تشهد الأوساط الثقافية عاصفة من الجدل الحاد والاستنكار بسبب ما أثير عن تغيير الدار المسئولة عن نشر أعمال نجيب محفوظ لعنوان روايته الأولي «عبث الأقدار»، وقد أصدرت دار الشروق بيانا توضح فيه ما أثير بشأن صدور طبعة من رواية «عبث الأقدار» لنجيب محفوظ تحت عنوان «عجائب الأقدار» ميسرة للشباب، وكان الخبر الذي تداولته مواقع التواصل الاجتماعي قد أثار حفيظة المثقفين واعتبروه تشويها لأدب صاحب نوبل، ووصل موقفهم إلي الدعوة لمقاطعة كتب الدار. من جهتها صرحت ام كلثوم ابنة الأديب العالمي نجيب محفوظ ، بأن تغيير عنوان الرواية في الطبعة المخصصة للناشئين، جري في إطار إتفاق بين والدها و الناشر الراحل محمد المعلم يتضمن تبسيط عدد من أعماله من بينها رواية عبث الأقدار. وقالت «دار الشروق» في بيانها الذي أصدرته حول توضيح حقيقة موقفها إن طبعة الرواية محل الجدل موجودة ومتداولة في الأسواق منذ عام 1989، وقام بتبسيطها محمد المعلم وصدرت بموافقة واعتماد نجيب محفوظ وأن هذه النسخة الميسرة تتضمن تبسيطا واختصارا في المتن وليس فقط تعديلا بالعنوان. وأوضحت الدار أن الرواية الأصلية التي صدرت عام 1939 بعنوان «عبث الأقدار» موجودة كما هي بنصها وعنوانها في الطبعات المتعددة التي أصدرتها دار الشروق دون أي تغيير. من جهه أخري علق الناقد د. حسين حمودة وهو من أبرز المتخصصين في النقد الروائي وأدب نجيب محفوظ بقوله ان عنوان كل عمل أدبي هو جزء أساسي من هذا العمل، ربما يتدخل المؤلف نفسه في إعادة الصياغة لعمله بعد فترة من كتابته وقد حدث ذلك مع نجيب محفوظ الذي غير في حياته عنوان روايته «القاهرة الجديدة»، وكان عنوانها في البداية هو «فضيحة في القاهرة»، أما فيما يخص تغيير عنوان روايته «عبث الأقدار» إلي «عجائب الأقدار» وقد يمثل مشكلة، إلا إذا كان هو في حياته، قد وافق علي هذا التغيير.