عناوين تعد بالآلاف ونسخ تحصي بالملايين ومعرض طويل عريض فسيح الجنبات شاسع المساحات وتتردد عليه الحشود كل يوم فبماذا يشعر بعضهم اذا سار مئات الخطوات وشرقت جولته في المعرض وغربت وطاف أجنحة الناشرين جميعا القادمين من مختلف بلاد الدنيا فلم يظفر ببغيته ولم يجد الكتاب الذي يبحث عنه. «الأخبار» سألت عددا من أبرز مفكرينا وأدبائنا ونقادنا عن ذلك الكتاب الذي بحثوا عنه طويلا ولم يجدوه في معرض 2016. في البداية يقول الناقد الكبير د. حامد أبو أحمد : للأسف لم أجد رواية «دون كيخوتة» للأديب الاسباني الأشهر «ميجل ثيرفانتس» بترجمة عربية أنجزها قلم العالم الراحل د. عبد العزيز الأهواني وأبحث عنها لأنها من افضل ترجمات تلك الرواية العالمية التي صدرت في أواخر القرن السادس عشر وتحتوي علي كل القيم الفنية في الرواية. أما الشاعر محمد إبراهيم أبو سنة فيقول : الأعمال الكاملة لنزار قباني وقد بحثت عنها بسعر معقول نظرا لأنني وجدت هذه الأعمال في أماكن كثيرة آخرها كان في اللاذقية في سوريا وندمت ندما شديدا لأنني لم أشتر هذه النسخة والسبب هو أنني أعيد اكتشاف نزار قباني وتقييمه في هذه المرحلة، فنزار شاعر محير ومثير وأفترش مساحة واسعة في وجدان القارئ العربي سواء كان رجلا أو إمرأة وفي السنوات الأخيرة كتب عددا مذهلا من القصائد التي أختلف حولها النقاد والقراء والشعراء. بينما قال الشاعر أحمد سويلم : بحثت عن معجم أعلام الفكر الإنساني الذي صدر الجزء الأول منه عام 1984 عن الهيئة العامة للكتاب بتصدير د. إبراهيم مدكور وكان وقتها رئيس مجمع اللغة العربية وقد شاركت فيه مجموعة من كبار الأساتذة وقد صدر منه جزء واحد وضم «292» شخصية عربية وعالمية وكنت أتمني أن يكتمل هذا العمل، وبحثت عن الجزء الثاني والثالث دون جدوي. ويحدد الشاعر فريد أبو سعدة مقصد بحثه بقوله : كتاب «الثابت والمتحول» بأجزائه الثلاثة للشاعر الكبير أدونيس وقد قرأته من عشرين سنة وفقدته عبر توالي الإستعارات ووددت لو وجدته في المعرض لأنه تبصير عميق بالعقل العربي والاسباب التي جعلته علي ما هو عليه الآن من تخلف وإرهاب. أما خضير البورسعيدي فنان الخط العربي فيقول: كتب الخط العربي عن الخطاطين الأتراك مع أنها موجودة في كل الدول العربية ولها قيمة خاصة في التقنية الخاصة بالكتابة من الناحية الفنية والطباعية. ويشير الأديب د. نبيل فاروق إلي كتاب «حروب الجيل الرابع» المكتوب بشكل يفهمه الناس بالرغم من خطورة محتواه وهو كتاب ذو حالة خاصة يتناول حروبا معنوية بالدرجة الاولي وتعود أهميتها إلي التوعية لأنها حروب علي العقل نفسه وهي توضح الأساليب التي أستخدمت قديما إبتداء من الماسونية وحتي الآن ومعظمها كتب مترجمة. وبحث الناقد د. مدحت الجيار عن كتاب «فقه اللغة» للدكتور لويس عوض وقد صدر عن الهيئة العامة للكتاب ولم يعد طبعه مرة أخري وهو كتاب فيه أجتهاد كبير جدا في معرفة الأصول اللغوية لمنطقة الشرق الأوسط وما حولها حتي وصلت اللغة العربية إلي شكلها الذي نتحدث به الآن وبالتالي كانت هناك نظرة مراجعة لما هو موجود من آداء حول فقه اللغة العربية. وقد بحث الناقد د. حسين حمودة عن كتاب أشكال الزمان والمكان في الرواية وهو تأليف ميخائيل باخين المؤلف الروسي وترجمته العربية في سوريا منذ زمن طويل للمترجم يوسف حلاف وهو من أفضل الكتب التي تناولت الفن الروائي بعمق وتقصت الأبعاد التي تربطه بعلاقة الزمن والمكان في هذا الفن الروائي وهو يستند إلي خبرة واسعة عند مؤلفه وأيضا إلي قدرة لافتة علي اقتناص ما هو جوهري علي ما تم تقديمه لمسيرة الرواية في العالم كله تقريبا فضلا عن أنه يستند إلي تصورات ومفاهيم خاصة بالمؤلف وحده. سعي المؤرخ ومحقق التراث الشهير د. أيمن فؤاد سيد إلي إقتناء كتاب المعتزلة من الكلام إلي الفلسفة وهو من تأليف الكاتب العراقي رشيد الخيون وذلك لأنه يقوم بالكتابة عن المعتزلة حاليا ومن خلال هذا الكتاب يحاول عمل إستقصاء عما كتب حديثا عن المعتزلة . وتدهشنا الأديبة سعاد سليمان بقولها: راقصات مصر من تأليف جليل البنداري وهو كتاب قديم ونادر وبحثت عنه كثيرا وأوصيت كل باعة الكتب في سور الازبكية حيث سوق الكتب القديمة وترجع أهمية الكتاب إلي إنه تاريخ وتوثيق للرقص الشرقي في مصر من خلال ألمع نجماته في ذلك العصر بديعة مصابني وتلميذاتها ببا عز الدين وهاجر حمدي وحورية محمد ونبوية مصطفي ثم ألمعهن في وقتها تحية كاريوكا وسامية جمال. وفي الختام تقول الناقدة د. أماني فؤاد : كنت أبحث عن الروايات الحاصلة علي جائزة مان بوكر العالمية ولكن للأسف لم أجد أياً منها سواء بلغاتها الأصلية أو في صورة ترجمات باللغة العربية.