعلوم والتكنولوجيا وابنة محافظة دمياط التي أطلقت وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» اسمها علي أحد كويكباتها المكتشفة حديثا «31910 Moustafa» تكريما لها لما حققته من تفوق في مسابقة إنتل للعلوم والهندسة.. قابلت الرئيس عبدالفتاح السيسي 3 مرات وتعتبر أن هذا هو أهم وأكبر تكريم في حياتها.. الأخبار التقت «ياسمين» للتعرف عن قرب علي أفكارها وأحلامها. نلتِ التكريم العالمي عن أبحاث في مجال تنقية المياه والاستفادة من قش الأرز.. لماذا اخترتِ هذين المجالين بالتحديد؟ - أنا من قرية كفر المنازلة بمحافظة دمياط ومن المعروف أن دمياط بها اعلي نسبة فشل كلوي بسبب تلوث المياه وهذه المشكلة الخطيرة كانت دائما تقلقني منذ طفولتي وكنت أتألم لمرض العديد من أهل قريتي بسبب الفشل الكلوي وغيره من الأمراض الناتجة عن تلوث مياه الشرب وعندما التحقت بمدرسة المتفوقات للعلوم والتكنولوجيا الداخلية للبنات بالمعادي تعلمت العمل علي أساس منهجي وتعلمت أساسيات البحث العملي وأحببت هذا المجال جدا من خلال المشروعات البحثية التي نقوم بها داخل المدرسة ومن هنا فكرت في عمل مشروع كبير وضعت له اسم «القوة الكامنة في قش الأرز» وبعد العمل بشكل مكثف حاولت أن أقدم من خلال مشروعي البحثي حلا لبعض المشاكل المصرية وأهمها تلوث المياه وبعد عمل استمر عامين متصلين زرت خلالهما جميع مراكز البحوث والجامعات المصرية توصلت للشكل النهائي للبحث وللجهاز حيث يقوم هذا الجهاز علي تنقية جميع أنواع المياه الملوثة سواء مياه الصرف الصحي أو الصرف الصناعي وحتي مياه البحر ويجعلها صالحة للشرب ومن خلال نفس الجهاز نقوم بحرق قش الأرز بطريقة آمنة لا تلوث البيئة فعملية الحرق تعطي طاقة لتشغيل الجهاز والغازات الصادرة يتم أخذها وفصل كل نوع منها بطريقة معينة من خلال جهاز معين خاص لذلك ويتم استخدام هذه الغازات في أشياء عديدة مفيدة إلي جانب أن الرماد الناتج عن عملية الحرق يتم معالجته بطريقة معينة وينتج عنه مادة تعطي جودة عالية للمباني الخرسانية. نظام أمريكا بالتأكيد نظام الدراسة بمدرستك له دور في تفوقك.. حدثينا عن طبيعة الدراسة في مدرسة المتفوقات وكيف التحقت بها ؟ - مدرسة المتفوقات للعلوم والتكنولوجيا للبنات هي مدرسة حكومية تابعة لوزارة التربية والتعليم أنشئت منذ 4 سنوات فقط ونظام التعليم الثانوي بها يختلف تماما عن نظام الثانوية العامة العادية لأنها تتبع نظام أمريكا في التعليم الذي يعتمد علي الجانب العلمي والعملي، ومن شروط الالتحاق بها أن يكون الطالب حاصلا علي 98% في الشهادة الإعدادية وحصل علي الدرجات النهائية في اللغة الانجليزية والعلوم والرياضيات ثم يتم عمل أكثر من اختبار وفي النهاية يتم اختيار 120 طالبة فقط كل عام، وبعد حصولي علي شهادة الإعدادية بمجموع 99% سمعت عن هذه المدرسة وحلمت بالالتحاق بها وعرفت أنها مدرسة داخلية جديدة توجد في زهراء المعادي فتحمست جدا وتقدمت إليها ولكني كنت متحمسة للدراسة العلمية والحمد لله اجتزت كل الاختبارات والتحقت بها وفوجئت بطفرة في طريقة التعليم والمناهج الدراسية المتطورة التي ندرسها حيث نقوم في كل ترم دراسي بطرح فكرة مشروع بحثي. وكيف اشتركت في المسابقة العالمية للعلوم والهندسة بأمريكا ؟ - بعد الانتهاء من بحثي «القوة الكامنة في قش الأرز» شاركت في 3 مسابقات تمهيدية في مصر واجتزتها وفي شهر مايو الماضي اختارت إدارة مسابقة انتل 13 طالبا ليمثلوا مصر بمشروعاتهم في المسابقة العالمية للعلوم والهندسة بالولايات المتحدةالأمريكية وتم اختيار بحثي للمشاركة الفردية وكنت خائفة لأني لأول مرة أشارك في مسابقة عالمية وزاد قلقي عندما وجدت 78 دولة مشاركة ب 1700 بحث ولكنني قلت لنفسي: لقد حضرت إلي هنا لمزيد من التعليم واكتساب الخبرة في مجال البحث العلمي ويكفي أنني سأتعرف علي باحثين من كل انحاء العالم، حتي جاء موعد إعلان النتائج وأنا في قمة الرعب والقلق، وتم البدء بإعلان المركز الرابع ثم الثالث والثاني وفي هذه اللحظة فقدت الأمل وبدأت الاستعداد للرحيل، ثم فوجئت بإعلان اسمي واسم البحث ورفعت علم مصر عالياً، وسط أجواء من السعادة والبهجة. أشعر بالمسئولية وكيف استقبلت أسرتك وأهل قريتك هذا الخبر؟ - استقبلت أسرتي خبر فوزي بهذه المسابقة المهمة وحصولي علي المركز الأول بفرحة شديدة وأيضا شملت الفرحة جميع أهل قريتي الذين خرجوا جميعا لاستقبالي عند عودتي بالمزمار البلدي وطافوا بي القرية وأنا ارتدي علم مصر ولا استطيع أن اصف شعوري في هذه اللحظة ومشاعر الحب تحيطني من الجميع وهذا جعلني اشعر بالمسئولية أكثر وخصوصا أنه سوف يتم تكريمي من قبل معرض تونس الدولي للعلوم والتكنولوجيا هذا الأسبوع. التقيت بالرئيس السيسي.. حديثنا عن شعورك أثناء هذا اللقاء؟ - تشرفت بمقابلة سيادة الرئيس ثلاث مرات خلال عام 2015.. كانت أول مرة بعد اختيار وكالة ناسا لعلوم الفضاء الأمريكية اسمي ليتم وضعه علي الكوكب الذي اكتشفته الوكالة حديثا والذي حمل لقب العائلة «مصطفي» تحت اسم «31910 Moustafa» حيث فوجئت بتليفون من الرئاسة وحددوا لي موعدا للحضور، وهناك علمت بأني سوف التقي مع سيادة الرئيس فكنت في قمة السعادة والارتباك حتي قابلته وبدأ يتحدث معي فشعرت بحنان الأب الذي افتقدته منذ وفاة والدي، وكان أثناء الحديث لايقول لي غير: يا ابنتي وهذا كان يعطيني ثقة في نفسي وشعرت بأهمية العلم والبحث العلمي فهو الذي أوصلني لمقابلة رئيس الجمهورية، وقد كان هذا اللقاء مع سيادة الرئيس ضمن لقائه مع الشباب حيث جمع اللقاء نماذج للشباب من الكتاب والأطباء والباحثين وغيرهم وكل منهم تحدث عن المشاكل التي تواجه طبيعة مهنته وأنا تحدثت عن التعليم. أما اللقاء الثاني بالرئيس عبد الفتاح السيسي فكان خلال إفطار الأسرة المصرية في رمضان العام الماضي وكنت سعيدة بأني جلست علي منضدة الرئيس أثناء تناول طعام الإفطار، أما ثالث مرة فكان أثناء حفل افتتاح قناة السويس الجديدة حيث تشرفت بحضور الحفل ضمن مجموعة من الشباب وأعتبر لقائي 3 مرات بسيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي هو أكبر وأهم تكريم في حياتي وهذا التكريم زاد من حماسي وإصراري علي الاستمرار في مجال البحث العلمي لأثبت للعالم كله أن هذه هي عقول شباب مصر. ما أمنيات ياسمين يحيي؟ - علي المستوي الشخصي أتمني بعد الانتهاء من الثانوية العامة أن أقوم بدراسة الهندسة الحيوية، وعلي المستوي العلمي أتمني أن يتم تعميم بحثي وأن تستفيد منه مصر، كما اتمني أن تهتم الدولة أكثر بشباب المبتكرين وبالبحث العلمي الذي يعد أساس نهضة أي أمة، حيث يوجد آلاف الشباب المبتكر يبحث عن فرصة فهذه هي النماذج التي يجب الاهتمام بها حتي تكون قدوة لغيرها من الشباب وحتي يستفيد المجتمع من أفكارهم وأبحاثهم ولئلا يتسرب اليأس الي نفوسهم أو تلتقطهم الجهات الأجنبية ويضيع علي الدولة ما بُذل في تعليمهم وتدريبهم.