لليوم الثاني.. سفارة مصر بإيران تواصل فتح لجان التصويت بجولة الإعادة للدوائر ال19 الملغاة    وزير الري يلتقى وكيلة السكرتير العام للأمم المتحدة والأمينة التنفيذية لاتفاقية مكافحة التصحر    وزارة «التضامن» تقر قيد 5 جمعيات في محافظتي القاهرة والإسكندرية    تعرف على أسعار الخضار والفاكهة اليوم الخميس 25 -12-2025 فى المنوفية    الداخلية تنظم قوافل متنقلة لتوفير السلع بتخفيضات 40% على مستوى الجمهورية    أسعار الذهب في بداية تعاملات اليوم الخميس 25-12-2025    بسبب الشبورة المائية، تعليمات مشددة لقائدي القطارات بالالتزام بالسرعات المقررة    جامعة العاصمة تنظم ندوة حول دور حاضنات الأعمال الجامعية في الاقتصاد الحيوى    سعر الدولار اليوم الخميس 25/12/2025 أمام الجنيه المصرى فى بداية التعاملات    رئيس الوزراء: لا أعباء جديدة على المواطن في مراجعتي صندوق النقد الأخيرتين    الحكومة اليمنية: استقرار حضرموت والمهرة أولوية ونرفض التحركات العسكرية خارج الأطر الدستورية    قوات الاحتلال الإسرائيلي تنتشر في عدة قرى وتفتش المارة بجنوب سوريا    العالم هذا الصباح.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم قريتي اللبن الشرقية ومادما جنوب نابلس.. ماكرون يندّد بحظر أمريكا دخول مسؤولين أوروبيين لأمريكا.. الشيباني من موسكو: العلاقات السورية الروسية تدخل عهدا جديدا    هجوم أوكراني يستهدف خزانات النفط بميناء تيمريوك الروسي    صراع الهدافين يشتعل مبكرًا بتوقيع صلاح ومرموش فى أمم أفريقيا 2025    والدة يوسف محمد: أثق في القضاء المصري وابني نور يضيء الطريق لمن بعده (فيديو وصور)    مباريات اليوم الخميس 25 ديسمبر 2025    بشير التابعي يكشف عن الطريقة الأنسب لمنتخب مصر أمام جنوب إفريقيا    حالة المرور اليوم بالقاهرة والجيزة، تباطؤ حركة السيارات بسبب الشبورة المائية    القبض على جزار لاتهامه بالاعتداء على محامى فى العجوزة    وزيرا التضامن و العمل يقرران مضاعفة المساعدات لأسر حادثتى الفيوم ووادى النطرون    إصابة 3 أشخاص فى حادث تصادم سيارة وتروسيكل بدار السلام سوهاج    بديل حضاري وآمن ومرخص.. بدء تنفيذ مبادرة استبدال التوكتوك بسيارات كيوت صغيرة بالقاهرة    تعرف علي الحالة المرورية بالقاهرة والجيزة    وزير الثقافة: المرحلة المقبلة ستشهد توسعًا في الأنشطة الداعمة للمواهب والتراث    أنشطة متنوعة بمراكز إبداع صندوق التنمية الثقافية    ذات يوم.. 25 ديسمبر 1968.. وزير الإعلام السودانى وممثلو الطوائف والهيئات والنقابات السودانية يستقبلون أم كلثوم بمطار الخرطوم وسط باقات الزهور وزغاريد النساء    مواقيت الصلاه اليوم الخميس 25ديسمبر 2025 فى المنيا    الأزهر للفتوى: ادعاء خصومات وهمية على السلع بغرض سرعة بيعها خداع محرم    نائب وزير الصحة: خفض معدل الإنجاب الكلي من 2.65 إلى 1.99 بالمنصورة    جامعة العاصمة