إلي متي سيظل هذا الخلط قائما؟، هناك فرق بين (ضحايا من رجال الداخلية) و(ضحايا علي يد الداخلية) لو أن أحدهم نقل لرئيس الجمهورية الفيديو الذي تظهر فيه إحدي قريبات قتيل الدرب الأحمر وهي تقف أمام مديرية أمن القاهرة وتقول بثقة وثبات (هيطرمخوها يا باشا)، ربما تغير الأمر وكان رد فعل الرئيس أكبر من البحث عن تشريعات جديدة تحافظ علي كرامة وحياة المواطن في علاقته بالداخلية، تشريعات إيه وتسعون بالمئة من رجال الداخلية المتهمين في قضايا قتل أو هتك عرض أو اعتداء علي مواطنين حصلوا علي إخلاء سبيل أو براءة ومعظم من حصلوا علي أحكام إدانة كتبت لهم النجاة في محكمة النقض، وعاد كثيرون منهم إلي العمل بسهولة ويسر؟ التشريعات لن تحل الا مشكلة واحدة وهي تقنين جرائم الشرطة، وجزء من الحل هو إقلاع النظام عن تدليل الداخلية عمال علي بطال، واقعة قُتل فيها شاب كان يخرج من منزله بحثا عن ثلاثين أربعين جنيها يوميا، ما الذي يجعل التعليق عليها من جانب الرئيس قائما علي فكرة أن الشعب المصري يقدر جهود الداخلية وتضحياتها، إيه المناسبة يعني؟. إلي متي سيظل هذا الخلط قائما؟، هناك فرق بين (ضحايا من رجال الداخلية) و(ضحايا علي يد الداخلية)، مشكلتان مختلفتان تماما وكل واحدة منهما تحتاج إلي خطة وعلاج وقبل ذلك نحن بحاجة لفض الاشتباك بين الفكرتين مش كل شوية هنلبس دي في دي؟ أمر مضلل لا يفيد أحد أنه في كل مرة يحدث تجاوز من الداخلية يتم دفنه تحت تضحيات رجال الداخلية من أجل الحفاظ علي الأمن؟، لا يا افندم رجال الداخلية الذين يتساقطون أثناء وقوفهم في الكمائن برصاصات غادرة هذه مشكلة، ومواطن يسقط قتيلا برصاص شرطي مشكلة أخري. ما علاقة تصريح رئيس الجمهورية بتقدير الشعب لجهود الداخلية برقيب شرطة صاحب محل بيع ملابس قتل سائق ربع نقل في خلاف علي أجرة نقل البضاعة؟ لماذا يخاف النظام علي مشاعر الداخلية أكثر من مشاعر الناس؟،ولماذا لا يقدر بيان الرئاسة جهود شاب خرج يكافح من أجل لقمة عيش بشرف، شاب عندما اختفت الداخلية أيام يناير كان واحدا من الناس الذين حموا البلد، ما كل هذه الرمادية ومسك العصا من المنتصف في واقعة قتل مواطن برصاص ميري علي عينك يا تاجر؟ مع كل تجاوز يذكر النظام الناس بفضل الداخلية، هذا خلط مؤذ للأوراق ويخطيء تماما من يعتقد أنه يحافظ علي الداخلية واستقرار البلد،مع احترامي لرغبة النظام أن تمشي الدنيا بالقانون لكن وقائع الفترة الماضية تحتاج لما هو أقوي من تشريعات يقين ناس الشارع تجاهها هو (هيطرمخوها يا باشا).