تنظم حفل تأبين للدكتور محمد فاضل مدير مستشفى بدر الجامعى السابق    المستشفى الجنوبي بمعهد الأورام يحصل على اعتماد JAHAR    طقس الكويت اليوم الخميس 25 ديسمبر 2025    بوتين يشيد ب«بطولات جنود كوريا الشمالية» في حرب أوكرانيا    هل يجب الاستنجاء قبل كل وضوء؟.. أمين الفتوى يجيب    حكم تعويض مريض بعد خطأ طبيب الأسنان في خلع ضرسين.. أمين الفتوى يجيب    حين يكون الخطر قريبًا.. كيف تحمي الدولة أطفالها من الاعتداءات الجنسية؟    تحدث بعد الجرعة الثانية، اكتشاف سبب التهاب عضلة القلب النادر بعد لقاحات كورونا    تطعيم الجديري المائي بمراكز «فاكسيرا» في القاهرة والمحافظات    الكويت تدين الهجوم المسلح الذي استهدف أفراداً من الشرطة الباكستانية    سقوط نواب بارزين وصعود وجوه جديدة.. أطول ماراثون برلماني يقترب من خط النهاية    بطولة أحمد رمزي.. تفاصيل مسلسل «فخر الدلتا» المقرر عرضه في رمضان 2026    بعد غياب أكثر من 4 سنوات.. ماجدة زكي تعود للدراما ب «رأس الأفعى»    بعد 159 عامًا في قصر العيني.. «البرلمان» ينقل جلساته للعاصمة الجديدة    أحمد سامي يقترب من قيادة «مودرن سبورت» خلفًا لمجدي عبد العاطي    كارم محمود: لم أجد صحفيا مهنيا تورط يوما في انتهاكات أثناء تغطية العزاءات    محافظ الدقهلية ونائبه يطمئنان على حالة المصابين بحادث العقار المنهار اجزاء منه بسبب انفجار غاز    الكرملين: المفاوضات حول أوكرانيا ينبغي أن تجري خلف أبواب مغلقة    بعد تصريح مدبولي: "لا أعباء جديدة حتى نهاية برنامج صندوق النقد الدولي".. كيف طمأنت الحكومة المواطنين؟    موعد مباريات اليوم الخميس 25 ديسمبر 2025| إنفوجراف    بالأسماء، أحكام الإدارية العليا في 49 طعنا على نتائج ال 30 دائرة الملغاة بانتخابات النواب    الكاميرون تفتتح مشوارها الإفريقي بانتصار صعب على الجابون    ما حكم حشو الأسنان بالذهب؟.. الإفتاء توضح    دوري أبطال آسيا 2.. عماد النحاس يسقط بخماسية رفقه الزوراء أمام النصر بمشاركة رونالدو    صاحب فيديو صناديق الاقتراع المفتوحة بعد خسارته: لم أستغل التريند وسأكرر التجربة    العالمي فيديريكو مارتيلو: الموسيقى توحد الشعوب ومصر وطني الثاني    سكرتير بني سويف يتابع أعمال تطوير مسجد السيدة حورية للحفاظ على هويته التاريخية    كأس الأمم الأفريقية 2025.. الكاميرون تهزم الجابون بهدف "إيونج"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العالم الجليل د. علي جمعة :لا تسامح مع من تلوثت يداه بالدماء
العمل الأهلي لا «يتزين» بدين أو ملابس ولا نبتغي إلا وجه الله
نشر في الأخبار يوم 24 - 02 - 2016


شبابنا واع والخير فيه إلي يوم الدين
ترسيخ ثقافة التعايش السلمي والمواطنة وإبراز القيم المشتركة لأبناء الوطن
تجديد الخطاب الديني
لن يكون إلا بنشر الأخلاق
علي مدار أعوام طويلة أجريتُ مئات الحوارات مع شخصيات عديدة في مختلف المجالات.. كنت في كل حوار أحرص علي تقديم ملمح خاص عن الشخصية التي أتحاور معها للقراء ، أعترف أنني أرهقت حتي أقرأ السيرة الذاتية والإنجازات العلمية والدراسات التي قام بها والدراسات التي أشرف عليها الدكتور العلامة علي جمعة عضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف ومفتي الديار المصرية الأسبق ، والعالم الجليل الذي يكن له غالبية الأمة العربية التقدير والأحترام لفكره الوسطي المعتدل وحضوره في كل مايواجه المجتمع والأمة العربية ومناصرته للحق، ولذلك قررت بيني وبين نفسي أن يكون الحوار عن رجل الدين والعمل الإجتماعي.. وليس الدعوي ولا الفقهي ولا غيرهما ، فالدكتور علي جمعة العلامة الكبير لم يكتف بعد تركه منصبة في دار الفتوي بالجلوس إلي تلاميذه ومريديه وتأليف الكتب، ولكنه إلي جانب ذلك أهتم بالعمل الأهلي الموجه لخير الناس ، وكان من أبرز من أهتم بهم فئتان عظيمتان كقوة غالبة في المجتمع ، أولهما الفئات المهمشة وثانيهما شباب مصر ، مابين إنجازات تحققت بجمعية مصر الخير ومبادرات وليدة لرفض الإنفلات الأخلاقي من خلال مبادرة (أخلاقنا).. كان حديثي مع العالم الجليل د. علي جمعه ... ليضع كثيرا من النقاط علي الحروف خاصة بعدما صورت بعض النفوس الضعيفة أن معني وجود التسامح في مبادرة أخلاقنا دليل علي الدعوة للتسامح مع الأخوان الإرهابيين ، وأن وجود الدكتور عمرو خالد يضر بالمبادرة رغم أن الرجل يعمل بها ورفض أي ظهور أعلامي من خلالها.
دشنت حملة أخلاقنا والتي بدأت فعالياتها هذا الشهر، هل تري بخبرتكم الكبيرة وقربك من المصريين أن 3 شهور فقط كافية لعودة الأخلاق ؟
حملة أخلاقنا تهدف إلي رد اعتبار القيم والأخلاق في المجتمع، وإيجاد قوة دافعة ومحفزة في المجتمع توسع دائرة الخير والاعتزاز بالأخلاق وبالطبع ثلاثة أشهر غير كافية، ولكنها بداية ستثمر نتائجها، فنحن من خلال الحملة نسعي أيضًا إلي تحويل أنشطة الحملة إلي مبادرات ومشروعات دائمة ومستمرة تسري في المجتمع بعد انتهاء الحملة، وهو ما سيضمن استمراريتها وبقاء اثرها وانتشاره في المجتمع.
والحملة تروج لعشر قيم أساسية، وهي: الحب، الرحمة، التسامح، الاحساس بالآخر، الإنصاف، المبادرة، الطموح، التعاون، الاتقان، والبساطة.
وفي حملتنا نركز علي الشباب الذي يمثل فئة متميزة في أي مجتمع، بل هم أكثر فئات المجتمع حركة ونشاطًا، ومصدرًا من مصادر التغيير الاجتماعي، كما تتصف فئة الشباب بالانتاج والعطاء والإبداع في كل المجالات فهم المؤهلون للنهوض بمسئوليات بناء المجتمع.
وضمن أنشطة الحملة أنشطة شبابية حيث سيتم تنظيم يوم أخلاقي في عدد من نوادي مصر الكبري، ويوم أخلاقي لطلبة المدارس بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، ويوم لأخلاقيات التعامل مع السياح بالتعاون مع وزارة السياحة ويشمل يومًا تدريبيا تحت سفح الأهرامات وفي شارع المعز، وأيضّا ماراثون جري بعدة محافظات.
كما سيتم إصدار كتيب بعنوان: «رحلة الأخلاق» يضم قصصًا عن أخلاق مميزة للمصريين وسيوزع في المدارس ووسائل المواصلات وغيرها
ليس هذا فحسب، بل ستقوم الحملة بتنظيم عدة مسابقات كجائزة أحسن عمل أخلاقي، ويوم الرحمة بمستشفي (57357)، ومسرح عرائس القيم للأطفال لكي نغرس فيهم الأخلاق الحميدة بطريقة مبسطة ومحببة إليهم.
وأضاف د. علي جمعة وأنا هنا أقول شكرا لكل من دعم وساهم ولكل من اقتنع بأننا في حاجة إلي تلك الحملة المباركة التي تعيد لمصر وجهها المشرق في تعاملها مع الحياة حبا وإخلاصا، وأوجه الشكر لكل الداعمين وغرفة الإعلام ، أن هذا هو معدن وأمن مصر و»أخلاقنا» مشروع قومي وطني لا يتزين بدين معين، حتي إذا تزينت بهذه الملابس التي تدل علي أنني من الأزهر الشريف أو يتزين بها الأنبا يوليوس، فالكل ملتزم بهذه الحملة، فهي مسألة وجود وينبغي أن نتعدي فيها اختلافاتنا وأوضاعنا ونعود مرة أخري لبناء هذا الصرح، التي هي في جيناتنا الوراثية التي تجري فينا مجري الدم.
الأمم المتحدة
وحول قصة الحملة قال د. علي جمعة : إنها تمتد إلي سنوات سابقة حيث أصدرت الأمم المتحدة مجموعة من القيم التي اقتصرت علي 10 قيم فهذه القيم أكدت عليها الأمم المتحدة بأنها المكون الأساسي لكل من أراد أن يبني المجتمعات، وأنشئت عليها كتب وترجمت إلي اللغة العربية، وهي قيم مطلقة تجاوزت الزمان والمكان وهذه القيم ال10 التي هي الأساس التي نبدأ منها لا تخالف القيم اليهودية أو المسيحية أو الهندوسية فالكل يتفق عليها ولا يوجد مجتمع بشري محترم إلا بهذه القيم العشرة، فهي التي تبرز القيم الحقيقية.
وأضاف د. علي جمعة : إلي أن القيم تؤدي إلي حب الحياة والتعايش بين الناس والرحمة ليست فقط تجاه البشر، ولكن تجاه الحيوان أيضا، فلا يمكن أن نعيش أو ننهض من غيرها، وتحولت هذه القيم إلي برامج تذاع عن طريق التليفزيون، وتحولت إلي مشروع قيم وحياة، وعندما تحدثت عن هذه القيم تلقي الشباب كل القيم، وسوف نراه من خلال المشاريع التي تتحول إلي واقع، وعندما سألنا عما ينقص المجتمع تلقينا من جميع الجهات، وأصبحت هناك دائرة مستديرة نتلقي منها من خلال الشباب الذين أرادوا أن يعملوا في صمت دائم، فهؤلاء الشباب لا يريدون شيئا لأنفسهم وقاموا بتصديرنا في المشهد وأخذوا منا العلم وحولوه لبرنامج للتنفيذ.
ويتابع د. علي جمعة : وكل الشكر للدكتور محمد الرفاعي، والذي صمم أن يكون بعيدا عن الأضواء حتي نترك هذه الحملة الوطنية التي تريد صلاح الأرض ونلفت إلي الأمور الجزئية ونترك أهداف الحملة .عندما تمت الأهداف أرسلتها إلي الدكتور أحمد عكاشة الذي قدم خبرته وقلبه وبهذه الرغبة العارمة عند هؤلاء المصريين أن ينفعوا بلادهم.
وأضاف د. علي جمعة : محذرا من حسبان تلك الحملة علي أنها حملة دينية أو لأغراض خاصة ونشهد الله أننا لا نريد من أحد جزاء ولا شكورا، فأخلاقنا فرصة لن نتركها.
وتهدف الحملة إلي رد اعتبار الأخلاق والقيم داخل المجتمع، من خلال تسليط الضوء علي الجوانب الإيجابية في أخلاق المصريين، انطلاقًا من أن «الخير موجود بداخل كل شخص، لكنه بحاجة إلي من يكتشفه». وتستمر الحملة التي تشارك فيها رموز دينية وفنية ورياضية حتي أبريل المقبل لتتوجه الحملة برسالتها إلي كل من الشباب والمرأة، وتهدف إلي رد اعتبار الأخلاق والقيم في المجتمع، وإيجاد قوة دافعة ومحفزة في المجتمع توسع دائرة الخير والاعتزاز بالأخلاق، أما عن وسائل قياس نجاح الحملة، فهي كونتر أعمال الخير علي الإنترنت ليصل إلي مليون عمل أخلاقي، وبنك قصص ومبادرات وأصدقاء الحملة علي هاشتاج ‫#أخلاقنا ليصل إلي 100 ألف مشاركة شبابية، كذلك رواد الخير في بلدنا 10000 شخصية مصرية بسيطة
جهات مشاركة
أكد الدكتور أحمد عكاشة خلال الاحتفالية أن المجلس الأستشاري للعلماء أجتمع مع الرئيس السيسي لبحث مشكلة الإنفلات الأخلاقي.
هل سيكون هناك تعاون في هذه النقطة بين الحملة بقيادة فضيلتكم وبين المجلس الرئاسي لكبار العلماء ورئاسة الجمهورية ؟
من فضل الله أن الدولة بقيادتها السياسية والتنفيذية تدعم مثل هذه الحملات بشكل كبير، وحملة أخلاقنا تضم العديد من الشخصيات والرموز التي تمثل مثالًا يحتذي به ومن بينهم الدكتور أحمد عكاشة.
وبالفعل تم اختيار د. عكاشة أمينًا عامًا للحملة، نظراً لخبراته الواسعة وايمانه الشديد بسبل تنظيم وتوجيه القيم والضمير ونشر ثقافة العمل والانتماء في المجتمع المصري وفقا لورقة العمل التي قدمها لرئاسة الجمهورية من خلال تضافر جهود المؤسسات الحكومية والمجتمع المدني كافة لتحقيق نهضة الوطن التي تعتمد علي اخلاق المواطن وحملة أخلاقنا تقوم علي شراكة بين ثلاث جهات وهي وزارة الشباب، مؤسسة العصر، مؤسسة أجيال مصر.
وبالطبع تشارك جهات عدة في الحملة مثل وزارة الأوقاف، ومكتبة الإسكندرية، ومركز بصيرة لبحوث الرأي العام، والهيئة الإنجيلية، وغيرها من الجهات التي تتعاون فيما بينها لتحقيق أهداف الحملة.
مصر تعمل
كيف تري فضيلتك الطريقة المثلي للرد علي من لايطيقون أن يروا مصر تعمل ومصر تتعلم ومصر تحتضن أبناءها النابغين؟
هؤلاء قد فقدوا الفطرة السليمة التي جعلت حب الوطن أمرا فطريا ومن الإيمان الذي حثت عليه جميع الأديان، بل وجعله الإسلام من أسس بناء المجتمعات، وسبيلاً للعمل الصالح، وزيادة الترابط والتماسك ، فالذي لا يفرح باستقرار بلاده ورقيها لديه خلل كبير، وهو خائن لنفسه ولوطنه .. فالوطن الذي نعم أبناؤه بالأمن والطمأنينة في أكنافه، وتقلبوا بين حناياه وجوانبه، ونمت أعوادهم من خيراته وثمراته، يحتم علي كل فرد أن يفرح لانجازات، بل ويسعي للنهوض بواجباته تجاه وطنه، ومن أهم تلك الواجبات الأمن والبناء وحب الوطن لاينبغي أن يقف عند المشاعر والعواطف، بل لا بد أن يترجم إلي سلوك صالح نافع للفرد والمجتمع خاف البعض من معني التسامح الموجود في حملة أخلاقنا بدعوة أنه يحمل ملامح التصالح مع من تلوثت أيديهم بدماء جنودنا وشهدائنا.
كيف ترد فضيلتكم علي هذا الإدعاء؟
- دماء الناس أشد حرمة عند الله من الكعبة مصداقا لقوله تعالي «من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا» فلا تسامح مع من أصر علي الإجرام وإنما التسامح خلق يجب أن يكون في نفوس الناس يحول البغض والكراهية إلي حب ومودة ويترتب علي انتشاره في المجتمع انتشار قيم أخري ترتبط به مثل العفو والرفق واللين والحلم والكرم وغيرها الكثير من الأخلاق الحميدة.
من أهم قيم حملة أخلاقنا الإتقان .. هل الإتقان يورث أم يدرس؟
- اتقان العمل لا يأتي إلا من العلم .. ولكي يكون الإنسان متقنًا لعمله ولما يقوم به من أفعال يحتاج ذلك إلي علم ودراسة وتدريب ،والمجتمع المصري افتقد كثيرًا لقيمة إتقان العمل في هذه الأيام، فمشروعات كبري مثل القناطر الخيرية وقناة السويس تمثل رمزًا لهذه القيمة التي يتم إهدارها الآن فقد كان من شاركوا في بنائها ووجودها متقنين لعملهم ومتفانين فيه فنحن أحوج ما نكون إلي الإتقان في العمل لأنه يمثل صدقة جارية لصاحبه ويفيد الأجيال المتعاقبة.
المسؤلية الوطنية
ماهي المسؤلية الوطنية التي تدعو الدكتور علي جمعة إلي تبني حملات قومية من خلال نشاطه في المجتمع المدني لصالح الفئات المهمشة في المجتمع ولصالح الشباب؟
مصر الآن تحتاج إلي كل يد تبني وإلي كل عقل يرتقي بها، والعلماء والشخصيات العامة عليهم واجب وطني بأن يأخذوا بأيدي أبناء وطنهم خاصة الشباب، لأنهم عندهم حماس ونشاط وانفتاح علي الوسائل التكنولوجية الحديثة، فهم قادرون علي أن يأخذوا منا العلم والخبرات، وترجمتها إلي برنامج عملي لتنفيذه .. فنحن جميعًا قد اجتمعنا علي حب مصر ونسعي لإعادة وجهها المشرق واستعادة القيم والأخلاق الحميدة إلي مجتمعنا، وترسيخ ثقافة التعايش السلمي والمواطنة وإبراز القيم المشتركة بين أبناء الوطن بمختلف طوائفهم من خلال القيم العليا مثل الرحمة والمحبة والتعاون والعمل المشترك لمواجهة التحديات الراهنة.
تغيير الخطاب الديني والنهوض بوعي المجتمع وتعاليم صحيح الدين كيف يسيران في خطوط متوازية ؟
- تجديد الخطاب الديني لن يكون فعالًا إلا بالنهوض بالمجتمع ونشر الأخلاق الحميدة فيه، فلكي يؤتي الخطاب الديني ثماره علينا أن نعرف أولًا أسباب تردي الأخلاق في المجتمع ونعمل علي معالجة هذا الأمر، وعلينا كذلك أن نصحح الأفكار المغلوطة، ونزيل أسباب الشقاق والاختلاف بين الناس.. كما أن تجديد الخطاب الديني هو عمل مؤسسي ولا يقتصر فقط علي المؤسسة الدينية، ولكن تشارك فيه أيضًا المؤسسات التعليمية والثقافية والإعلامية والتي يجب أن تقوم بدورها بالتوازي مع دور المؤسسات الدينية من أجل الرقي بالمجتمع.
الدين المعاملة
مارأي سيادتكم في مقولة الشعب المصري متدين في معارفه لا في تعاملاته؟
- الشعب المصري محب للخير والأخلاق، ولكنه قد يكون في حاجة لمن يذكره ويحيي فيه هذه الروح والأخلاق الحميدة، وهذا هو الغرض من مبادرة «أخلاقنا» التي أطلقناها بهدف رد القيم للمجتمع المصري وتوسيع دائرة الاعتزاز بالأخلاق وقيم التراحم بين الناس، لأن الأخلاق هي التي تبني المجتمعات، مهما كانت ديانة هذه المجتمعات، فالقيم المجتمعية السليمة هي التي نصت عليها الأديان السماوية المختلفة.
أنشطة متعددة
أنشطة حملة مصر الخير كيف تصل الي كل أنحاء مصر؟
- مصر الخير هي مؤسسة تعمل علي تنمية المجتمع المصري والنهوض به علي كل المستويات، فنحن نعمل فيها من منطلق واجبنا الأخلاقي والديني تجاه المجتمع.. وفي مصر الخير نحاول تحقيق ذلك من خلال تنمية خمسة محاور أساسية وهي الصحة والتعليم والبحث العلمي والتكافل الاجتماعي وبقية مناحي الحياة.
ماهي رؤية فضيلتكم لدور رجل الدين في مشاكل المجتمع وحلها ؟
- علماء الدين ورجاله يشكلون الركيزة الأساسية لعملية الإصلاح في المجتمع، لذا فإن عليهم مهمة جسيمة كونهم يمثلون القدوة لأفراد المجتمع والإصلاح فيه فدورهم ليس مقتصرًا علي شرح الأحكام الفقهية وتعاليم الدين فقط للناس، ولكن كذلك الارتقاء بالناس وحثهم علي المحافظة علي القِيَم والضوابط الأخلاقية وهو ما يشكل دعامة لكل تقدم إنساني أصيل.. ولا شك أن مشاركتهم في حل مشكلات المجتمع وتنميته هي مهمة جليلة وتندرج تحت الإصلاح وعمارة الأرض، وذلك لن يتم إلا ببث روح المحبة والتآخي والتعاضد الاجتماعي والتفاني في العمل واتقانه ونبذ جميع أشكال التعصب والكراهية،
صفات مرفوضة
لماذا لم تتضمن حملة أخلاقنا صفات مرفوضة مثل الفساد والأهمال وأقتصرت علي الأخلاق والصفات الجميلة فقط؟
- لا ننكر أن تلك الصفات والأخلاق السيئة موجودة في مجتمعنا، ولكننا نسعي إلي تأصيل الأخلاق الحميدة في المجتمع ونحن عبر حملة أخلاقنا نعمل علي تركيز الضوء علي الجوانب الإيجابية في أخلاق المصريين حتي لا تتسبب النظرة السلبية المستمرة في مزيد من تدمير الأخلاق، لأن الأخلاق والقيم الطيبة الحميدة تعمل علي تكوين شخصية إنسانية سوية موحدة الجوانب هادفة إلي المثل الأعلي للسلوك والأفعال، وهو ما يجعل صاحبها يسير في اتجاه صحيح ومستقيم مع بقية أفراد المجتمع، كما تحقق التوازن بين الروح والمادة، وبين العقل والبصيرة، ولكنه توازن بكل ما تحمل الكلمة من معان، وذلك لأن الأخلاق تستهدف النفس الإنسانية بكل قواها وفي كل أعماقها، ولأنها تدعو جميع الناس في جميع الطبقات فإذا ما سادت الأخلاق في المجتمع وتغلغلت في نفوس الناس كانت دافعة بشكل تلقائي للأخلاق الذميمة ودفع المضار والأذي، وبهذا يتحقق تماسك الفرد في ذاته، ويستقيم كيان المجتمع في بنائه وتنتشر القيم العليا والأخلاق الحميدة في الكون كله.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.